ما الذي تخفيه كليوباترا في الأعماق؟ العلماء يعثرون على سرّ لم يتوقّعه أحد!

3 د
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشاف أدلة جديدة تخص مقبرة كليوباترا.
الاكتشاف تم قبالة سواحل الإسكندرية حيث تم العثور على ميناء غارق ذو أهمية تاريخية.
يضم الموقع أنفاقًا ومعابد، ويُعتقد أنه مركز ديني وسياسي وفق الموجودات الأثرية.
البعثة ستستمر في التنقيب باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد والروبوتات الغاطسة لتحديد موقع المقبرة.
البحر يكشف شيئًا فشيئًا عن أسرار كليوباترا الغارقة منذ آلاف السنين.
في تطور مثير يعيد إشعال الجدل حول مصير آخر ملكات مصر البطلميّة، أعلن **وزارة السياحة والآثار المصرية** بالتعاون مع **ناشونال جيوغرافيك** عن اكتشاف أدلة جديدة قد تكون المفتاح لحل لغز **مقبرة كليوباترا** الغامضة، والمختفية منذ أكثر من ألفي عام.
تبدأ القصة بالقرب من مدينة **الإسكندرية**، حيث كشفت البعثة الأثرية بقيادة الدكتورة **كاثلين مارتينز** عن **ميناء غارق تحت مياه البحر المتوسط** يبدو أنه كان يحمل أهمية كبرى في زمن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الدولة البطلمية. هذا الاكتشاف غير المتوقع أعاد للأذهان الأسطورة التي تقول إن الملكة أوصت بدفنها في معبد مقدّس يُعرف اليوم بموقع **تابوسيريس ماجنا**.
وهذا الاكتشاف يربط بين جهود العلماء الحالية وبين السعي الطويل لفهم فصل ختامي من التاريخ المصري القديم.
كليوباترا بين الأسطورة والتاريخ
وُلدت كليوباترا سنة 69 قبل الميلاد في الإسكندرية، في زمن كانت فيه مصر محور صراعات إمبراطورية بين **روما** و**اليونان**. تميز عهدها بتحالفات سياسية مع **يوليوس قيصر** و**مارك أنطونيوس**، قبل أن تسدل الستار على حياتها بطريقة درامية عام 30 قبل الميلاد بعد هزيمتها أمام **أوكتافيان**، الإمبراطور الروماني المستقبلي أغسطس. ورغم مرور قرون، ظل مكان دفنها الحقيقي لغزاً يؤرق المؤرخين وعلماء الآثار على حد سواء.
ومع أن الرومان سعوا لطمس آثار حكمها بتدمير التماثيل والنقوش، فإن الرموز القليلة المتبقية كانت الطريق الوحيد لفهم إرثها الثقافي والروحي.
أنفاق ومعابد وأسرار غارقة
في عام 2022، فجّرت الدكتورة **مارتينز** مفاجأة علمية حين عثرت على **نفق أثري تحت الأرض** يمتد قرب معبد تابوسيريس ماجنا. وتشير التقديرات إلى أن هذا الموقع كان يضم **ميناءً ضخماً** فقد أثره بعد قرون من الغرق، تحيط به أعمدة حجرية وسفن كانت تُستخدم في طقوس دينية مكرّسة للإلهين **أوزوريس** و**إيزيس**، وهما رمزان مقدسان ارتبطا بأسطورة الخلود في مصر القديمة.
وهنا تبرز أهمية الشراكة بين علماء **علم المحيطات** وعلماء **الآثار**. فقد استعانت مارتينز بالعالم الشهير **روبرت بالارد**، مكتشف حطام سفينة **تايتانيك**، ليستخدم تقنيات المسح البحري الحديثة في رسم خرائط دقيقة لقاع البحر وكشف الملامح الغارقة للميناء.
هذا التعاون العلمي لم يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل فتح باباً لفهم جديد للعلاقات بين **البيئة البحرية** و**التاريخ الإنساني** في سواحل المتوسط.
أدلة مادية تعيد تشكيل الفرضيات
عُثر في الموقع على **عملات معدنية** تحمل وجه كليوباترا، و**تمثال صغير** يُعتقد أنه يجسّد ملامحها، إلى جانب **جرار فخارية** و**مراسي سفن** وشواهد طقوس دينية. هذه الموجودات تُعزّز فرضية أن المكان لم يكن مجرد معبد، بل مركزاً دينياً وسياسياً قد يكون احتضن جثمان الملكة بعد وفاتها، بعيداً عن أعين الرومان.
وتشير النقوش المكتشفة على جدران المعبد إلى امتنان الحجاج للآلهة لإنقاذهم من عواصف بحرية، ما يؤكد أن الميناء كان فعّالاً في العصور القديمة، ويوفر ارتباطاً مباشراً بين **الأسطورة المصرية** و**المعطيات الأثرية الحديثة**.
وهذا بدوره يعمّق احتمال أن تكون المقبرة الحقيقية مدفونة في الطبقات الأدنى من هذه البقعة الساحلية الغارقة.
ما الذي يحمله المستقبل؟
يخطط الفريق الأثري لمواصلة أعمال التنقيب تحت الماء خلال العام المقبل باستخدام **تكنولوجيا التصوير ثلاثي الأبعاد** و**الروبوتات الغاطسة**، على أمل العثور على المقبرة الملكية. إن تحقق ذلك، فسيعد أحد **أهم الاكتشافات الأثرية في القرن الحادي والعشرين**.
في النهاية، يبدو أن **البحر الذي أخفى أسرار كليوباترا** على مدى آلاف السنين بدأ اليوم بالكشف عن خيوط القصة شيئاً فشيئاً. وبينما تتواصل الأبحاث، يبقى السؤال مفتوحاً: هل نقترب فعلاً من معرفة **أين ترقد ملكة النيل؟**









