ذكاء اصطناعي

هل تنظف أم تتجسس؟ مكنسة ذكية ترسم خريطة منزل المستخدم وتنقلها إلى الشركة!

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

2 د

اكتشف نارايانان أن مكنسته الذكية ترسل خرائط المنزل إلى الشركة دون علمه.

عندما حظر البيانات، توقفت المكنسة عن العمل كليًا وظهرت محاولات صيانة مفاجئة.

تفكيك الجهاز أظهر وصولاً غير محمي وبرنامج راسم خرائط ثلاثي الأبعاد يرسل بيانات.

استخدام الشركة لأمر "قتل عن بُعد" أوقف الجهاز لعدم إرسال البيانات.

تثير القصة قضايا الخصوصية والملكية في عصر الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت.

لم تكن حياة هاري شانكار نارايانان التقنية تختلف كثيراً عن أي مستخدم آخر لأجهزة المنزل الذكية، حتى اكتشف أن مكنسته الروبوتية الصغيرة كانت تتصرّف كعين خفية داخل منزله، ترسل خرائط تفصيلية وبيانات دقيقة إلى خوادم الشركة المنتجة دون علمه أو موافقته. هذه القصة التي نشرها المتخصص على مدونته «عالم صغير» ونقلتها منصة «فيوتورزم»، تحولت بسرعة إلى جرس إنذار حول حدود الخصوصية في عصر الأجهزة الذكية.

أثار فضول نارايانان ارتفاع حركة البيانات الخارجة من المكنسة بعد أيام قليلة من تشغيلها. فقام بمراقبة الشبكة ليكتشف تياراً غير متوقف من السجلات ومعلومات التطبيق تتجه إلى الشركة المصنعة. وحين حاول حظر هذه الاتصالات ـ مع الإبقاء فقط على التحديثات الأساسية ـ توقفت المكنسة تماماً عن العمل، لتبدأ سلسلة من محاولات الصيانة المفاجئة التي انتهت جميعها بعودة الجهاز للعمل بعد كل «زيارة».

وهنا ينتقل بنا السرد إلى لحظة المواجهة الحاسمة بين المستخدم وجهازه الذكي. فقد قرر نارايانان تفكيك المكنسة بنفسه بعد أن تعطلت نهائياً، ليجد بداخلها نظاماً مفتوحاً عبر بوابة Android Debug Bridge تتيح وصولاً كاملاً للجذر دون أي وسائل حماية. والأدهى من ذلك أنه اكتشف وجود برنامج «غوغل كارتوغرافِر» المستخدم في رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد، والذي كان ينشئ مجسماً هندسياً دقيقاً لمنزله ويرسله مباشرةً إلى خوادم الشركة الأم.

وهذا يقودنا إلى النقطة الأكثر صدمة: داخل السجلات الرقمية للجهاز وجد نارايانان أمراً تنفيذياً من خوادم الشركة أُرسل في اللحظة نفسها التي توقفت فيها المكنسة عن العمل. التحليل أظهر أن الشركة استخدمت ما يشبه «أمر قتل عن بُعد» عطّل الجهاز لأنه توقف عن إرسال البيانات. وعندما قام بإلغاء مفعول ذلك الأمر عادت المكنسة إلى العمل فوراً، مما عزز الشكوك بأن الشركة تتحكم فعلياً في تشغيل منتجاتها بعد بيعها.

نتائج هذا الاكتشاف تطرح تساؤلات خطيرة حول طبيعة «الملكية» في عصر إنترنت الأشياء. فالكثير من الأجهزة، سواء كانت مكانس أو كاميرات أو ثلاجات ذكية، تعتمد على قنوات بيانات غامضة ومنافذ مفتوحة وخوادم تتحكم عن بعد. هذه الآليات تُعرض المستخدمين لمخاطر التجسس وانتهاك الخصوصية وتحول الأجهزة من أدوات للراحة إلى أدوات مراقبة غير مُعلنة.

ذو صلة

ويبرز هنا السؤال الكبير الذي يواجه كل مستهلك في زمن الذكاء الاصطناعي المنزلي: ما حدود السيطرة التي نملكها على أجهزتنا؟ فكما يحذر نارايانان، الراحة التي تمنحها تلك الأدوات تأتي أحياناً على حساب السيادة الرقمية لمستخدمها. وإذا لم تُضبط القوانين والشفافية، فقد نجد أنفسنا نعيش في منازل ذكية تراقبنا أكثر مما تخدمنا.

ذو صلة