مجلس الشيوخ الأمريكي يتحدى إيلون ماسك: تخصيص مليارات الدولارات لمهمات العودة الى القمر

3 د
وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على ميزانية 10 مليارات دولار لمهمات القمر الجديدة.
تستهدف هذه الميزانية دعم برنامج "آرتميس" لإعادة رواد الفضاء إلى القمر.
إيلون ماسك انتقد صواريخ SLS المكلفة لغياب عامل إعادة الاستخدام.
سيُخصص 2.
6 مليار دولار لمحطة "غيتواي" الفضائية في مدار القمر.
رغم الانتقادات، تواصل الولايات المتحدة التزامها بمستقبل الإنسانية في الفضاء.
تماشياً مع اهتمام العالم المتزايد باستكشاف الفضاء، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً على تخصيص ميزانية ضخمة تصل إلى 10 مليارات دولار (حوالي 8.5 مليار يورو) لدعم سلسلة من المهمات الجديدة للقمر، رغم انتقادات ورفض واضح من الملياردير الشهير إيلون ماسك، رئيس شركة سبيس إكس.
قرار الكونجرس هذا يسلط الضوء على الأهمية الكبرى التي تُوليها الولايات المتحدة لمهمات "آرتميس"، المهمة الطموحة التي تعمل على إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر بعد حوالي نصف قرن من آخر رحلة بشرية. وتخطط وكالة ناسا لتنفيذ هذه المهمات باستخدام الصاروخ العملاق المعروف بنظام الإطلاق الفضائي "SLS"، المصمم خصيصاً لحمل البشر بأمان إلى مدار القمر.
خلاف علني بين ماسك والإدارة الأمريكية
تأتي هذه التطورات بعد فترة من الخلاف الواضح بين إيلون ماسك والإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس السابق دونالد ترامب. فقد وصف ماسك صواريخ SLS ذات التكلفة العالية بأنها "مخيبة للآمال"، منتقداً غياب عامل إعادة الاستخدام الذي تعتمده سبيس إكس في صواريخها. وذهب ماسك لأبعد من هذا، حيث دعا إلى التخلي عن المحطة الفضائية الدولية ISS والتركيز بدلاً من ذلك على برامج استكشاف كوكب المريخ، مما أثار جدلاً واسعاً في مجتمع الفضاء الدولي.
هذا السياق الشائك من المعارضة لم يمنع مجلس الشيوخ من منح الضوء الأخضر لتأمين حوالي 4.1 مليار دولار لبناء وتطوير صاروخين من نوع SLS، سيتم تخصيصهما لمهمتي "آرتميس 4" و"آرتميس 5". فكما أوضح الأعضاء المؤيدون للميزانية الجديدة، فإن هذا النوع من الصواريخ يعتبر الوحيد المتاح حالياً والمؤهل لنقل رواد الفضاء بأمان للهبوط على سطح القمر.
ولا يقف التمويل عند هذا الحد، فهناك 2.6 مليار دولار إضافية ستوجه لبناء المحطة الفضائية المتطورة "غيتواي"، والتي ستكون أول محطة فضائية دولية تدور في مدار القمر. وتعد هذه المحطة محورية لتأسيس وجود بشري دائم في المنطقة المحيطة بالقمر، ولها دور هام في فتح مسارات جديدة لاستكشاف أكثر أماناً واستدامة للفضاء.
وهذه الميزانية الجديدة لا تُفيد الولايات المتحدة وحدها، فلوكالة الفضاء الأوروبية ESA دور رئيسي فيها. فهي تزود المشروع بوحدات الطاقة والأوكسجين اللازمة لمركبة أوريون التي سيستخدمها رواد الفضاء في مهام آرتميس، وكذلك توفر مكونات رئيسية لمحطة "غيتواي". وكان الخبراء الأوروبيون قد حذروا سابقاً من الآثار السلبية لأي تقليص في ميزانية برامج الفضاء الأمريكية، مؤكدين أن استقرار المشاريع الفضائية مهم جداً بالنسبة لأوروبا والعالم في مجالات البحث العلمي والاستكشاف الفضائي.
تتضمن الميزانية الجديدة أيضاً تمويلاً مهماً لمشروع تابع لناسا لجلب عينات من المريخ، بالإضافة إلى مواصلة دعم المحطة الفضائية الدولية ISS لخمس سنوات قادمة، مما يطمئن الأطراف الدولية المتعاونة على استمرار الشراكات في الفضاء.
في النهاية، يعكس هذا القرار التزاماً أمريكياً جاداً لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر وتهيئة البنية التحتية لمشاريع فضائية طويلة المدى. ورغم الانتقادات الجادة من شخصيات بارزة كإيلون ماسك، يبدو أن الخطط الرسمية مستمرة بخطوات ثابتة للاستثمار في مستقبل الإنسان خارج الأرض. ومن المفيد في المستقبل تقديم توضيحات أكثر حول فوائد هذه المهمات المباشرة للناس، واستخدام مصطلح مثل "عودة البشرية للقمر" كبديل أكثر إلهاماً وجذباً من "الهبوط على سطح القمر"، لتقريب القارئ العربي من تلك الأحداث الضخمة والمثيرة في الفضاء.