ميتا تستحوذ على شركة PlayAI لتعزيز تكنولوجيا الصوت الذكي في صفقة بقيمة 45 مليون دولار

3 د
أعلنت ميتا عن استحواذها على PlayAI لتحسين تقنيات الصوت الذكي بقيمة 45 مليون دولار.
ينضم فريق PlayAI لميتا لتطوير المساعد الصوتي الذكي وتحسين الأجهزة القابلة للارتداء.
تستخدم تقنية التعلم العميق لتقليد الصوت البشري بدقة طبيعية وتحسين التفاعل الصوتي.
يتولى يوهان شالكويك قيادة جهود الصوت الطبيعي ضمن مختبر Superintelligence Lab في ميتا.
تسعى ميتا للتصدر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتجاوز تحديات الثقافية والمخاوف الأخلاقية.
في خطوة جديدة تعكس سعي عملاق التكنولوجيا "ميتا" لتصدر السباق نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت الشركة مؤخراً عن استحواذها على الشركة الناشئة المتخصصة في تقنيات الصوت الذكي PlayAI مقابل مبلغ قُدّر بنحو 45 مليون دولار. ومن المتوقع أن ينضم فريق الشركة بالكامل إلى ميتا مع بداية الأسبوع القادم بهدف تطوير قدرات المساعد الصوتي الذكي، وتفعيل استخدام التقنية في الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، إضافة لتحسين جهود الشركة في مجال إنتاج المحتوى الصوتي.
تأتي هذه الصفقة في إطار سعي ميتا المستمر لجذب أبرز الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تشير مصادر مطلعة إلى أن الشركة تقدم عروضاً مالية مذهلة تصل إلى ملايين الدولارات، بهدف الحصول على مهارات استثنائية في الأبحاث والتطوير. ووفق تقارير حديثة، أنشأت ميتا ما يُعرف داخلياً بـ "القائمة الذهبية"، وهي قاعدة بيانات خاصة بألمع الخبراء في الذكاء الاصطناعي من مختلف الشركات المنافسة مثل جوجل وأبل وأوبن أي آي، لسحب أفضل المواهب وضمان التفوق التكنولوجي لها في المستقبل القريب.
ثورة تقنية جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي الصوتي
تقنية PlayAI التي استحوذت عليها ميتا تعد نقلة نوعية في مجال تقنيات الصوت الذكية القائمة على تقنية التعلم العميق (Deep Learning). تستطيع هذه التقنية المميزة تقليد الصوت البشري بشكل واقعي جداً، من ناحية التنغيم الطبيعي وسرعة الحديث وحتى المشاعر والإحساس خلف كل كلمة. ويعتبر نموذج PlayDialog من أبرز تقنيات الشركة، حيث يمتلك القدرة على متابعة سياق المحادثة وحفظ تاريخها لتقديم ردود صوتية طبيعية ومتناسقة، وهو الأمر الذي اعتمد في تدريب النموذج على مئات ملايين المحادثات في أكثر من 30 لغة حول العالم.
هذا التكامل في تقنيات PlayAI لا ينحصر على الصوتيات فقط، بل يمتد ليشمل سرعة مذهلة تقدر بنحو 215 حرفاً في الثانية، أي أسرع من الحديث البشري بـ 15 ضعفاً، بالإضافة لقدرتها على توفير محادثات متعددة بين عدة متحدثين مختلفين، بزمن استجابة بالغ السرعة يقارب 200 ملي ثانية. كما توفر المنصة خيارات واسعة للمستخدمين، مثل الاختيار من بين أكثر من 200 نموذج صوتي جاهز بجودة الأستوديو أو إمكانية استنساخ أصوات مخصصة واستخدامها حسب الحاجة في تطبيقات متنوعة مثل الكتب الصوتية، البودكاست، وحتى المساعدين الصوتيين التفاعليين الموجودين في الهواتف الذكية أو المنازل الذكية.
وبانضمام فريق PlayAI إلى ميتا، أعلن عن اختيار الباحث العالمي يوهان شالكويك الذي يعتبر أحد الرواد في التقدم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصوتي، ليقود جهود الشركة في مجال تقنيات الصوت الطبيعي تحت مظلة مختبر Superintelligence Lab داخل ميتا. ولا يعتبر شالكويك اسماً عادياً في مجال صوتيات الذكاء الاصطناعي، إذ كان وراء إطلاق أول تقنية بحث صوتي في العالم ضمن شركة جوجل عام 2008، وقاد مشاريع كبيرة تهدف لتعزيز شمول اللغات ووصولها لأكثر من 1000 لغة حول العالم.
مخاوف من بيئة العمل والتزام ميتا الأخلاقي
ورغم العروض السخية التي قدمتها ميتا، كشفت تقارير عن تردد العديد من الخبراء في قبول عروض التوظيف، معللين ذلك بمخاوف تتعلق بثقافة الشركة الداخلية، والإرهاق الناتج عن ضغط العمل الشديد، بالإضافة إلى مدى التزام الشركة بمعايير أخلاقية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. إلا أن مشاركة المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ شخصياً في جهود التوظيف، كان دليلاً على إصرار ميتا لتجاوز عقبات الماضي، والتأكيد أن مستقبل الشركة بات مرتبطاً بأكثر المهارات التقنية الاحترافية إبداعاً وتميزاً.
ومن المتوقع أن تعيد هذه الخطوة التاريخية من ميتا كتابة قواعد جذب المواهب التقنية الفائقة في شركات التكنولوجيا، فقد أظهرت إمكانية الحصول على أفضل الكفاءات بشكل مستقل دون الحاجة لعمليات دمج كبيرة ومعقدة، وهو ما قد يقلب طريقة استثمار الشركات للمواهب الاستثنائية في المستقبل القريب.
هكذا يمكننا إدراك أن استحواذ ميتا على PlayAI ليس مجرد استثمار مالي فقط، بل خطوة استراتيجية لإحداث قفزة في الابتكار التكنولوجي والتركيز بشكل أعمق على الجانب الصوتي في الذكاء الاصطناعي. ولتطوير ربط أوضح بين المحاور، ربما يمكن مستقبلاً توضيح كيف سينعكس ذلك على المستخدم النهائي مباشرة، الأمر الذي قد يزيد من جاذبية الخبر لعموم القراء.