وثائق محكمة تكشف: مسؤولو Meta أقرّوا بأن فيسبوك يخسر معركته أمام تيك توك

3 د
اعترف زوكربيرج بتفوق تيك توك على فيسبوك في المنافسة الاجتماعية.
تيك توك يُحقق نسب مشاهدة تفوق يوتيوب في الولايات المتحدة بين الشباب.
تسعى ميتا تطوير خدمة "ريلز" لمواجهة تصاعد تيك توك.
تُظهر الوثائق الداخلية ضغوط ميتا في مواجهتها مع هيئة التجارة الفيدرالية.
النجاح يعتمد على توفير محتوى ممتع وميزات تلبي احتياجات المستخدمين.
منذ فترة، كان فيسبوك واحداً من أبرز وأقوى المنصات الاجتماعية بلا منازع، ولكن مؤخراً تغير المشهد كثيراً، ومنافس جديد قوي يدعى "تيك توك" بدأ بقلب الموازين. مؤخراً، كشفت وثائق جديدة من القضية الجارية حالياً بين هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) وشركة ميتا — الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام — أن قيادة الشركة اعترفت داخلياً بتفوق تيك توك عليها في المنافسة الاجتماعية.
وأكد رئيس شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، بشكل واضح في اجتماع داخلي، أن فيسبوك بات "منافساً يحاول اللحاق بالركب"، بعد أن فقد الكثير من الزخم والسيطرة التي كان يتمتع بها سابقاً. واعترف أن تيك توك ينجح بقوة في إيجاد نوع من السياق الاجتماعي المشترك، حيث يشعر المستخدمون بتقارب مع أصدقائهم بسبب الاطلاع على نفس المقاطع المتداولة تلقائياً في صفحة المحتوى الرئيسية.
هذا الاعتراف من زوكربيرج جاء متبوعاً بتصريحات مشابهة من آدم موسيري، مدير إنستغرام، الذي ذكر أن فيسبوك لم يعد الخيار الأساسي لاكتشاف المحتوى على الإنترنت، مرجحاً أن تيك توك ربما يتجاوز قريباً يوتيوب، والذي يعتبر حالياً المنصة الرئيسية لاكتشاف الفيديوهات. وأشارت التقارير الحديثة إلى أن هذا التوجه واقع بالفعل، إذ حقق تيك توك نسب مشاهدة فاقت منصة يوتيوب في الولايات المتحدة، خصوصاً بين الأجيال الأصغر سناً.
والملفت أن التنافسية الكبيرة التي أظهرها تيك توك بدأت تؤثر على قطاعات أخرى، حتى أن بعض الخدمات التي تعتمد مقاطع الفيديو الطويلة مثل نتفليكس، أطلقت مؤخراً مزايا مشابهة لتيك توك عبر تقديم محتوى قصير بشكل عمودي مناسب للهاتف، في إشارة إلى قوة تأثير تيك توك على صناعة المحتوى والترفيه بشكل عام.
ويبدو أن موظفي ميتا الآخرين يشاركون زوكربيرج وموسيري الشعور نفسه بالتخوف من تأثير تيك توك، فقد تحدث مسؤول الإعلان السابق في ميتا، جون هيجيمان، حول تقدم تيك توك في أدوات التصنيف والمحتوى القصير، منوهاً إلى ضرورة تسريع شركة ميتا من تطوير خدمة "ريلز" (Reels)، لكي تستعيد شيئاً من الحضور على الساحة التي يسيطر عليها المنافس الصيني بشكل واسع.
ومن الواضح تماماً أن هذه الاعترافات الداخلية من كبار المسؤولين في ميتا قد تؤثر بشكل مباشر على قضيتهم الحالية مع هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية، والتي تتهم فيها الهيئة ميتا بمحاولة احتكار سوق الشبكات الاجتماعية عبر استحواذها على تطبيقات قوية مثل إنستغرام وواتساب. إذ تعكس هذه الوثائق الجديدة بوضوح الصورة الحقيقية من داخل ميتا، والتي تُظهِر أنها تواجه بالفعل منافسة شرسة وضغوطاً حقيقية من المنافس الصيني الصاعد بسرعة كبيرة.
كل هذا يدفعنا للتساؤل: ما الخطوة التالية التي ستتخذها ميتا لتستعيد تفوقها مرة أخرى؟ ربما ينبغي عليها أن تعيد النظر جيداً في استراتيجيات الابتكار لديها والتفاعل مع الجمهور، فالمنافسة في قطاع الإنترنت لا ترحم أحداً، والنجاح فيه يعتمد ليس فقط على حجم المستخدمين، بل على قدرتهم على توفير محتوى ممتع وميزات عصرية تلبي ما يبحث عنه المستخدمون اليوم بشكل جذاب ومستدام.