ذكاء اصطناعي

أفضل متصفحات الذكاء الاصطناعي البديلة لـ ChatGPT Atlas لمستخدمي ويندوز وأنظمة أخرى

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

متصفح Atlas يستهدف مستخدمي macOS حصريًا، مما يثير فضول الآخرين بشأن هذه التجربة.

لم تعد المتصفحات مجرد واجهات بل أصبحت شركاء رقميين فعالين للمستخدمين.

يسعى Opera Neon لتحويل المتصفح إلى مساحة إبداعية تفاعلية متكاملة مع المستخدم.

Brave يركز على الخصوصية، بينما Microsoft Copilot يعزز الإنتاجية بدمج عميق للتقنيات.

تشهد المتصفحات الجديدة إعادة صياغة للفلسفة التقليدية، مما يمحو الحدود بين العمل والإبداع.

بينما يقف مستخدمو الحواسيب الشخصية أمام المشهد الجديد لتقاطع الذكاء الاصطناعي مع أدواتهم اليومية، يجد كثيرون أنفسهم أمام مفارقة غريبة: متصفح Atlas من «تشات جي بي تي» متاح فقط لمستخدمي macOS، في حين يراقب بقية المستخدمين من بعيد صعود تجربة تصفّح جديدة يتحدث عنها الجميع. لكن هذا الفراغ لم يَبقَ طويلًا، إذ سارعت شركات أخرى إلى طرح متصفحات ذكية لا تقل طموحًا عن Atlas، كأن السوق دخل مرحلة إعادة تعريف لما يعنيه أن "نتصفّح الويب".


المتصفحات تتحول من بوابة إلى شريك رقمي

لم يعد المتصفح مجرّد واجهة للانتقال بين الصفحات، بل أصبح مساعدًا فعليًا يفكر بالنيابة عن المستخدم. متصفح Comet من شركة Perplexity مثال واضح على ذلك، فهو يستبدل محرك بحث جوجل بمساعد ذكاء اصطناعي يمكنه تلخيص الأخبار أو البحث بعمق عن معلومة دون الحاجة للتنقل بين نتائج عديدة. هذه الخطوة تجعل عملية التصفح أقلّ فوضى وأكثر انسجامًا مع طبيعة التفكير البشري، لكنها في الوقت نفسه تثير سؤالًا حول من يُوجّه رحلة معرفتنا: نحن أم الخوارزميات؟


نموذج Opera Neon: حين يصبح المتصفح استوديو أفكار

في المقابل، تحاول Opera عبر متصفح Neon أن تذهب أبعد من مجرد المساعدة، لتقدم بيئة إبداعية كاملة تحت شعار «تحدث، نفّذ، أنشئ». الفكرة هنا ليست فقط الإجابة عن أسئلة المستخدم، بل تحويل المتصفح إلى مساحة تفكير تفاعلية يمكن فيها بناء مشاريع أو حتى تصميم الألعاب. هذا الطموح يأتي بتكلفة مالية وذهنية على السواء، فالمستخدم لم يعتد بعد على متصفح يستدعيه ليبدع بينما ينام.


Brave وCopilot: وجها الخصوصية والإنتاجية

يتمسك متصفح Brave بموقفه المحافظ تجاه الخصوصية، إذ يرفض تسجيل محادثات المستخدم أو استخدامها لتدريب النماذج اللغوية، ليقدّم تجربة هادئة لمن يخشى الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. في المقابل، يأتي Microsoft Copilot ممثلًا للاتجاه الآخر: التكامل العميق مع بيئة العمل والإنتاج، حيث يمكنه تلخيص الوثائق والتفاعل مع البريد وإضافة اقتراحات في النصوص تلقائيًا. إنه توازن بين السرعة والسيطرة، بين الراحة والتنازل عن بعض الخصوصية.


اتجاه جديد في فلسفة التصفح

ذو صلة

ما يجمع هذه التجارب المختلفة هو أن فكرة «المتصفح» نفسها تُعاد صياغتها. لم تعد الصفحة الرئيسية هي البداية، بل أصبح «المساعد» هو النقطة المركزية. ولعل هذه النقلة تعبّر عن رغبة الشركات في جعل الإنترنت مساحة تفكير متواصلة، لا مجموعة نوافذ متفرقة. ومع انتشار هذه المتصفحات عبر الأنظمة كافة، يبدو أن الحدود بين التصفح والعمل والإبداع ستتلاشى تدريجيًا.

في النهاية، ليس السؤال عمّا إذا كنا سنستخدم متصفحًا مزوّدًا بالذكاء الاصطناعي، بل متى سيصبح الخيار الوحيد الممكن. من Atlas إلى Comet وNeon وBrave، يتضح أن الويب يتهيأ لمرحلة جديدة، حيث ينظر إلينا المتصفح كما ننظر نحن إليه: كرفيق لا كأداة.

ذو صلة