نيازك أقدم من الأرض نفسها تهبط على منزل في جورجيا

3 د
هبط نيزك نادر على منزل بولاية جورجيا مشكلاً حدثاً فريداً.
أكدت جامعة جورجيا أن النيزك أقدم بأكثر من 4.
56 مليار سنة.
يعتقد العلماء أن النيزك جاء من الحزام الكويكبي بين المريخ والمشتري.
يستعد متحف تيلوس لاستقبال النيزك بهدف الدراسة والتعرف على تاريخ الكون.
شهد الناس هذا الحدث كمرة نادرة في جورجيا، مما يوفر فرصة فريدة للبحث العلمي.
أن تتخيل أنك جالس في منزلك بأمان، لتُفاجأ بصخرة مشتعلة تخترق السقف وتسقط على بعد خطوات منك... هذا ما حدث حقيقة في منتصف يونيو الماضي بمدينة ماكدونو في ولاية جورجيا الأمريكية، حين شاهد أكثر من 200 شخص كرة نارية تتوهج في سماء الجنوب الشرقي للولايات المتحدة، معلنة عن وصول زائر فضائي غامض إلى الأرض.
في تفاصيل هذه القصة الفريدة، أفادت المصادر بأن نيزكًا صغير الحجم لكنه نادر الأهمية هبط بشكل مفاجئ على منزل أحد السكان، مخلفًا فتحة في السقف وفوهة صغيرة في الأرضية على بعد 14 قدمًا فقط من مالك المنزل المذهول من الحدث الفريد.
وهكذا انتقلت القصة من واقعة مذهلة لعائلة أمريكية إلى خبر علمي عالمي مع انطلاق التحقيقات العلمية لفحص أجزاء النيزك التي سارع صاحب المنزل بتسليمها للباحثين في جامعة جورجيا. لنتعرف معًا على أسرار هذه الصخرة الفضائية ولماذا وصفت بأنها أقدم من كوكب الأرض نفسه.
الاكتشاف العلمي: نيزك ماكدونو يبوح بأسراره
بفضل فريق من الجيولوجيين تحت إشراف العالم سكوت هاريس في جامعة جورجيا، تم التأكد من أن النيزك ينتمي إلى فئة شهيرة من النيازك الحجرية، تلك التي يُعتقد بأنها تشكّلت قبل تشكل كوكب الأرض. علماء الجامعة أثبتوا أن عمر صخرة ماكدونو يقدّر بحوالي 4.56 مليار سنة، أي أنها تكبر الأرض بعشرين مليون سنة تقريبًا.
ارتباط عمر النيزك بتاريخ الكون يمدنا بنظرة مدهشة إلى المواد الأولية التي كوّنت مجموعتنا الشمسية. أوضح سكوت هاريس لمتابعيه: "أنت تمسك فعليا بقطعة من الزمن السحيق، شيء وُجد حتى قبل أن تولد الأرض التي نعيش عليها اليوم". ويعني ذلك أن هذه الصخور تحمل في تركيبها الكيميائي بصمات نشأة الكواكب.
هذا الاكتشاف العلمي النادر يدعونا إلى التساؤل: كيف انتهى المطاف بهذه الصخرة القديمة في منزل جورجي عادي بدلاً من البقاء في متاهات الفضاء؟
من الحزام الكويكبي إلى بيت في جورجيا: رحلة صخرة عبر الزمان والمكان
يرجح العلماء أن النيزك جاء من الحزام الكويكبي الرئيسي بين كوكبَي المريخ والمشتري، حيث يدور الملايين من الكويكبات وبقايا التكوينات الكونية. هذا النيزك كان فيما مضى جزءًا من كويكب ضخم تحطم جراء تصادم قبل 470 مليون سنة، لينطلق في رحلته عبر مليارات السنين بين الكواكب، قبل أن يجد طريقه إلى سماء جورجيا في صيف 2025.
وهذه الحكاية تربط بين البداية المبكرة لرحلة النيزك وسيناريو النهاية غير المتوقعة حين حلّ ضيفًا مفاجئًا على الأرض وساكنيها.
أثر الحدث في المجتمع العلمي والزوار: نافذة على أسرار المجموعة الشمسية
يشير الخبراء إلى أن عثور السكان على النيزك بهذا الشكل نادرة للغاية، فهذه هي المرة السادسة فقط في تاريخ جورجيا التي يتم فيها مشاهدة سقوط نيزك وتحديد موقعه مباشرة. سبق للولاية أن استقبلت 27 نيزكًا معروفة، لكن الرصد اللحظي للمشهد يجعل للقصة نكهة خاصة، ويمنح للباحثين فرصة دراسة تركيب النيازك دون أن تتعرض لعوامل الطقس والتحلل على سطح الأرض.
انطلاقًا من هذه الحادثة، يستعد متحف تيلوس للعلوم في مدينة كارترزفيل لاستقبال أجزاء من هذا النيزك ليتمكن الزوار من رؤيته ولمس جزء من تاريخ المجموعة الشمسية بأنفسهم.
يؤكد العلماء أن العينات ستحظى بمزيد من التحليل، على أمل فك رموز جديدة حول أصل الكواكب والمواد التي خلقت نظامنا الشمسي.
خلاصة القول، أن سقوط نيزك ماكدونو الأثري في منزل بأمريكا ليست مجرد حادثة نادرة، بل نافذة استثنائية على نشأة وعمق الكون. قصته تختصر ملايين الأعوام وتذكرنا أننا دائمًا جزء من مسرح كوني واسع يتجدد فيه العجب في كل لحظة. ولعل زيارة قريبة لمتحف تيلوس توفر لك تجربة لمس حجر أقدم من الأرض نفسها، لتشعر ولو للحظات بعظمة الكون وسحره الخفي.









