ذكاء اصطناعي

ليزر عملاق يفتح للولايات المتحدة كنز طاقة يفوق احتياجاتها بـ50 ألف مرة!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تستخدم شركة ناشئة في تكساس جهاز ليزر خاص لحفر الصخور العميقة.

تمكن الجهاز من حفر 118 مترًا في الجرانيت بسرعة 5 أمتار في الساعة.

تقنية الجيروترون قد تحول محطات الفحم المتهالكة إلى مصادر طاقة نظيفة.

الحرارة المخزونة في القشرة الأرضية تفوق احتياجات البشرية السنوية بخمسين ألف مرة.

تقنية الحفر الجديدة قد تجعل الطاقة الحرارية الجوفية مصدرًا أساسيًا في المستقبل.

وسط تزايد الحديث عن أزمة المناخ والبحث عن بدائل نظيفة، يطل ابتكار أميركي بوصفه ثورة قد تغيّر وجه الطاقة عالميًا. القصة بدأت في ولاية تكساس، حيث تمكنت شركة ناشئة من استخدام جهاز ليزري خاص لحفر الصخور العميقة دون ملامستها، واضعةً العالم أمام مصدر طاقة يفوق احتياجات البشرية بعشرات آلاف المرات.


تقنية الحفر بالضوء

في مقلع حجارة قرب بلدة ماربل فولز، أظهرت التجربة الأولى لشركة **Quaise Energy** كيف يمكن لجهاز يُعرف باسم “الجيروترون” أن يحفر صخور الجرانيت عبر موجات كهرومغناطيسية عالية التردد. المثير أن الجهاز لا يستخدم شفرات أو حفر ميكانيكي، بل يسخّن جزيئات الصخور إلى درجة التبخر، ليترك خلفه ممرًا أملسًا أشبه بالسطح المصقول.

وهذا يربط مباشرة بين التكنولوجيا الجديدة والتحديات التي عانى منها الحفر التقليدي، الذي يتآكل سريعًا ويحتاج لتبديل قطع بشكل متكرر.


سرعة غير مسبوقة في حفر الصخور

خلال العرض التجريبي، اخترقت الأشعة 118 مترًا من الجرانيت بسرعة وصلت إلى خمسة أمتار في الساعة، أي أسرع بحوالي خمسين مرة من الحفارات التقليدية التي تتعثر في تجاوز عُشر متر في الصخور الصلبة. كاميرا خاصة أُدخلت في البئر أظهرت جدارًا أملسًا يثير الدهشة وكأننا أمام نفق محفور من قبل آلة دقيقة النحت.

وهذا يوضح أن العقبة التي أبطأت الاستثمار في الطاقة الحرارية الجوفية لعقود، قد تصبح قريبًا جزءًا من الماضي.


تحويل محطات الفحم المتهالكة إلى محطات نظيفة

لا تقتصر رؤية الشركة على الحفر السريع، بل تمتد إلى إعادة استخدام محطات الفحم أو الغاز القديمة. الفكرة أن تُستبدل الغلايات الملوثة بآبار عميقة تنقل حرارة الأرض مباشرة لتدوير التوربينات. هذه المواقع تتميز أصلًا بارتباطها مع شبكات الكهرباء وبنيتها التحتية الجاهزة، ما يجعل التحول أكثر كفاءة وأقل تكلفة.

ومن هنا يمكن فهم كيف يفتح المشروع الباب لتسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة دون الحاجة لبناء بنية جديدة من الصفر.


مصدر طاقة شبه لا نهائي

تقديرات **الوكالة الدولية للطاقة** تشير إلى أن الحرارة المخزونة في العشرة كيلومترات الأولى من قشرة الأرض تساوي أكثر من خمسين ألف مرة من استهلاك البشر السنوي للطاقة. ومع أن الطاقة الحرارية الجوفية لا تسهم اليوم إلا بحوالي نصف في المئة من الكهرباء العالمية، إلا أن اعتماد هذه التقنية قد يرفع نسبتها إلى 10% بحلول عام 2050.

هذا الربط يجعل من الواضح أن الاستفادة من حرارة الصخور العميقة قد تتحول إلى الركيزة الأساسية لمزيج الطاقة العالمي في المستقبل.


خاتمة

بين حلم السيطرة على حرارة الصخور العميقة والقدرة العملية على تبنيها، تقف تقنية الجيروترون كإنجاز علمي قد يغيّر خريطة الطاقة العالمية. إذا نجحت الشركة الأميركية في تعميمها، فإن العالم سيقترب أكثر من واقع تتراجع فيه الحاجة للوقود الأحفوري تدريجيًا ويحل محله مصدر طاقة نظيف ودائم، ينبع من قلب الأرض نفسها.

ذو صلة

ذو صلة