ذكاء اصطناعي

نهاية العصر البسيط للتكنولوجيا: سكايب يودع مستخدميه 😔

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت مايكروسوفت عن إيقاف خدمة "سكايب" بحلول مايو 2025، داعية المستخدمين للانتقال إلى "مايكروسوفت تيمز".

كان "سكايب" رائدًا في مكالمات الفيديو، لكنه فقد شعبيته لصالح "زووم" في الأعمال و"فيس تايم" و"واتساب" في الحياة الشخصية.

ساهم فشل "ويندوز فون" في تراجع سكايب، حيث لم تستطع مايكروسوفت منافسة نظامي iOS وأندرويد.

يعكس زوال سكايب تحوّل العصر الرقمي من أجهزة الكمبيوتر إلى الهواتف الذكية، حيث أصبح التواصل أكثر اندماجًا وسرعة عبر التطبيقات الحديثة.

أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الجمعة أنها تعتزم إيقاف خدمة مكالمات الفيديو "سكايب" بحلول شهر مايو المقبل، بعد أن كان يحتل أفضل 100 برنامج كمبيوتر على الإطلاق لمستخدمي نظام الويندوز، داعية المستخدمين المتبقين إلى الانتقال إلى منصة "مايكروسوفت تيمز"، التي توفر ميزات متقدمة للتواصل والتعاون، مثل مشاركة الملفات والتقويمات. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيقبل المستخدمون بهذا الانتقال؟ خاصة وأن كثيرين يستخدمون "تيمز" في بيئة العمل فقط، دون أي دافع لاستخدامه في حياتهم الشخصية.


سكايب: من قمة الشهرة إلى التلاشي

كان سكايب يومًا ما واحدًا من أكثر المواقع زيارة في العالم. استحوذت عليه مايكروسوفت في عام 2011 مقابل 8.5 مليار دولار، ليحل محل "إم إس إن ماسنجر" الذي كان شائعًا آنذاك. سرعان ما أصبح اسم سكايب مرادفًا لمكالمات الفيديو، لدرجة أن استخدامه تحول إلى فعل في حد ذاته، مثل "سأكلمك على سكايب" أو "هل لديك وقت لسكايب؟". لكن الزمن لم يكن رحيمًا بهذه الخدمة، حيث فقدت مكانتها لصالح منصات أخرى.

لم يكن انهيار سكايب نتيجة مباشرة لازدهار تطبيق "زووم" خلال جائحة كورونا، بل كان انعكاسًا للتحولات في استخدام التكنولوجيا بعد انتشار الهواتف الذكية. فبينما سيطر "زووم" على سوق مكالمات الفيديو الخاصة بالأعمال، استحوذت "أبل" على قطاع المكالمات الشخصية عبر "فيس تايم"، الذي بات أكثر سلاسة وتكاملًا داخل منظومة أجهزة آبل. اليوم، عبارة مثل "دعونا نجري مكالمة فيس تايم" لا تعني بالضرورة استخدام التطبيق الفعلي، فقد يقولها شخص ثم يجري المكالمة عبر واتساب.


لماذا خسر سكايب معركته؟

في عصر هيمنة الهواتف الذكية، أصبح من غير المقبول أن يعتمد المستخدمون على الحواسيب لإجراء المكالمات الشخصية. ورغم أن سكايب أطلق تطبيقًا للهواتف المحمولة، إلا أنه لم يكن سلسًا بما يكفي لمنافسة "فيس تايم"، الذي يأتي مدمجًا في هواتف آيفون منذ عام 2010، أو "واتساب"، الذي أضاف ميزة مكالمات الفيديو في 2016. ببساطة، المستخدم العادي لا يريد عناء التسجيل في تطبيق جديد أو إعادة إضافة جهات الاتصال وإنشاء سجل محادثات منفصل.

إضافة إلى ذلك، فشلت مايكروسوفت في الاستفادة من فرص دمج سكايب ضمن منظومتها بسبب فشل هواتف "ويندوز فون"، التي لم تستطع الصمود أمام هيمنة أندرويد وiOS. لو كانت هذه الهواتف قد لاقت نجاحًا، ربما كنا لا نزال نستخدم سكايب حتى اليوم.

ذو صلة

وداعًا لسكايب.. ووداعًا لعصر مختلف

قد يبدو من السخيف الحزن على برنامج في عصر يتسم بالتحفظ تجاه التكنولوجيا، لكن زوال سكايب يمثل نهاية لعصر الكمبيوتر المكتبي الذي كان يفرض حدًا معقولًا لاستهلاكنا الرقمي. اليوم، نحن مرتبطون دائمًا بهواتفنا، ونادراً ما نجري مكالمات فيديو عبر الحواسيب الشخصية إلا في بيئات العمل. من المحتمل أن يحاول بعض المستخدمين التواصل عبر "تيمز" مع الأصدقاء والعائلة، لكنهم سيبدون كأشخاص عالقين في الماضي، مثل آخر الجنود المتبقين من حرب قديمة.

ذو صلة