تصريحات نارية من سام ألتمان تكشف توقع إيلون ماسك بفشل OpenAI الكامل

صرّح سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI بأن إيلون ماسك، أحد أبرز مؤسسي الشركة في بداياتها، كان قد توقّع قبل أعوام أن فرص نجاح OpenAI تساوي صفرًا. هذا التصريح أعاد إلى الواجهة الخلاف المتصاعد بين الرجلين في ظل منافسة مباشرة بين OpenAI ومشروع ماسك الموازي xAI، ليس فقط على مستوى التقنية بل أيضًا داخل المحاكم وأسواق المواهب، ما يجعل القصة انعكاسًا للتوتر الذي بات يحيط بمستقبل صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية.

الخلاف بين الطرفين ليس وليد اليوم. ففي عام 2018 غادر ماسك مجلس إدارة OpenAI معلنًا شكوكه حول جدوى المشروع. لكن مع انطلاقة ChatGPT في 2022، تبدّل المشهد سريعًا حيث أثبتت الشركة قدرتها على الانتقال من مختبر للتجارب إلى لاعب رئيسي يقود السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي. حينها، بدا أن تصريحات ماسك السابقة تحولت إلى عبء معنوي عليه، خاصة مع تصاعد شعبية منتجات OpenAI وانتشارها الواسع في الاستخدامات اليومية.

جاءت مقابلة ألتمان الأخيرة لتكشف مزيدًا من التفاصيل، حيث أشار إلى أن ماسك قال له بوضوح: "لن يكون لـ OpenAI أي فرصة"، مما شكل صدمة مبكرة له وللفريق المؤسس. هذه الكلمات لم تعد مجرد ذكريات شخصية، بل تحولت مع مرور الوقت إلى نقطة محورية لفهم طبيعة الصراع القائم اليوم.

خلال الأشهر الأخيرة، بدأ الخلاف يتجاوز التصريحات الإعلامية ليصل إلى أروقة المحاكم. فقد رفعت شركة xAI المملوكة لماسك دعوى قضائية ضد OpenAI وApple متهمة إياهما بممارسات احتكارية مرتبطة بدمج ChatGPT بشكل أصيل داخل أجهزة Apple الجديدة. وبحسب أوراق الدعوى، ترى xAI أن هذه الشراكة تمنح OpenAI تفوقًا واضحًا يضع تطبيق Grok المطوَّر من قبل xAI في موقع تنافسي ضعيف، خاصة أن بيانات متجر App Store أظهرت تربع ChatGPT على رأس قائمة التطبيقات المجانية، بينما تراجع Grok إلى المرتبة السادسة.

المعارك القانونية لم تتوقف هنا، إذ حصلت xAI على حكم يمنع أحد المهندسين السابقين لديها من الانتقال إلى OpenAI، متهمة إياه بمحاولة نقل أسرار تجارية تخص آليات تطوير Grok. هذه الحوادث توضح أن الصراع لم يعد شخصيًا فحسب، بل بات مرتبطًا بشكل مباشر بمعركة السيطرة على الكفاءات والابتكارات.

الجدل ازداد اشتعالًا بعدما تناولت المقابلة أيضًا قضية وفاة الباحث السابق في OpenAI سوشير بالاجي، إذ ارتبطت بملابسات مثيرة للشكوك، ما فتح الباب أمام موجة تكهنات وتعليقات من ماسك على منصة X. ورغم أن السلطات صنفت الحادث كانتحار، فإن الجدل الإعلامي وتباين السرديات شكّل عاملًا إضافيًا في تأجيج التوتر بين الطرفين.

السؤال الأكثر إلحاحًا الآن: هل ستدفع هذه المواجهة المباشرة عجلة الابتكار إلى الأمام عبر المنافسة، أم أنها ستؤدي إلى بيئة مشبعة بالنزاعات القانونية والإعلامية تعيق التطور؟ بالنظر إلى حجم الاستثمارات والرهانات السياسية المرافقة لصناعة الذكاء الاصطناعي، تبدو الإجابة أقرب إلى مزيج بين المسارين: منافسة تُسرّع وتيرة التطوير، لكنها تزرع في الوقت نفسه انقسامات قد تؤثر على مسار الصناعة برمتها.

في مشهد تتسارع فيه الخطوات نحو بناء منصات ذكاء اصطناعي أكثر تكاملًا وانتشارًا، يظهر الخلاف بين ألتمان وماسك كجزء من معركة أكبر: من يضع معايير المستقبل؟ هذه ليست فقط قصة شخصيتين متناقضتين، بل انعكاس لصراع عالمي على النفوذ التكنولوجي، حيث لا يُغفر أي خطأ في التقدير، ولا يُترك أي تحالف دون حساب.