وداعًا للبلاستيك إلى الأبد… اكتشاف مادة بيئية تهدد أكبر صناعة في العالم!

3 د
طور مهندسو جامعة نورثويسترن مادة صديقة للبيئة تُسمى GO-Eco كبديل للبلاستيك.
تعتمد المادة على أكسيد الغرافين لتكوين حاجز قوي ضد الماء والزيوت.
أظهرت الاختبارات أن المادة تزيد من متانة الورق وتعزز مقاومته للامتصاص والتسرب.
تسعى المادة لتقليل النفايات البلاستيكية وتأثيرات المواد السامة على الصحة.
تتم التجارب التجارية للمادة تمهيدًا للإنتاج الواسع، مع انتظار موافقة FDA.
في خطوة وُصفت بالثورية، فاز فريق من مهندسي جامعة نورثويسترن بجائزة معرض **Gizmodo Science Fair 2025** بعد تطويرهم لمادة جديدة مقاومة للماء والزيوت وقابلة لإعادة التدوير والتحلل، بهدف إنهاء الاعتماد على البلاستيك والمواد الكيماوية السامة المعروفة باسم PFAS أو «المواد الأبدية».
وهذا الاكتشاف يطرح سؤالاً كبيراً: هل يمكن أن يكون بديلاً حقيقياً عن البلاستيك الذي يلوّث الكوكب والمواد الكيميائية التي تهدد الصحة العامة؟
من أين جاءت الفكرة؟
البروفيسوران *تيموثي وي* و*سون بينه نغوين* جمعا خبرتهما في ميكانيكا التصنيع والكيمياء ليطوّرا مادة أطلقا عليها اسم **GO-Eco**. تعتمد هذه المادة على أكسيد الغرافين، وهو عنصر متناهي الصغر يتمتع بقدرة عالية على الالتصاق بألياف الورق، ليشكّل حاجزاً متكاملاً ضد المياه والزيوت والغازات.
هذا الدمج الفريد لم ينتج عنه مجرد طلاء عازل، بل مادة ورقية متماسكة يمكن إعادة تدويرها وحتى تحويلها إلى سماد بعد الاستعمال.
وهذا الربط بين الكيمياء المتقدمة وحلول التغليف جعل GO-Eco أكثر جاذبية من البدائل البيولوجية التقليدية في السوق.
نتائج الاختبارات الأولية
التجارب المستقلة بيّنت أن الورق المعالج بـ GO-Eco امتص ماءً أقل بنسبة 47% مقارنة بالورق العادي، بينما صمد لوقت أطول أمام تسرب الزيوت الساخنة. كما أظهرت اختبارات القوة أن المادة تزيد من قوة الشد بنسبة 27% ومن قوة الانفجار بنسبة 56%.
بمعنى آخر، لا يقتصر الأمر على جعل التغليف أكثر أماناً، بل أيضاً أكثر متانة وفائدة في تطبيقات أخرى مثل صناديق الشحن المقاومة للمطر.
ويعزز ذلك فكرة أن هذه التكنولوجيا لا تقتصر على حماية الطعام، وإنما يمكن أن تمتد إلى صناعات أوسع تبحث عن حلول مستدامة.
بين الصحة والبيئة
القلق العالمي من التلوث البلاستيكي ومواد PFAS ينبع من آثارها طويلة الأمد على البيئة وصحة الإنسان. فقد رُصدت آثار **الميكروبلاستيك** في الهواء والماء وحتى داخل أجسام البشر، بينما ارتبطت بعض أنواع PFAS بمشكلات صحية خطيرة مثل ارتفاع الكوليسترول وضعف المناعة وبعض أنواع السرطان.
وفي ظل هذه المخاطر، يثق الباحثون أن GO-Eco قد يقدّم حلاً مزدوجاً: تقليل النفايات البلاستيكية وتقليص تسرب السموم إلى أجسادنا ونظامنا الغذائي.
وهذا يفسر تزايد اهتمام الحكومات والشركات بهذه الابتكارات، خاصة بعد قرارات حظر تدريجي للبلاستيك في بعض الولايات الأمريكية وأوروبا.
نحو تسويق تجاري
منذ بداية هذا العام، تخضع المادة لتجارب من قِبل أكثر من عشرين شركة حول العالم، وبعضها يستعد لاختبارات إنتاج تجريبية واسعة. ويخطط الفريق لطرح أدوات مائدة وصوانٍ معززة بـ GO-Eco كبديل مباشر للرغوة البلاستيكية الشهيرة في المتاجر.
لكن ما يزال أمامهم حاجز رئيسي: الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قبل الانتقال إلى الإنتاج الضخم وعرضها على رفوف الأسواق.
وهذه المرحلة تُمثل الخطوة الأخيرة قبل أن نرى بديلاً حقيقياً للبلاستيك يتصدر المشهد التجاري.
خاتمة
قد تكون **GO-Eco** أكثر من مجرد ابتكار علمي؛ فهي إشارة واضحة إلى أن الحلول البيئية لم تعد طموحات نظرية، بل تقف على أعتاب الاستخدام اليومي. إذا أثبتت هذه المادة فعاليتها على نطاق واسع، فقد نكون أمام نقطة تحوّل حقيقية في معركتنا ضد التلوث البلاستيكي و«المواد الأبدية»، وفتح صفحة جديدة لعلاقة الإنسان مع الطبيعة قائمة على الاستدامة والسلامة.









