ذكاء اصطناعي

من أجل دواء فاخر في الصين… حمير العالم تُباد بصمت!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تقرير يكشف عن التجارة العالمية بجُلود الحمير لاستخدامها في الطب الصيني الإيجياو.

انخفاض أعداد الحمير من 11 مليونًا إلى 1.

5 مليون مع تزايد الطلب.

ازدياد تجارة غير شرعية بجُلود الحمير في إفريقيا بسبب الطلب المتصاعد.

التجارة تهدد حياة وعيش المجتمعات الإفريقية الفقيرة خاصة النساء والأطفال.

التأكيد على أهمية تعزيز تطبيق القوانين لحماية الحمير والمجتمعات المحلية.

هل تخيلت يومًا أن حيوانًا بسيطًا كالحمير يمكن أن يكون محور تجارة عالمية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات؟ هذا ما توصل إليه تقرير حديث يكشف الخفايا المُقلقة وراء انخفاض أعداد الحمير حول العالم، وبالأخص في إفريقيا، بسبب الاستخدام المكثف لجلودها في صناعة "الإيجياو"، وهو منتج صيني يُسوق على أنه مكمل غذائي ثمين.

بدأت هذه الحكاية منذ رواج إنتاج الإيجياو، وهو مستحضر يحتوي على الكولاجين المستخرج من جلود الحمير، وتؤكد بيانات شركة الأبحاث الصينية "تشيانزان" أن قيمة صناعته تصل إلى 6.8 مليارات دولار. لقد أدى هذا الطلب المُتصاعد إلى انخفاض واضح في أعداد الحمير بالصين من حوالي 11 مليونًا في عام 1992 ليصل اليوم إلى 1.5 مليون فقط عام 2023.

ومع تراجع أعداد الحمير في الصين، اتجهت الأنظار نحو القارة الإفريقية لتلبية الطلب الكبير على جلود الحيوانات. لكن هذا الحل تسبب في أزمة ممتدة، فأعداد الحمير في إفريقيا تتراجع بشكل متسارع، مما دفع الاتحاد الإفريقي لإصدار قرار العام الماضي يحظر ذبح الحمير لمدة 15 عامًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


عمليات تجارة غير شرعية تهدد حياة الحيوانات والأشخاص

لكن المشكلة لم تتوقف هنا. تؤكد المنظمة البريطانية الخيرية "دونكي سانكتشواري" أن الطلب على مادة "الإيجياو" والعائدات الهائلة منها دفعت لظهور شبكات دولية واسعة تقوم بتجارة جلود الحمير بطريقة غير شرعية. ففي العام الماضي وحده، تم ذبح حوالي 5.9 مليون حمار حول العالم، ويتوقع خبراء أن يرتفع الطلب إلى 6.8 مليون جلود حمار بحلول عام 2027.

وتعمل هذه التجارة خارج نطاق القانون في كثير من الأحيان، حيث تقوم العصابات الإجرامية بسرقة الحيوانات ليلًا وذبحها في ظروف غير نظيفة وغير إنسانية، كما أكدت المنظمة. وتضيف أن هذه الشبكات تستخدم أساليب متطورة وتستغل أصحاب الحمير من القرى الأفريقية الفقيرة لإجبارهم على التخلي عن حيواناتهم، إما بالسرقة وإما بالإكراه المالي.

والأثر المُدمّر لهذه التجارة يؤثر بصورة مباشرة على حياة الملايين من سكان القرى الأفريقية، خصوصاً النساء والأطفال. فالحمير تُستخدم كوسيلة رئيسية للمساعدة في الزراعة ونقل البضائع إلى الأسواق. وبسبب تناقص هذه الحيوانات، تواجه هذه المجتمعات صعوبات جمة في الحصول على دخلها اليومي وإدارة شؤونها الزراعية.

ذو صلة

كما تُحمّل المنظمة الخيرية مسؤولية أخرى لهذه التجارة المشبوهة، تتمثل في خطورة بيئية وصحية كبيرة، فالنقل والتخلص غير الملائم لجثث الحيوانات وجلودها غير المعالجة يزيد خطر انتشار الأمراض المُعدية ويهدد سلامة الأنظمة البيئية المحلية.

وفي الختام، ومع تزايد هذه الأزمة الإنسانية والبيئية، يرى مُحللون ضرورة التشدد في تطبيق القوانين المحلية والدولية للحد من هذه التجارة، بالإضافة إلى زيادة الوعي لدى مجتمعات المناطق المتضررة بتأثير هذا النشاط على مستقبلهم. قد يكون من المفيد أيضًا استعمال مرادفات أو عبارات أكثر قوة بدلًا من كلمات مثل "غير نظيفة" بوصف أكثر وضوحًا مثل "مروعة" أو "غير صحية"، للفت انتباه القراء بشكل أكبر تجاه فداحة الأزمة. وأخيرًا، فإن الربط بين الجوانب الإنسانية البيئية والصحية قد يُبرز القراء إلى مدى واسع مسؤولية الحكومة والمجتمع الدولي في وقف هذه الجرائم المستمرة ضد الإنسان والبيئة معًا.

ذو صلة