ذكاء اصطناعي

72 ساعة من الصيام… كفيلة بإعادة بناء جهازك المناعي من الصفر!

محمد كمال
محمد كمال

2 د

يمكّن صيام الـ72 ساعة الجسم من “إعادة التشغيل الحيوي” وتعزيز المناعة.

يستمد الجسم الطاقة من مخزون الجلوكوز والغلايكوجين في اليوم الأول.

في اليوم الثاني، يبدأ استهلاك الدهون، مما يُدخِل الجسم في حالة الكيتوزية.

تحسن الحالة الذهنية والجسمية يحدث في اليوم الثالث مع استقرار الكيتوزية.

يتطلب الصيام إشرافاً طبياً خاصاً لأولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.

يبدو أنّ فكرة الصيام الطويل لم تعد مقتصرة على الممارسات الدينية أو الطقوس القديمة؛ بل أصبحت اليوم جزءاً من تجارب علمية تدعمها أبحاث متزايدة، تشير إلى أنّ الامتناع عن الطعام والمشروبات المحتوية على سعرات لثلاثة أيام متواصلة قد يمنح الجسم ما يمكن وصفه بفرصة “إعادة التشغيل الحيوي”. هذا النوع من الصيام، الذي يعرف بصيام الـ72 ساعة، يلقى اهتماماً كبيراً من الأطباء وخبراء التغذية لما يقدّمه من فوائد محتملة في تعزيز المناعة وتحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات.

يبدأ اليوم الأول عادة بسلاسة، فالجسم يعتمد بعد آخر وجبة على مخزونه الطاقي من الجلوكوز والغلايكوجين، ويكون الإحساس بالجوع طفيفاً ومتحمّلاً. لكن مع نهاية اليوم، تبدأ مرحلة الانتقال الأيضية التي تفتح الباب أمام تغييرات أعمق.

وهنا تبدأ المرحلة الثانية الأكثر تحدّياً، حيث تنخفض مخزونات الغلايكوجين بشدة، ويقفز الشعور بالجوع إلى ذروته. في هذه اللحظة يبدأ الجسم بالتحوّل نحو استهلاك الدهون كمصدر طاقة بديل، ما يُدخل الفرد في حالة تعرف بالكيتوزية. هذه المرحلة على صعوبتها، تُعد نقطة الانطلاق نحو عملية “الالتهام الذاتي” أو **الأتوفاجي**، وهي عملية تنظيف خلوية تخلّص الخلايا من البروتينات التالفة والسموم المتراكمة.

وهذا يربط مباشرة بين الجهد المؤقت في الصيام وبين المكاسب البيولوجية بعيدة المدى مثل خفض الالتهابات وتعزيز المرونة الأيضية.

في اليوم الثالث، تصبح الصورة مختلفة تماماً. فمع اعتياد الجسم على الكيتونات كمصدر رئيسي للطاقة، تقل نوبات الجوع بشكل ملموس، ويبدأ الشعور بالوضوح الذهني والنشاط المعرفي بالتحسن. هنا تبلغ العمليات الحيوية، مثل إزالة السموم وتجديد الخلايا، ذروتها بين 48 و72 ساعة. وقد لاحظت دراسات علمية ارتفاع مؤشرات تجدد الخلايا المناعية وتراجع عوامل الالتهاب خلال هذه المرحلة.

ذو صلة

لكن مهما كانت الفوائد مغرية، فإن صيام الـ72 ساعة ليس مناسباً للجميع. إذ يشدد الأطباء على ضرورة الإشراف الطبي، خاصة لمن يعاني أمراضاً مزمنة كداء السكري أو اضطرابات ضغط الدم. كما يُفضّل التحضير المسبق بجدول غذائي متوازن قبل الصيام، وتعويض الفيتامينات والمعادن بعد الانتهاء منه لتجنّب أي اختلالات غذائية. وهذا التأطير الوقائي يضمن أن يبقى الصيام وسيلة دعم صحي لا مخاطرة غير محسوبة.

ختاماً، يبدو أن الصيام الطويل قد خرج من دائرة “الحرمان” إلى فضاء “الإصلاح الخلوي”، فبينما يُعيد التوازن لمستويات السكر والدهون، يمنح أيضاً فرصة للعقل والجسم للتناغم الطبيعي بعيداً عن الاستهلاك المستمر. إنها تجربة قصيرة في الزمن، لكنها قد تترك أثراً طويل الأمد في جودة الحياة وصحة الإنسان.

ذو صلة