ذكاء اصطناعي

من هو ألكسندر وانغ؟الشاب الذي اختاره مارك زوكربيرغ لقيادة مختبرات الذكاء الخارق في ميتا بصفقة خيالية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

مارك زوكربيرغ يعيّن ألكسندر وانغ ليقود مختبرات Meta Superintelligence الجديدة.

يُعد هذا التحرك كمحاولة لنقل Meta إلى مرحلة جديدة من سباق الذكاء الاصطناعي.

وانغ أعاد هيكلة فرق Meta ليُركز على البحث، البنية التحتية، وتطوير المنتجات الذكية.

يسعى وانغ لتكوين مجتمع بحثي متكامل داخل Meta بالتعاون مع NVIDIA وAmazon.

تواجه Meta تحديات حول الشفافية واستخدام البيانات في سعيها للسيطرة على السوق.

في خطوة مفاجئة تُعيد ترتيب مشهد الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون، أعلن مارك زوكربيرغ عن تعيين الملياردير الشاب ألكسندر وانغ على رأس مبادرة «Meta Superintelligence Labs» بعد ضخّ استثمار ضخم يُقدّر بـ14 مليار دولار في شركته السابقة Scale AI. خطوة تبدو أنها تؤسس لمرحلة جديدة من سباق «الذكاء الفائق» بين عمالقة التقنية.


من الناشئ إلى قائد مشروع الذكاء الفائق

وانغ، الذي لم يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره، يُعرف بأنه أحد أبرز العقول الشابة في الذكاء الاصطناعي. بدأ مسيرته عام 2016 حين ترك معهد MIT ليؤسس شركة Scale AI المتخصصة في بيانات التدريب للأنظمة الذكية. الشركة التي كان ينام مؤسسوها على فرش هواء في بداياتها، تحولت إلى أحد أهم الموردين للبنية التحتية المعتمدة على "البيانات المعلّمة" (Labeled Data) التي يعتمد عليها الجيل الجديد من النماذج الكبيرة.

وبالاستحواذ الاستراتيجي الأخير، يبدو أن زوكربيرغ يسعى إلى تحويل Meta من منافس في سوق الذكاء الاصطناعي إلى جهة فاعلة في بناء نماذج "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI) ضمن بيئة واحدة تجمع البحث، المنتج، والبنية التحتية.


هيكلة جديدة لفرق Meta وتحول في الرؤية

بحسب مذكرة داخلية نقلتها وكالة بلومبيرغ، أعاد وانغ تنظيم هيكل فرق الذكاء الاصطناعي داخل Meta إلى أربع مجموعات رئيسية تركز على البحث، تطوير المنتجات، البنية التحتية، والتطبيقات المتقدمة. كتب في خطابه للموظفين: «الذكاء الفائق قادم، وعلينا أن ننظّم عملنا حول ما سيقودنا للوصول إليه».
ذلك يعكس انتقال فلسفة الشركة من تحسين تجربة المستخدم على المنصات الاجتماعية، إلى بناء أنظمة قادرة على التفكير والتحليل متعدد المستويات.

  • تجميع الفرق البحثية المنتشرة في وحدة مركزية واحدة.
  • استثمار مباشر في البنية التحتية لتسريع تدريب النماذج.
  • تعاون مفتوح مع NVIDIA وAmazon لتأمين طاقة المعالجة.
  • تكامل بين مختبرات Reality Labs لتصميم واجهات تتيح تفاعلًا طبيعيًا مع الذكاء الاصطناعي.

تلك المقاربة تحمل مؤشرات طموحة، لكنها تثير في الوقت ذاته تساؤلات حول حجم السيطرة المحتمل لشركة مثل Meta عندما تمتلك أنظمة قادرة على فهم وإنشاء محادثات بشرية عالية الدقة ضمن بيئات افتراضية مغلقة.


انعكاسات محتملة على سباق الذكاء الاصطناعي العالمي

من منظور السوق، دخول وانغ إلى Meta بهذا الشكل يربك الحسابات القائمة بين OpenAI وGoogle وAnthropic. فالشركة التي عُرفت تاريخيًا بقدرتها على جمع البيانات، تمتلك الآن قيادة قادمة من جهة كانت قد بنت أدوات تغذية تلك البيانات نفسها. هذا الاندماج بين المحتوى الخام ومعالجة البيانات قد يمنح Meta أفضلية استراتيجية في تسريع الوصول إلى نماذج أكثر قربًا من الذكاء الاصطناعي العام.

في الوقت نفسه، تواجه الشركة ضغطًا متزايدًا من الجهات التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة حول شفافية استخدام البيانات وسلوك النماذج. كما أن التعاون المفتوح مع جهات مثل NVIDIA يحمل تحديات حول ملكية النموذج والتصميم الخوارزمي في المدى الطويل.


"الذكاء الفائق لن يظهر من مشروع واحد، بل من قدرة البشر على تنسيقه وإدارته." - ألكسندر وانغ (من مذكرة داخلية لموظفي Meta)


نقطة تحول أم مقامرة بمستقبل الذكاء؟

ذو صلة

التحرك الحالي يجعل من Meta أحد أبرز اللاعبين في مشهد الذكاء الاصطناعي المتسارع، لكنه يفتح أيضًا الباب أمام إعادة النظر في طبيعة المنافسة بين الشركات الكبرى: هل يتحول السباق إلى بناء "عقول" منفصلة لكل شركة؟ أم أنّ التعاون بين هذه النماذج هو ما سيمنح البشرية ذكاءً أكثر اتساعًا من مجموعها الجزئي؟

من المرجح أن السنوات القليلة المقبلة ستحدد إن كانت قيادة وانغ قادرة على تحويل طموحات Meta من واقع افتراضي إلى وعي اصطناعي متكامل، أم أن المشروع سيضاف إلى قائمة الطموحات المغامرة التي تسبق نضوجها التقني. لكن المؤكد أن حدود اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي باتت تُرسم الآن داخل مختبرات Meta الجديدة.

ذو صلة