لغز نظارات سوبرمان: جيمس غن يقدم تفسيرا كوميكيا جديدا للسؤال القديم

3 د
يقدم جيمس غن تفسيرًا غير متوقع لنظارات كلارك كينت في فيلم سوبرمان الجديد.
يكشف غن عن استخدام نظارات تنويم مغناطيسي لإخفاء هوية سوبرمان.
يجسد ديفيد كورينسويت ببراعة الاختلاف بين شخصيتي سوبرمان وكلارك كينت.
تمثل الكوميديا جزءًا بارزًا من الأسلوب الجديد للفيلم، بإضافة لحظات فكاهية.
أثارت نظارات سوبرمان، أو بالأحرى نظارات كلارك كينت، الجدل والاستغراب على مر العصور؛ فكيف يمكن لزوجٍ من النظارات العادية أن يخفي هوية أهم بطل خارق في عالم الكوميكس والسينما؟ هذا هو السؤال الظريف الذي يتجدد مع كل إطلاق لفيلم جديد عن سوبرمان، ولم يكن الفيلم الجديد تحت إشراف المخرج جيمس غن استثناءً من ذلك.
وبالفعل، لعبت حملة الترويج للفيلم الجديد على هذه النقطة بشكل مرح، إذ ظهر بطلا الفيلم، راشيل بروسنهان في شخصية لويس لاين وسكايلر جيسوندو في شخصية جيمي أولسن، في بعض المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي يتظاهران بالدهشة بمجرد خلع ديفيد كورينسويت، الممثل الجديد لشخصية سوبرمان، لنظارته، وكأن كلارك اختفى فجأة من أمامهما.
التفسير الرسمي الجديد: نظارات التنويم المغناطيسي!
ولكن ما السبب الحقيقي الذي يُقدمه فيلم "سوبرمان" الجديد لهذه الظاهرة؟ المخرج جيمس غن يكشف في مقابلة مع موقع ComicBook أن هناك تفسيرا مأخوذا بالفعل من تاريخ القصص المصورة (الكوميكس)، وهو تفسير طريف رُبما لم يسمع به الكثيرون من قبل: النظارات هي "نظارات تنويم مغناطيسي".
أوضح غن ذلك قائلاً:" في الحقيقة هذا أمر رسمي موجود في قصص الكوميكس القديمة، لكنه نُسي نوعًا ما مع مرور السنوات. كنتُ أناقش مع المؤلف توم كينغ وأعربت له عن انزعاجي منذ طفولتي من فكرة أن زوجا بسيطا من النظارات يُبعد الشكوك عن بطل العالم، وبالفعل كانت إجابته مفاجئة لي، لأن الكوميكس تقدم تفسيرا رسميا مفاده أن هذه النظارات تنوم من ينظر إليها بشكل جزئي فتمنعه من ملاحظة التشابه مع سوبرمان!".
وهنا نوه غن إلى أنه، وبغض النظر عن هذا التفسير الخيالي، فقد كرّس الممثل الشاب ديفيد كورينسويت جهدا ملحوظا في تقديم شخصيتين منفصلتين تمامًا هما سوبرمان والصحفي كلارك كينت. ووصف كورينسويت بأنه" أكتر ممثل قدم شخصية كلارك كينت مختلفة عن سوبرمان، حتى أكثر من كريستوفر ريف نفسه". والمعروف أن الممثل الأسطوري ريف كان دائمًا يُشاد به لقدرته المدهشة على تجسيد الاختلاف بين سوبرمان وكلارك كينت عبر لغة الجسد وطريقة الكلام والمشية والتردد.
وهذا المجهود المميز من كورينسويت يتناغم مع الأسلوب المرح والطريف الذي يسعى إليه جيمس غن في تجربة تقديم سوبرمان هذه المرة. فقد أظهرت المقاطع الدعائية المبكرة حضورًا بارزا للدعابة والمواقف الكوميدية الطريفة، بما في ذلك استخدام سوبرمان قدراته الخارقة لإنقاذ كلب بقوة أنفاسه المصحوبة بالجليد، إضافة إلى مشاهد التعاون المدهشة بين سوبرمان ورفيقه الوفي الكلب الخارق "كريبتو".
واختتم غن تفسيره بابتسامة مداعبًا:"في رؤيتي الخاصة، عندما يرتدي كلارك كينت تلك النظارات، سيبدو وجهه أكبر وأعرض قليلاً، وكأنه شخص مختلف كليا".
من الواضح أن جيمس غن يحاول إضافة طابع جديد إلى شخصيات عالم سوبرمان التقليدية، من خلال التركيز على جوانب كوميدية كانت بعيدة عن شخصية هذا البطل الخارق على الأقل في نسخ الأفلام السابقة.
في المحصلة، سواءً اقتنع المتابع بالتفسير الجديد الخاص بنظارات التنويم المغناطيسي أم لا، تبقى هذه أحد الأسباب التي تجعل شخصية سوبرمان محفورة بقوة في الذاكرة الشعبية. ربما يكون من المفيد في المستقبل تعزيز الربط بين الأساس الخيالي لهذا التفسير وبين الجوانب الدرامية الأكثر جدية في الفيلم، فمثل هذه المقاربات الذكية تلعب دورًا فاعلًا في دعم مصداقية الحبكة، والأهم من ذلك، تقديم تجربة ممتعة للمشاهدين.