ذكاء اصطناعي

وصفه العلماء بمعجزة فيزيائية غير ممكنة: اكتشاف كوكب ضخم يتحدى جميع قوانين الفيزياء والفضاء التي نعرفها!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

ناسا تكتشف كوكبًا غازيًا ضخمًا يدور حول نجم صغير بشكل غير متوقع.

الكوكب TOI-6894b مثير للجدل بسبب حجمه وسرعة دورانه حول قزم أحمر.

التلسكوب الفضائي جيمس ويب سيحلل الغلاف الجوي للكوكب لفهم تكوينه.

الاكتشافات غير المتوقعة قد تعيد النظر في نظريات تشكّل الكواكب الحالية.

الدراسة المتواصلة للكون تكشف عن أسرار جديدة وتفتح آفاقًا للمعرفة.

دائماً ما يأتينا الفضاء بالمفاجآت والاكتشافات التي تتحدى الخيال، ولكن آخر اكتشاف من وكالة ناسا يبدو استثنائياً بكل المقاييس. وجد العلماء كوكباً غازياً ضخماً يدور حول نجم صغير جداً لدرجة أن النظريات السائدة حالياً تقول إنه من المستحيل علمياً أن يكون هذا الكوكب موجوداً أصلاً!

الكوكب الجديد، الذي أُطلق عليه الرمز TOI-6894b، يقع بعيداً عنا حوالي 241 سنة ضوئية في كوكبة الأسد، تم اكتشافه باستخدام القمر الصناعي "TESS" التابع لوكالة ناسا، والذي وجّه نظر علماء الفلك نحو انخفاضات غريبة في إضاءة النجم المضيف، أشارت فوراً إلى وجود جسم كوكبي يدور حول النجمة. لاحقاً، تأكد وجود هذا الكوكب الغريب بفضل الملاحظات التي أجريت باستخدام التلسكوب الأوروبي الضخم (VLT).


لغز TOI-6894b يكمن في حجمه ومكانه

إن ما يجعل هذا الاكتشاف مثيراً للجدل بين العلماء هو الحجم الهائل لـ TOI-6894b مقارنةً بالنجمة التي يدور حولها. الكوكب بحجم قريب جداً من حجم كوكب زحل العملاق، لكنه يدور حول نجمة صغيرة باهتة ذات لون أحمر تعرف بـ "القزم الأحمر". وتكمن الغرابة في سرعة دورانه حول هذا النجم، حيث يتم دورة كاملة خلال 2.9 يوم فقط!

حتى تفهم غرابة الوضع، تخيل أنك زرعت شجرة كبيرة جداً داخل وعاء زهور صغير يحتوي على كمية قليلة من التربة، ووجدت أن هذه الشجرة نمت بشكل مذهل وضخم. تماماً كأنها معجزة!

هذا يضع علماء الفلك أمام تحدٍ حقيقي لأن النموذج المعروف لتشكل كواكب الغاز العملاقة يعتمد على نظرية تُسمى بـ "نمو النواة". وبحسب هذه النظرية، تبدأ كواكب مثل المشتري وزحل بدايةً كنواة صخرية صغيرة تسحب الغازات من المنطقة المحيطة بها حول النجم. ولكن في حالة النجم المضيف لـ TOI-6894b، تكون الظروف كسماكة وحرارة وأحجام هذه الأقراص الغازية ضئيلة جداً كما تشير إليه النظريات الحالية، وبالتالي لا يمكن من خلالها أن يتشكل كوكب بهذا الحجم الكبير!


البحث عن إجابات باستخدام التلسكوب جيمس ويب

ومحاولةً للكشف عن سر هذا التكوين، يستعد علماء الفلك الآن لتوجيه التلسكوب الفضائي جيمس ويب (JWST) نحو الكوكب TOI-6894b ونجمته المضيفة. الهدف سيكون تحليل تركيب الغلاف الجوي لهذا العملاق الغازي، ومعرفة تفاصيل العناصر التي تبني الكوكب، مثل الهيدروجين والهيليوم، وربما التعرف أكثر على حجم نواة الكوكب، مما يمكن أن يعطي أدلة مهمة تعيد كتابة النظريات الحالية أو تطورها على الأقل.

ذو صلة

في الواقع، إن الاكتشافات التي تأتي مخالفة للتوقعات، غالباً ما تقود لجعلنا نتساءل عن مدى صحة ما كنا نعتقده سابقًا. والآن نحن أمام اكتشاف ربما يعيد النظر في طريقة رؤية العلماء لكيفية ولادة الكواكب وتطورها.

يبقى أن نقول بأن هذا الاكتشاف يمثل خطوة جديدة على طريق فهمنا للكون الواسع من حولنا. وربما من الأجمل دومًا أن نترك باب التساؤلات مفتوحاً، ففي كل سؤال تظهر إجابات جديدة تفتح أمامنا آفاقاً لامعة مليئة بالأسرار والمعرفة. مارأيكم في هذا الاكتشاف المفاجئ؟ شاركونا رأيكم حول ما قد يحمله مستقبل الكشوفات الكونية!

ذو صلة