موظفو ناسا تلقوا أوامر بـ”ترك كل شيء” لحذف أي إشارات للسكان الأصليين والنساء من مواقعها الإلكترونية
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-02-05T111021.975.png&w=3840&q=75)
4 د
أصدر مقر ناسا أمرًا صارمًا بحذف جميع الإشارات إلى التنوع والعدالة البيئية والمرأة في القيادة من مواقعها العامة بحلول 22 يناير 2025.
جاء التوجيه ضمن تنفيذ أمر تنفيذي أصدره الرئيس ترامب لإنهاء برامج التنوع في المؤسسات الحكومية.
شهدت مواقع ناسا تغييرات واضحة، مثل استبدال كلمات مثل "شامل" بـ "عادل" وحذف مصطلحات تتعلق بالإدماج.
رغم جهود التنوع السابقة، لم تحقق ناسا تقدمًا كبيرًا في زيادة تمثيل النساء والأقليات في المناصب القيادية على مدار العقد الماضي.
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، تلقى موظفو وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تعليمات صارمة بـ"التخلي عن كل شيء" والقيام فورًا بحذف أي إشارات إلى التنوع والعدالة البيئية والمرأة في المناصب القيادية من جميع مواقعها العامة، وذلك وفقًا لتوجيه داخلي حصلت عليه منصة 404 Media.
توجيه عاجل بمسح المصطلحات المتعلقة بالتنوع والشمولية
التوجيه، الذي أُرسل في 22 يناير 2025، شدد على أنه "بناءً على توجيه من المقر الرئيسي لوكالة ناسا، نحن مطالبون بمسح أي إشارات إلى المصطلحات التالية من مواقعنا العامة بحلول الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت الشرقي اليوم. هذه أولوية قصوى، وعليكم إعادة ترتيب مهامكم فورًا وفقًا لهذا الأمر".
وجاء في القائمة التي تضمنها التوجيه المصطلحات التالية:
- DEIA (التنوع، المساواة، الإدماج، وإمكانية الوصول)
- التنوع (في سياق DEIA)
- المساواة
- الإدماج
- إمكانية الوصول
- المؤسسات التي تخدم الأقليات
- السكان الأصليون
- العدالة البيئية
- الفئات غير الممثلة
- أي شيء يتعلق بالنساء بشكل خاص، مثل النساء في المناصب القيادية
وقال أحد موظفي ناسا، في تصريح مجهول المصدر لـ 404 Media:
"لقد طُلب منا دون أي مجال للنقاش إزالة كل المحتوى المتعلق بالتنوع أو المصطلحات ذات الصلة من جميع المواقع الخارجية، وكان الأمر بمثابة مهمة عاجلة يجب تنفيذها فورًا".
التغييرات المرصودة على مواقع ناسا
تُظهر أرشيفات التعديلات على المستودعات العامة لناسا على منصة GitHub أن بعض الصفحات الرسمية قد خضعت لتعديلات صريحة، حيث تم استبدال كلمة "شامل" بكلمة "عادل"، كما تم حذف أي إشارات إلى الإدماج في المواد الترويجية المتعلقة بالمسابقات.
قرار يستند إلى توجيهات ترامب بشأن "إنهاء برامج التنوع"
يأتي هذا الإجراء ضمن تنفيذ أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعنوان "إنهاء البرامج الحكومية المتطرفة والمهدرة للتنوع والتمييز الإيجابي"، كذلك قام ترامب بإلغاء حماية مجتمع الميم، منذ إصدار الأمر، اضطرت العديد من الهيئات الحكومية إلى إعادة ترتيب أولوياتها وحذف المحتوى الذي يتضمن إشارات إلى الهوية الجندرية أو التنوع العرقي، بما في ذلك إدارة الضمان الاجتماعي، ووزارة العمل، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، التي قامت بإزالة محتوى تعليمي حول الضمائر الشخصية.
وفي هذا السياق، تم أيضًا إغلاق الموقع الإلكتروني لمكتب ناسا للتنوع وتكافؤ الفرص، ما يعكس مدى اتساع نطاق هذه التغييرات، من جانب أخر على خطى ترامب: أمازون..لا دعم لأصحاب البشرة السوداء ومجتمع الميم بعد الآن.
رد فعل مسؤولي ناسا
في رسالة بريد إلكتروني داخلية أعقبت أمر ترامب، صرحت جانيت بيترو، المديرة المؤقتة لناسا – وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس الوكالة قبل 67 عامًا – بأن برامج التنوع كانت "تقسّم الأمريكيين على أساس العرق، وتهدر أموال دافعي الضرائب، وتؤدي إلى تمييز مخزٍ". كما اتهمت "بعض الجهات الحكومية" بمحاولة تمرير مبادرات التنوع والإدماج بشكل سري.
هل كانت جهود التنوع في ناسا فعالة أصلًا؟
على الرغم من حملات التنوع السابقة، إلا أن ناسا لم تكن تُعرف بكونها بيئة عمل متنوعة بشكل كبير. تقرير صادر عن مكتب المفتش العام لناسا عام 2024 أشار إلى أن الوكالة لم تحرز تقدمًا يُذكر في زيادة تمثيل النساء والأقليات في القوى العاملة المدنية أو المناصب القيادية خلال العقد الماضي.
لكن المفارقة أن اختيار رواد الفضاء، الذي يعتمد على انتقاء المرشحين الأكثر تأهيلًا من بين آلاف المتقدمين، كان يعكس في السنوات الأخيرة – حتى خلال الولاية الأولى لترامب – تنوعًا أكبر، ما يجسد التنوع الأمريكي الحقيقي من حيث الخلفيات العرقية والجندرية.
مواقف سابقة لبيترو بشأن التنوع
عند تعيينها في منصبها الحالي، كتبت بيترو على LinkedIn أنها ستظل "ثابتة في التزامها برسالة ناسا وقيمها الأساسية". كما تحدثت في مقابلة عام 2021، عندما كانت مديرة لمركز كينيدي للفضاء، عن أهمية التنوع، مؤكدة أن "التزام ناسا بالتنوع والمساواة والإدماج كان حجر الأساس في نجاح مهماتها".
وخلال المقابلة نفسها، أوضحت بيترو أنها تدرك التحديات التي تواجهها النساء والأقليات في مجالات الفضاء والهندسة، قائلة:
"منذ بداية مسيرتي المهنية، كنت غالبًا المرأة الوحيدة في الفريق، سواء عندما كنت طيارة مروحية في الجيش أو مهندسة ميكانيكية في شركات الطيران الخاصة. لم يكن هناك الكثير من الأقليات أيضًا. لذا، أنا ملتزمة تمامًا بتعزيز فرص النمو للجميع، وخلق بيئة يشعر فيها الجميع بأنهم مشمولون ولهم صوت مسموع".