لماذا يلتئم جرح فمك أسرع من يدك؟ السر في اللعاب البشري!

2 د
اللّعاب البشري يحتوي على بروتينات تسهم في تسريع التئام الجروح وتقليل الالتهاب.
الإنزيمات في اللّعاب تساعد على تكوين أنسجة جديدة وتعزيز الدورة الدموية.
تجارب مقارنة أظهرت تفوق اللّعاب على العلاجات التقليدية في تسريع التعافي.
يمكن تطوير كريمات علاجية من مكونات اللّعاب لتعزيز الشفاء.
نتائج البحث تشير لاحتمال تبني اتجاه جديد في الطب الحيوي والعلاج الخلوي.
لطالما ارتبطت عملية شفاء الجروح بالعلاجات الطبية التقليدية، لكن دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة صينية متخصصة في الجراحة الترميمية أعادت الأضواء إلى مكوّن طبيعي طالما تجاهله الطب الحديث: **اللعاب البشري**. البحث المنشور عبر موقع «ريسرش غيت» أبرز كيف يحمل هذا السائل اليومي خواصاً فعالية قد تُحدث فارقاً في التعامل مع التئام الأنسجة.
تشير الدراسة التي أعدها فريق من الباحثين الصينيين إلى أن اللعاب البشري يحتوي على مجموعة من البروتينات والإنزيمات التي تسرّع تكوين الأنسجة الجديدة وتقلل معدلات الالتهاب. وهذا يرتبط مباشرة بفكرة أن الجسم يملك قدرات ذاتية مدهشة للشفاء، لكنها غالباً ما تُهمل في الممارسات الطبية الحديثة لصالح العقاقير والضمادات التقليدية.
مكونات فعّالة تدعم الشفاء
النتائج أوضحت أن البروتينات الموجودة في اللعاب مثل عوامل النمو الطبيعية والمواد المضادة للميكروبات تساعد على إعادة بناء الخلايا وتعزيز الدورة الدموية الدقيقة في منطقة الإصابة. وهذا يربط بين الخصائص الكيميائية لللعاب وقدرته الملحوظة على تسريع تماسك الأنسجة الجديدة، الأمر الذي قد يقلل من مخاطر العدوى ويقصّر فترة التعافي مقارنة بالطرق المعتادة.
في السياق نفسه، أوضح الباحثون أن المقارنة أجريت بين تأثير اللعاب ومواد تقليدية مستخدمة في التئام الجراحات السطحية، وكانت النتيجة أن للعاب تفوق واضح في بعض المؤشرات. هذا يفتح الباب أمام إمكانية تطوير مستحضرات علاجية جديدة تستند إلى مكونات اللعاب وتركيزها في شكل كريمات أو حلول موضعية.
آفاق طبية مستقبلية
استناداً إلى هذه النتائج، يرى خبراء الطب التجديدي أن تبني هذه الرؤية قد يدل على توجه جديد في مجال **الطب الحيوي** و**العلاج الخلوي**، حيث يمكن أن يصبح اللعاب مصدر إلهام لتطوير بدائل أقل تكلفة وأكثر توافقاً مع طبيعة الجسم. وهذا يربط بين الاكتشافات البيولوجية الحديثة وطموحات البشر في تحسين جودة الحياة وتسريع التعافي من الإصابات دون الاعتماد المفرط على المضادات الحيوية.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه النتائج لا تزال في إطار البحث، ما يعني ضرورة استكمال التجارب الإكلينيكية للتثبت من آليات عمل اللعاب على نطاق واسع قبل إدخاله إلى التطبيق الطبي. ومع ذلك، فإن هذه المؤشرات الأولية تجسد خطوة مثيرة في فهمنا لآليات الشفاء الذاتي لدى الإنسان.
في المحصلة، يكشف هذا البحث عن دور غير متوقع للّعاب كبوابة محتملة لعلاجات مبتكرة، وهو ما يسلط الضوء مجدداً على قدرة الطبيعة في إمدادنا بأدوات قد يكون لها أثر كبير في ممارسات الطب الحديث. وبينما قد يستغرق تحويل هذه النتائج إلى تطبيق فعلي وقتاً، فإن فكرة أن أحد أسرار العلاج يكمُن في مكوّن طبيعي داخل أفواهنا تبقى مدهشة بحد ذاتها.









