ذكاء اصطناعي

Claude أصبح قادرًا على ابتكار منصة Slack خلال دقائق!

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

شركة Anthropic تطور قدرات جديدة لنموذجها الذكي «Claude» لبناء تطبيقات أعمال متكاملة.

قدرة Claude تسمح بتحليل ومحاكاة التطبيقات المشهورة مثل Slack وSalesforce لتحسين الإنتاجية.

التحسينات تطور الذكاء الاصطناعي ليتجاوز فكرة المساعد إلى بناء هيكل برمجي شامل.

يمكن لتطبيقات توليدية مثل Anthropic تقليل الكلفة التشغيلية بنسبة تصل إلى 60%.

تعكس هذه التطورات تحولًا نحو رؤية الشركات للذكاء الاصطناعي كمحرك للإبتكار والإنتاج.

أعلنت شركة Anthropic عن تطوير قدرات جديدة في نموذجها الذكي «Claude»، تتيح له بناء تطبيقات أعمال متكاملة على غرار منصات شهيرة مثل Slack وSalesforce، في خطوة تهدف إلى تقليص اعتماد فرق تكنولوجيا المعلومات على برمجيات الشركات الكبرى وتحسين الإنتاجية الداخلية ضمن المؤسسات.


ذكاء اصطناعي يكتب تطبيقات الشركات

تُشير الشركة إلى أن أدوات البرمجة التوليدية في نسختها الجديدة باتت قادرة على تحليل بنية تطبيق موجود ثم محاكاته على مستوى الواجهات، العمليات الخلفية، وربط قواعد البيانات، ما يسمح للمؤسسات ببناء أدوات تواصل وإدارة داخلية شبه مطابقة للأصل من دون الحاجة إلى فرق تطوير كبيرة. وبحسب ما نقل موقع The Information، فإن هذا التوجّه يمثل قفزة في مجال الأتمتة المؤسسية بعد موجة أدوات الكود التوليدي التي ظهرت في 2023 و2024.


تحوّل في طبيعة تطوير تطبيقات المؤسسات

خلال العامين الماضيين، اعتمدت المؤسسات الكبرى على أدوات مساعدة للمطوّرين، لكنها بقيت محدودة الدقة ولا تُنتج تطبيقات موثوقة. أما مع التحسينات الأخيرة في التعلم السياقي للنماذج اللغوية واسعة النطاق (LLMs)، فقد أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي تحليل مستويات الأمان، الأذونات، وتدفق البيانات بين الأقسام المختلفة ضمن المنظومة.

  • إمكانية إنشاء واجهات دردشة داخلية مخصصة.
  • إدارة مهام وتشغيل آلي للتقارير اليومية وطلبات الدعم.
  • دمج أدوات المؤسسة الحالية (مثل Google Workspace وAsana).
  • تحكم أفضل في الخصوصية عبر النشر على خوادم الشركة المحلية.

في مقاربة قريبة من فلسفة "الذكاء الاصطناعي المطبق"، تسعى Anthropic إلى تجاوز فكرة المساعد الكتابي إلى بنية برمجية كاملة يمكنها التكيّف مع بيئة كل مؤسسة. ولم تكشف الشركة تفاصيل الأسعار أو شروط الترخيص بعد، إلا أن بعض العملاء التجريبيين يختبرون قدرات النظام في قطاعات الخدمات المالية والرعاية الصحية، وفقًا للمصادر.


ما وراء الحماس: فرص وتحديات محتملة

يرى محللون أن تمكين المؤسسات من إعادة إنتاج تطبيقات شهيرة مثل Slack أو Notion داخليًا قد يقلّل الكلفة التشغيلية بنسبة تصل إلى 60%، لكنّه يفتح في المقابل بابًا لمخاوف تتعلق بجودة الصيانة والدعم الأمني. كما أن الاعتماد المكثّف على البيانات الداخلية لتوليد الشيفرة قد يثير إشكالات في حوكمة البيانات وحقوقها.


«لم تعد الفكرة مجرد كتابة كود، بل فهم النظام كله وبنائه من جديد»، كما أوضح أحد مهندسي الشركة في منشور تقني.

في المقابل، يُتوقع أن تعيد هذه المقاربة تعريف دور فرق تكنولوجيا المعلومات، من التنفيذ البرمجي إلى الإشراف والتدقيق في مخرجات الذكاء الاصطناعي. وقد سبقت شركات كبرى مثل OpenAI وGoogle إلى تجارب مشابهة في نماذجها المؤسسية، لكن Anthropic تراهن على دقّة «Claude» في فهم تعليمات اللغة الطبيعية الطويلة المعقدة، مما يتيح كفاءة أعلى في توليد التطبيقات متعددة الطبقات.


ذكاء اصطناعي يغيّر خريطة أدوات العمل

ذو صلة

الاهتمام المتزايد بأتمتة التطبيقات الداخلية يعكس تحوّلًا في رؤية الشركات تجاه الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة دعم إلى محرك ابتكار وإنتاج فعلي. وإذا أثبتت حلول Anthropic فعاليّتها، فقد نشهد خلال العامين المقبلين انتشار «تطبيقات توليدية» بديلاً عن الاشتراكات التجارية التقليدية، ما سيخلق ضغطًا جديدًا على نماذج أعمال عمالقة البرمجيات السحابية.

في النهاية، يبدو أن الصراع في ميدان الذكاء الاصطناعي المؤسسي لم يعد يدور حول من يقدّم النموذج الأذكى، بل حول من يستطيع تمكين الآخرين من بناء أدواتهم الخاصة بأعلى درجات المرونة والأمان. ومن هنا قد تكون الخطوة التالية في عالم البرمجة هي أن يصبح كل عمل شركة تطبيقًا فريدًا من صنع ذكائها الاصطناعي.

ذو صلة