واتساب يقول كفى للسبام — حد شهري جديد على الرسائل غير المرغوب فيها

3 د
أعلنت واتساب عن اختبار سياسة جديدة لتقييد الرسائل المرسلة لأشخاص مجهولين.
تهدف السياسة إلى جعل التواصل أمنًا ومتوازنًا وتقليص الرسائل غير المرغوبة.
الحد الجديد يعني أن الرسائل غير الممتلكة لرد ستُحتسب ضمن الحد الشهري المسموح.
تسعى واتساب إلى حماية الخصوصية وتعزيز الثقة لدى مستخدميها عبر تقييد الرسائل التسويقية.
يضمن التقييد الجديد تجربة أنقى ويوازن بين التسويق الفعال وراحة المستخدم.
في محاولةٍ للحد من انتشار الرسائل المزعجة وضبط سلوك المستخدمين التجاريين، أعلنت شركة **واتساب** عن اختبار سياسة جديدة تقيد عدد الرسائل التي يمكن أن يرسلها الأفراد والشركات إلى أشخاص مجهولين من دون تلقي رد منهم.
المبادرة الجديدة تُعد جزءاً من جهود التطبيق المستمرة لجعل التواصل أكثر توازناً وأماناً، خاصة بعد أن تحوّل واتساب من مجرد وسيلة للمحادثات الشخصية إلى منصة مليئة بالمجموعات والمجتمعات وخدمات **الأعمال التجارية**.
وهذا التحول السريع في استخدام التطبيق جعل الصندوق الوارد لكثير من المستخدمين يعجّ برسائل متنوعة، بعضها من أصدقاء ومعارف، وأخرى من جهات تسويقية مجهولة المصدر.
تجربة تقييد الرسائل والحد من الإزعاج
بموجب الآلية الجديدة، سيُحسب كل تواصل يرسله المستخدم أو الشركة إلى حساب لا يرد على أنه ضمن **الحد الشهري المسموح**. فعلى سبيل المثال، إذا التقيت شخصاً في مؤتمر وأرسلت له ثلاث رسائل متتالية دون رد، فستُحتسب هذه الرسائل ضمن الحد.
لم تكشف الشركة عن الرقم الدقيق لهذا السقف بعد، إذ لا يزال قيد الاختبار في عدة دول. لكن النظام يتضمن نافذة تنبيهية داخل التطبيق تحذّر المستخدمين عندما يقتربون من بلوغ الحد الأقصى، مع عرض عدد الرسائل المتبقية لتفادي الحظر المؤقت من الإرسال.
يأتي هذا القرار امتداداً لخطوات اتخذتها الشركة سابقاً للحد من **الرسائل التسويقية** و**البريد العشوائي**. ففي منتصف عام 2024، جربت واتساب تحديد معدل الرسائل التسويقية الشهرية المسموح بها للشركات، ثم أضافت لاحقاً خياراً للمستخدم يمكنه من إلغاء الاشتراك في التحديثات التسويقية بسهولة.
تراكم الرسائل في الأسواق النشطة
عند النظر إلى استخدام التطبيق في أسواق ضخمة مثل **الهند**، يبدو أثر هذا القرار واضحاً؛ فالمستخدم العادي يتلقى عشرات الرسائل يومياً من مصادر متعددة، مما يجعل التفاعل صعباً ومربكاً. لذلك ترى الشركة أن فرض حدود واضحة سيعيد النظام إلى واجهة المحادثات اليومية ويساعد المستخدمين على استعادة تجربة أكثر راحة.
وهذا بدوره يتقاطع مع رغبة واتساب في حماية خصوصية المستخدمين وتعزيز ثقتهم بالتطبيق، خصوصاً بعد تزايد اعتماد الشركات عليه كقناة رسمية للتجارة الإلكترونية وخدمة العملاء.
التوازن بين التسويق الفعّال وراحة المستخدم
بدأت الشركة هذا العام أيضاً بتوسيع اختبارها لتقييد عدد الرسائل **الموجهة بشكل جماعي** أو ما يعرف بخاصية البث Broadcast، لتشمل أكثر من اثنتي عشرة دولة، على أن تُطبّق السياسة قريباً بشكل أوسع.
وتؤكد واتساب أن المستخدمين العاديين لن يتأثروا بهذه التقييدات الجديدة، لأنها تستهدف في الأساس الحسابات التي تُغرق الآخرين بحملات دعائية أو رسائل مكررة دون تفاعل حقيقي.
نحو تجربة أكثر أماناً وتنظيماً
من الواضح أن واتساب تسعى للوصول إلى توازنٍ دقيق بين تمكين التواصل التجاري الشرعي وضمان **تجربة استخدام نقية** خالية من الإزعاج. فبينما تحتاج الشركات إلى التواصل مع عملائها، يحتاج المستخدمون أيضاً إلى حدود تحميهم من سيل التنبيهات غير المرغوب فيها.
في المحصلة، تعدّ هذه التجربة خطوة جديدة في استراتيجية المنصة للحد من الرسائل غير المرغوبة ووضع أسس لاستخدامٍ أكثر وعياً، في وقتٍ أصبحت فيه تطبيقات المراسلة عماد الحياة الرقمية اليومية.









