ذكاء اصطناعي

في 21 سبتمبر… السماء تفتح نافذتها لمجرة درب التبانة!

محمد كمال
محمد كمال

2 د

يبشر عشاق الفلك بفرصة استثنائية لرؤية درب التبانة في 21 سبتمبر.

ليلة متميزة بالسماء الصافية وقمر جديد، تكشف عن جمال النجوم.

تتيح العتمة رؤى واضحة لمجرة درب التبانة من الشمال الشرقي للجنوب الغربي.

أجواء ريفية وتلوث ضوء أقل تجعل المشهد أكثر سحرًا.

تذكرنا هذه التجربة بحقيقة كوننا جزءًا صغيرًا من الكون الواسع.

مع بداية خريف 2025، يترقب هواة الفلك ليلة استثنائية ستجمع بين ظلمة القمر الجديد وصفاء السماء، لتمنح الجميع فرصة نادرة لمشاهدة درب التبانة بكامل بهائها. ليلة الأحد 21 سبتمبر ستكون الموعد المثالي حيث يتوارى ضوء القمر، تاركاً المجال مفتوحاً أمام لمعان نجوم مجرتنا الممتدة عبر السماء.

في هذه الفترة، يكون القمر في طوره الجديد، ما يعني أن وهج ضوئه المعتاد لن يتداخل مع رؤية النجوم. هذا التوقيت مثالي لأن العتمة الصافية تسمح للعين البشرية بالتقاط تفاصيل دقيقة في شريط درب التبانة، وهو ذلك القوس المضيء الذي يزين الأفق من الشمال الشرقي حتى الجنوب الغربي. وكما يؤكد خبراء الفلك، فإن قلة التلوث الضوئي والابتعاد عن المدن يجعل التجربة أكثر إبهاراً. وهذا يربط بين حركة القمر من جهة، وتوقيت الانتقال الموسمي من الصيف إلى الخريف الذي يجلب معه صفاءً إضافياً في الأجواء.


سماء مظلمة ولوحة سماوية

السماء في تلك الليلة لن تكون مجرد مشهد اعتيادي، بل لوحة سماوية حية. عند غروب الشمس وبداية العتمة، سيظهر درب التبانة كقوس مضيء واسع يمر بين كوكبة العقرب حتى مثلث الصيف، وصولاً إلى برشاوس وكاسيوبيا. باستخدام نظارات مكبرة أو منظار بسيط، سيتمكن الراصدون من رؤية تجمعات نجمية بديعة، مثل الفجوات الداكنة في كوكبة الدجاجة المعروفة بـ“الصدع العظيم”، إلى جانب أسراب من النجوم التي تبدو وكأنها غبار مضيء. وهذا يربط المشهد الطبيعي بجماليات علمية تكشف عن أعماق الكون وأسراره.

ولمن يعيشون داخل المدن الكبيرة التي يغزوها الضوء الاصطناعي، تُعد هذه المناسبة فرصة لا تتكرر كثيراً. فالانتقال إلى مواقع ريفية أو محميات طبيعية مخصصة لسماء الليل المظلمة سيجعل التجربة مختلفة تماماً، إذ تتحول السماء إلى بحر من النجوم الغامرة. وهذا يربط بين شغف البشر بالاكتشاف وحاجتهم الفطرية إلى reconnect مع الطبيعة في أبسط صورها.

ذو صلة

أما على الصعيد العلمي، فإن هذه المشاهدة ليست مجرد ترف بصري. فالتجربة تذكرنا بحقيقة أن كوكبنا ليس سوى نقطة صغيرة في مجرة هائلة، وأن ما نراه مجرد جزء يسير من بلايين النجوم والسدم المنتشرة في الكون. وهنا يظهر البعد المعرفي الذي يضيف عمقاً لهذه اللحظات البسيطة، حيث يتحول النظر إلى السماء إلى رحلة تأملية علمية وفلسفية. وهذا يربط بين ما يلمسه الهواة من متعة بصرية وبين ما يسعى إليه العلماء من فهم أعمق لأصل المجرة وتاريخها.

في نهاية المطاف، ليلة 21 سبتمبر ليست فقط موعداً فلكياً لعشاق السماء، بل تجربة إنسانية تُعيد للأذهان عراقة علاقتنا بالكون. تحت هذا القوس المضيء الممتد، يصبح السؤال الأبرز: كم مرة سمحنا لأنفسنا أن نتوقف عن صخب الأرض ونرفع رؤوسنا لنتأمل اتساع السماء؟

ذو صلة