ذكاء اصطناعي

هياكل غامضة تحت بحر الشمال تغيّر قواعد الجيولوجيا وتكشف أسرارًا دفينة

محمد كمال
محمد كمال

3 د

اكتشف العلماء هياكل ضخمة تحت بحر الشمال تثير الدهشة في المجتمع الجيولوجي.

الدراسة تكشف أن الرواسب الرملية الأحدث غاصت للأسفل، مقلوبة ترتيب الطبقات.

تشير النتائج إلى إمكانية تأثير زلزالي تسبب في تشكيل هذه الهياكل.

الاكتشاف يساهم في دراسات تخزين الكربون كاحتمال مستقبلي في المنطقة.

الأبحاث تسلط الضوء على العمليات الجيولوجية غير المفهومة سابقًا تحت القشرة الأرضية.

 ماذا لو أخبرتك أن هناك أشياء مثيرة ومدهشة تحدث تحت سطح البحر في هذه اللحظة؟ هياكل غامضة وضخمة تم اكتشافها مؤخراً تحت مياه بحر الشمال قبالة سواحل النرويج، تثير العلماء وتخلط أوراق التوقعات الجيولوجية المعروفة. فما قصة هذه الهياكل العملاقة وما سر الغموض الذي يلتفّ حولها؟

ظل الجيولوجيون في حيرة لسنوات من أمر هذه التراكمات الرملية الغامضة الممتدة لأميال تحت قاع البحر. مؤخرًا، استطاع باحثون اعتمادًا على بيانات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد وعينات صخرية من قاع بحر الشمال، تحديد كيفية تشكل هذه التراكيب الغريبة على نطاق جيولوجي لم نعهده من قبل بهذه الضخامة.


هياكل مدهشة تقلب حقائق الجيولوجيا رأسًا على عقب

كشفت الدراسة الجديدة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرونمينت"، أن هذه المجموعات الرملية الضخمة، التي يساوي بعضها حجم مدنٍ بأكملها، تكوّنت بطريقة استثنائية وغريبة جداً. فبدلاً من أن تتكون الطبقات القديمة تحت الطبقات الأحدث بفعل الزمن، كشفت النتائج أن الرواسب الرملية الأثقل والأحدث عمراً انزلقت للأسفل عبر كسور وتشققات في الصخور، محدثةً انقلابًا في ترتيب الطبقات الجيولوجية وساحبةً معها رواسب قديمة وخفيفة إلى الأعلى فيما يشبه ظروفًا استثنائية نادرة الحدوث.

يصف ماذس هيوس، الخبير الجيوفيزيائي بجامعة مانشستر وأحد المشاركين في الدراسة، هذا الأمر قائلاً: "وجدنا شيئاً لا يشبه ما عهدناه. الرمال الكثيفة هبطت في الصخور الأخف منها، مما أدى لارتفاع الرواسب الأخف، وبالتالي خلق هذه التلال والهياكل الضخمة والغريبة التي نراها اليوم".

إن هذا الاكتشاف الجديد يفتح أعين العلماء على إمكانية جديدة تمامًا تتعلق بكيفية حركة المواد والرواسب داخل القشرة الأرضية، وهي عملية أطلق عليها الباحثون اسم "سينكايت" (Sinkite)، وهي الرواسب الرملية الثقيلة التي غرقت نحو أسفل، بينما أطلقوا على الطبقات الخفيفة القديمة التي صعدت إلى الأعلى اسم "فلوتايت" (Floatite).

لكن ما هي هذه المواد الخفيفة التي ارتفعت على هذه التلال الرملية؟ يشير الباحثون إلى أن هذه المواد تتألف من رواسب قديمة يطلقون عليها "الرواسب العضوية" أو "الأوز" (Ooze)، وهي تجمع من بقايا كائنات دقيقة عاشت منذ ملايين السنين، وبالتالي تكون شديدة المسامية وخفيفة الكثافة، مما يجعلها تطفو بسهولة فوق الرمال الأثقل التي غرقت من الأعلى.

لا تزال التفاصيل الكاملة غامضة بعض الشيء، لكن العلماء يرجحون بقوة أن هذه الظاهرة الغريبة حدثت إثر تأثيرات زلزالية أو تغيّرات مفاجئة في الضغط تحت البحر، مما أدى إلى تحول الرواسب الرملية إلى كتلة أشبه بالسائل، فانزلقت للأسفل من خلال التشققات، وسحبت معها الرواسب العضوية الخفيفة نحو الأعلى.

ذو صلة

وإذا بدت القصة بعيدة وغريبة عن واقعنا، فهي ليست كذلك. لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بموضوع حيوي جداً ألا وهو تخزين الكربون. في الواقع، تم اختيار المنطقة للدراسة في البداية بسبب احتمال استخدامها في المستقبل في عمليات عزل وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون. فمن المهم جداً فهم هذه العمليات بدقة لتحديد ما إذا كان هذا الموقع مناسباً وآمناً لتخزين كميات ضخمة من هذا الغاز الذي يلوث الغلاف الجوي.

في الخلاصة، قد تُعيد هذه الاكتشافات المثيرة تشكيل فهمنا للعمليات الجيولوجية الجوفية وتوضح لنا من جديد أن الأرض لم تكشف بعد عن كل أسرارها. قد يكون من المفيد في المقالات المقبلة التركيز بشدة على إدراج توضيحات مبسطة أكثر لمصطلحات جيولوجية مثل "سينكايت" و"فلوتايت"، واستخدام مرادفات أبسط لزيادة وضوح النص وجذب اهتمام القارئ العادي. كما أن إضافة فقرة موجزة تربط بين هذه الظاهرة الجيولوجية وظاهرة مشابهة معروفة في مكان آخر قد يزيد من عمق القراءة وإثرائها.

ذو صلة