ذكاء اصطناعي

قط عالم يقود لاكتشاف علمي جديد للمرة الثانية: فيروس مجهول يظهر إلى النور لأول مرة!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

حققت القطة "بيبر" اكتشافًا علميًا بمساعدة عالم الفيروسات الدكتور جون ليدنيكي.

وجد فريق البحث فيروسًا جديدًا من سلالة "أورثوريوفيروس" بجثة حيوان نافق.

يتساءل الباحثون عن مدى انتشار الفيروس وما إذا كان يشكل خطورة على الصحة العامة.

لم تظهر القطة "بيبر" أي أعراض مرضية وساهمت في اكتشاف علمي دون قصد.

ربما لم يفكر الدكتور جون ليدنيكي، عالم الفيروسات في جامعة فلوريدا، أنه في يوم من الأيام ستكون قطته "بيبر" مساعدته الأولى في المختبر. لكن للمرة الثانية تحقق هذه القطة الشهيرة سبقًا استثنائيًا في عالم الفيروسات، وتجلب -دون قصد- حيوانًا مصابًا بسلالة فيروسية لم يسبق التعرف عليها من قبل.

القصة بدأت عندما عادت "بيبر" من رحلة صيد قرب منزلها في مدينة غينسفيل بولاية فلوريدا حاملة معها حيوانًا نافقًا يُعرف باسم الزبابة قصيرة الذيل. وكعادة الباحث الفضولي دائمًا، جمع ليدنيكي جثة الحيوان لفحصها معمليًا بهدف التأكد مما إذا كانت تحمل أي فيروسات قد تمثل تهديدًا صحيًا.


مفاجأة في المختبر: اكتشاف فيروس جديد كليًا

جاءت النتائج مفاجئة لفريق البحث؛ إذ تبين عند التحاليل الدقيقة أن جثة الزبابة تحتوي على فيروس جديد من سلالة "أورثوريوفيروس" (Orthoreovirus)، وهو جنس فيروسي غير معروف جيدًا لدى عامة الناس، لكنه معروف لدى العلماء بإصابته للطيور والثدييات، بما فيها الإنسان والغزلان والخفافيش.

الفيروس الجديد الذي أطلق عليه الفريق اسم "فيروس غينسفيل أورثوريوفيروس نوع 3 سلالة UF-1"، يُعتبر اكتشافًا بارزًا، نشر الباحثون تفاصيله في العاشر من يونيو الماضي في المجلة العلمية المتخصصة "Microbiology Resource Announcements".

ورغم أن هذا النوع من الفيروسات تم اكتشافه للمرة الأولى في خمسينيات القرن الماضي، إلا أنه لا يزال غامضًا إلى حد كبير. في البداية، سُميت هذه الفيروسات بـ"الفيروسات اليتيمة" نظرًا لغياب ارتباط واضح بمرض محدد، لكن اكتشفت دراسات لاحقة أنها قد تُسبب في حالات نادرة التهابات خطيرة عند البشر، مثل التهاب الدماغ أو السحايا أو التهاب المعدة والأمعاء.

لكن كيف يمكن لهذا الفيروس أن ينتشر؟ يأخذنا ليدنيكي في جولة سريعة لتوضيح الأمر: الفيروسات الأرثورية غالبًا ما تنتقل عن طريق الفضلات أو الرذاذ التنفسي، وتصيب جهاز التنفس والجهاز الهضمي على الأغلب. كما يُعرف بأنها قادرة على التطور وإنتاج سلالات جديدة عن طريق تبادل الجينات بين فيروسين مختلفين عندما يُصيبان نفس الخلية.

ومن المثير للاهتمام أن فيروسات شديدة التشابه وُجدت في حيوانات متباعدة جغرافيًا مثل الغزلان في الولايات المتحدة، وحيوان المنك في الصين، بل وحتى أسد في اليابان، ما يثير تساؤلات حول إمكانية انتقال الفيروس عبر الأغذية المصنّعة للحيوانات.


خطوات التحقيق العلمي التالية

وبالطبع، يبقى لدى فريق الباحثين العديد من الأسئلة تُنتظر إجابتها حول هذا الفيروس الجديد، من بينها: ما مدى انتشاره بين البشر والحيوانات؟ وما مدى شدّته وهل يشكل مخاطر حقيقية على الصحة العامة؟ لهذا السبب قرر فريق البحث إجراء دراسات مناعية واختبارات مصلية لتحديد درجة الخطورة المحتملة التي قد يشكلها الفيروس على الإنسان والحياة البرية.

مع ذلك، لم تبدر من القطة بيبر -الباحثة دون قصد- أية أعراض غير مألوفة أو أمراض، وستستمر بكل طاقتها في تقديم مساهماتها العلمية الغير مقصودة عبر رحلات الصيد المنزلية المعتادة.

ذو صلة

وفي نهاية المطاف، يُفسّر ليدنيكي هذا الاكتشاف قائلًا: "إذا بحثت جيدًا، فستجد بالتأكيد. هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها بيبر عن فيروس جديد، وربما لن تكون الأخيرة".

وبينما يحتفل العلماء بهذا الكشف المهم، تذكرنا هذه القصة البسيطة والطريفة بأن عوالم الفيروسات لا تزال غامضة، وأن الطبيعة لا تزال تخبئ لنا الكثير من الأسرار التي قد نكتشفها من حيث لا نتوقع. وليس علينا سوى أن نكون مستعدين لفحص ما تأتي به لنا "قططنا" أو طبيعتنا من دلائل قد تحمل إلينا الليلة اكتشافاً علمياً جديداً.

ذو صلة