ذكاء اصطناعي يغيّر حياة امرأة ويكسبها ثروة هائلة، فهل تثق به لاختيار أرقام حظك؟

2 د
اختارت تامي كارفي أرقام "باور بول" بواسطة ChatGPT وربحت جائزة مئة ألف دولار.
يثير هذا الحدث نقاشًا حول الثقة المفرطة في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
يرى البعض في الذكاء الاصطناعي قدرة "سحرية"، مما يجعله سلطة استشارية متزايدة.
تعتمد حياتنا اليومية أكثر على الذكاء الاصطناعي، مما يهدد التفكير النقدي المستقل.
الذكاء الاصطناعي يمنحنا الراحة لكنه يسلبنا المسؤولية عن قراراتنا.
في صباح عادي في ميشيغان، قررت تامي كارفي أن تترك حظها لتقنيات الذكاء الاصطناعي. طلبت من ChatGPT أن يختار لها أرقام "باور بول"، ودهشت حينما اكتشفت أن الأرقام التي قدمها لها منحتها جائزة قيمتها مئة ألف دولار. قصة تبدو طريفة من الخارج، لكنها تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول طبيعة علاقتنا بالذكاء الاصطناعي وحدود الثقة فيه.
بين الصدفة والثقة العمياء في الخوارزميات
واقع الأمر أن ChatGPT لا يتنبأ بالأرقام الرابحة، بل يولّد أرقامًا عشوائية بلا أي معرفة بالمستقبل. ومع ذلك، منحته تامي فرصته وكأنه كائن يملك حدسًا خاصًا. هذا السلوك ليس فريدًا، فالكثير من المستخدمين باتوا ينسبون إلى الذكاء الاصطناعي قدرة "أقرب إلى السحر"، ناسين أنه مجرد منظومة إحصائية تتعلم من بيانات سابقة. هنا تكمن الخطورة: تحوّل الأداة الحسابية إلى سلطة استشارية دون تمحيص.
الاعتماد المتزايد على المساعدين الرقميين
شهدنا في السنوات الأخيرة قفزة في استخدام روبوتات الدردشة للأعمال اليومية، من صياغة الرسائل إلى البحث عن معلومات مالية أو طبية. يعتمد الملايين على هذه الأدوات كأنها شريك ذكي يفكر نيابة عنهم، لا مجرد برنامج يقدم اقتراحات. هذا التحوّل من أداة مساعدة إلى مصدر قرار يعكس حاجة الإنسان إلى إجابات سريعة ويقينية في عالم تتسارع فيه المعلومات، لكنه أيضًا يهدد قدرتنا على التفكير النقدي المستقل.
حين يصبح الذكاء الاصطناعي مرجعًا للحياة الشخصية
ما حدث مع تامي كارفي ليس مجرد اختبار للحظ، بل مثال على ميلٍ أوسع نحو تسليم الخوارزميات زمام القرار في حياتنا اليومية. اليوم نطلب من الذكاء الاصطناعي اقتراح أرقام، وغدًا قد نطلب منه ترشيح وظيفة أو اتخاذ قرار مالي. كلما اتسعت هذه الثقة، تضاءلت مساحة التجربة البشرية المباشرة، وصار "الاختيار" ذاته شيئًا نصطنعه بمساعدة آلة بلا وعي ولا ندم.
الذكاء الاصطناعي بين الراحة والمسؤولية
يمنحنا الذكاء الاصطناعي راحة فكرية هائلة، لكنه يسلبنا أحيانًا حسّ المسؤولية عن قراراتنا. أن نطلب من ChatGPT اختيار أرقام يانصيب يبدو بلا ضرر، غير أن المشكلة تتعمق عندما نتبنى نفس المنهج في قرارات تؤثر في حياتنا المهنية أو المالية. عندها يتحول السؤال من "هل نجحت التقنية؟" إلى "هل ما زلنا نستخدم عقولنا بالقدر الكافي؟".
قصة الفوز باليانصيب ستمر سريعًا في العناوين، لكن ما يستحق التوقف عنده هو إحساسنا الجماعي بأن الآلة يمكن أن تكون أذكى من الحظ نفسه. ربما لا تكمن المشكلة في الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل في رغبتنا الغريزية في أن يقرر عنا من يبدو أكثر علمًا ودقة. وبين الصدفة والاختيار الواعي، يظل السؤال معلقًا: إلى أي مدى سنسمح للآلة بأن تكتب قصصنا القادمة؟









