نسيج صيني خارق يتحمل 1200° مئوية… درع جديد لرجال الإطفاء!

3 د
ابتكرت شركة Safmax نسيجًا مقاومًا لحرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية.
يستخدم النسيج نانوغشاء خفيف ورقيق، لكنه صلب أكثر من الفولاذ.
مصمم لمواجهة حرائق بطاريات الليثيوم بفعالية غير مسبوقة.
يمكن أن يحدث ثورة في صناعة معدات الحماية الشخصية في المستقبل.
في الوقت الذي تتزايد فيه المخاطر الناجمة عن حرائق بطاريات السيارات الكهربائية وحرائق المباني الصناعية، خرجت الصين بابتكار قد يغير قواعد اللعبة في مجال السلامة العامة. شركة **Safmax** عرضت في معرض التكنولوجيا الأمنية بمدينة ليانيونغانغ نسيجاً جديداً مخصصاً لرجال الإطفاء قادر على **تحمل حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية** من دون أن ينكمش أو يذوب، وهو ما يمثل قفزة نوعية مقارنة بالمعدات الحالية.
وانطلاقاً من أهمية هذا الحدث، يجدر التوقف عند الخصائص التي تجعل هذا النسيج مختلفاً جذرياً عن المعتاد.
نانوغشاء أخف من الشعرة وأكثر صلابة من الفولاذ الحراري
الابتكار يعتمد على **نانوغشاء** لا يتعدى سُمكه 1% من قطر شعرة الإنسان. ورغم رقة مادته، فهو يجمع بين ميزتين يصعب توفرهما عادة: القدرة على مقاومة **الرياح والأمطار** وفي الوقت نفسه السماح للهواء بالمرور. هذا الجمع بين **العزل المائي** و**التهوية** يخفف من معاناة مَن يرتدي البدلة، إذ طالما اشتكى رجال الإطفاء من بدلات خانقة تسبب إرهاقاً سريعاً جراء تراكم الحرارة الداخلية.
وهنا يظهر البعد الوظيفي للتقنية: فهي لا تقتصر على الصمود أمام النيران بل تحافظ أيضاً على راحة الجسد خلال ساعات التدخل العصيبة.
وهذا يقودنا إلى صميم الفكرة: الاستجابة لأحد أخطر التحديات الراهنة المرتبطة بالطاقة النظيفة.
سلاح ضد حرائق البطاريات الليثيوم
حرائق **بطاريات الليثيوم أيون** في السيارات الكهربائية تعد من أصعب الحرائق؛ فهي تصل إلى درجات حرارة هائلة وتتجدد تلقائياً حتى بعد إخمادها، بفضل ظاهرة تُعرف باسم **الانفلات الحراري**. المادة الجديدة من Safmax وُصفت بأنها مثالية لصنع **أغطية حريق** قادرة على عزل الأكسجين وكبح هذه التفاعلات، وهو أمر لم يكن ممكناً بالمواد التقليدية مثل الأراميد أو ألياف الكيفلار.
هذا يفتح الباب أمام أن يكون النسيج أكثر من مجرد لباس واقٍ، بل أداة استراتيجية للسيطرة على الكوارث الحديثة المرتبطة بالتقنيات المتقدمة.
وبينما تتعرض البدلات الحالية للتلف عند درجات أقل بكثير، فإن الحفاظ على شكل النسيج في حرارة 1200 درجة يعني خطوة عملية غير مسبوقة.
مقارنة مع البدلات التقليدية
حالياً تُصنع بدلات الإطفاء من طبقات معقدة تشمل ألياف **نومكس** ومواد معالجة بمواد كيميائية مثبطة للهب. هذه الخيارات توفر بعض الحماية لكنها تفقد فعاليتها مع الغسيل والاستخدام المتكرر. أما النسيج الجديد فلا يعتمد على كيمياء مؤقتة أو على خاصية “التفحّم” فحسب، بل يعد بمقاومة هيكلية مستمرة حتى في درجات قصوى.
إذا أمكن إنتاجه بكميات ضخمة وبسعر مناسب، فقد يمثل تغيراً جذرياً في صناعة معدات الحماية الشخصية، تماماً كما مثّل kevlar ثورة في الستينات.
من هنا يمكن تصور مجالات إضافية للتطبيق خارج نطاق الإطفاء.
آفاق تتجاوز الحرائق
يُحتمل أن يستخدم هذا النسيج أيضاً في الصناعات المعدنية والعسكرية وحتى في الطيران والفضاء، حيث تتطلب الظروف **مقاومة حرارية** مع **خفة الوزن** و**متانة عالية**. إن الجمع بين القدرة على التنفس الداخلي والحماية القصوى قد يشكل ما كان يبحث عنه الخبراء منذ عقود.
وفي نهاية المطاف، فإن ما قدمته Safmax لا يبدو مجرد تحسين تدريجي، بل **تحول في فلسفة تصميم معدات الدفاع عن الأرواح**، خطوة قد تجعل رجال الإطفاء — ومن يعملون في بيئات عالية المخاطر — أكثر أماناً وثقة.--
الخلاصة
النسيج الصيني الجديد ليس مجرد مادة مضادة للنار، بل هو إعلان عن بداية حقبة جديدة في **السلامة الهندسية** و**التجهيزات الوقائية**. فهو يوازن بين التحمل الفائق والقدرة على التهوية، ويستهدف أخطر تحديات عصر الطاقة النظيفة: حرائق البطاريات. بهذا الابتكار، قد لا تكون بدلة الإطفاء التقليدية هي الخيار الأول بعد الآن، بل ستفسح المجال لتقنيات أكثر ذكاءً وأماناً.









