أيرتيبل تستقطب مديراً تقنياً من أوبن إيه آي وتستحوذ على شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي

في خطوة توضح تحوّلها العميق نحو الذكاء الاصطناعي المؤسسي، أعلنت شركة Airtable عن تعيين المهندس **ديفيد أزوز**، أحد قادة تطوير أدوات OpenAI، في منصب الرئيس التنفيذي للتقنية (CTO)، بالتزامن مع استحواذها على شركة ناشئة لبناء “العملاء الفائقين” (Superagents) تُعرف باسم **DeepSky**. يعبّر هذا الجمع بين الخبرة البشرية والتقنيات الحديثة عن عزم Airtable على ترسيخ موقعها في سباق المنصات الموجهة للذكاء الاصطناعي التطبيقي.

على مدار عقد، رسّخت Airtable مكانتها كأداة ربط بين قواعد البيانات والتطبيقات العملية دون الحاجة إلى كتابة كود. لكنها في الشهور الأخيرة بدأـت بالانتقال من “منصة جداول ذكية” إلى “محرّك لتطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي”، بدءًا بإطلاق منصة Omni التي تمكّن المستخدمين من بناء تطبيقاتهم عبر مساعد ذكي مدمج، وصولًا إلى التكامل الحالي مع تقنيات DeepSky.

يرى المدير التنفيذي هاوي ليو أن الشركة تمتلك البنية التحتية اللازمة للتفوّق على الشركات الناشئة التي تركز على واجهات “الكود بالاهتزاز” (vibe coding)، مثل Lovable وReplit، بفضل ما تملكه من استقرارية وقابلية لتوسيع النطاق المؤسسي الذي لا يزال يشكّل تحديًا لهذه المنصات الشابة.

تعتبر Airtable أن دمج قدرات DeepSky سيسمح بتحريك بيانات المستخدمين بشكل أكثر ذكاءً باستخدام “عملاء” ذوي قدرة على تحليل وتحديث التطبيقات في الزمن الحقيقي. هذه الخطوة قد تقلل الحاجة إلى إدخال البيانات يدويًا أو كتابة أوامر مطولة، ما يقرّب تجربة المستخدم من مفهوم “التطبيق الحي” القادر على إنتاج نفسه باستمرار.

وبحسب ليو، فإن صفقة DeepSky تختصر من 6 إلى 12 شهرًا من التطوير الداخلي، كما تمهد الطريق لتكامل محتمل مع وكلاء خارج أنظمة Airtable مثل ChatGPT، ما يعزز قدرات التشغيل التلقائي multi-agent داخل بيئات العمل اليومية.

تأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه قطاع البرمجيات المؤسسية نقاشًا واسعًا حول جدوى الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية الفعلية، بعد أن أظهرت تقارير أن نسبة كبيرة من المشاريع التجريبية ما زالت بعيدة عن العائد الملموس. نجاح Airtable في دمج قدرات "العملاء الذكيين" ضمن بنيتها الأساسية قد يمثل نقطة تحول، خصوصًا بعد مرحلة إعادة الهيكلة التي شملت تسريح آلاف الموظفين العام الماضي وعودة الشركة إلى تدفق نقدي إيجابي.

الاختبار الحقيقي سيكون في مدى قدرة الشركة على إدماج هذه التقنيات في أدواتها دون تعقيد تجربة المستخدم غير المتخصص، مع الحفاظ على موثوقية الأداء التي تميز منتجاتها الحالية. وربما تفتح هذه الصفقة الباب أمام شكل جديد من التطبيقات التي “تتعايش” مع المستخدم بدلًا من أن تُدار من قِبله.

ومع تصاعد سباق السيطرة على مفهوم “الوكيل الذكي”، تكشف Airtable أن تطور البرمجيات المؤسسية لن يقتصر بعد اليوم على واجهات الاستخدام، بل سيتجه نحو بُنية تتفاعل وتتعلم داخل سياق العمل نفسه. إنها مرحلة أولى يمكن أن تعيد تعريف ماهية التطبيق عندما يصبح بدوره مستخدمًا فاعلًا للنظام.