كيف تخطط شركة أنثروبيك لمنع ذكائها الاصطناعي من تطوير أسلحة نووية وهل سينجح هذا النهج

2 د
أعلنت Anthropic عن شراكة مع وزارة الطاقة لضمان استخدام آمن للذكاء الاصطناعي.
تهدف الشراكة لمعرفة النوايا الخبيثة قبل حدوث الفعل غير المرغوب.
تتداخل الأخلاقيات مع البرمجة لضمان تمييز الذكاء الاصطناعي بين النوايا الجيدة والسيئة.
هذا التعاون يعكس وعيًا بخطورة المعرفة عبر الشبكة والحاجة لتحالف أوسع.
يثير التعاون جدلاً حول تحقيق التوازن بين الأمان والسيطرة على الابتكار العلمي.
قبل أن يفتح أحدنا متصفحه صباحًا ليجرب محركًا ذكيًا جديدًا، هناك من يفكر في الجانب المظلم لتلك التقنية نفسها. تخيّل أن برنامج دردشة بإمكانه أن يساعد طالبًا على فهم الذرة، لكنه قد يوجّه آخر نحو بناء سلاح نووي. هذه الفكرة المرعبة كانت الدافع وراء إعلان شركة Anthropic مؤخراً عن شراكة مع وزارة الطاقة الأمريكية لتطوير آلية تضمن أن ذكاءها الاصطناعي "كلود" لن يكون جزءًا من أية محاولة لاستخدام العلم في التدمير.
ذكاء صناعي يعيد رسم حدود الأمان
تسعى Anthropic، وهي من أبرز شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، إلى إعادة تعريف ما يمكن وما لا يمكن أن تفعله النماذج اللغوية. فبدل الاعتماد فقط على الرقابة الداخلية أو الفلاتر التقليدية، قررت أن تدخل في شراكة مع مؤسسات حكومية مسؤولة عن أكثر الأسرار حساسية في الولايات المتحدة. الهدف بسيط في ظاهره لكنه معقد في جوهره: أن يفهم الذكاء الاصطناعي ما هو خطر، قبل أن يُطلب منه فعل الخطر نفسه.
بين الأخلاقيات والتقنية الدقيقة
القضية ليست مجرد برمجة كلمات محظورة، بل بناء آلية تقييم معرفية داخل النموذج ذاته. فكيف يمكن تعليم نظام لغوي واسع النطاق أن يميّز بين نقاش علمي مشروع وسؤال يحمل نوايا عدائية؟ هذا السؤال يعكس مدى تداخل الأخلاق بالمنطق البرمجي، ومقدار الثقة التي نمنحها للخوارزميات كي تفهم نوايانا البشرية.
"الذكاء الاصطناعي لا يخاف لكنه قد يتعلّم أن يخاف بالنيابة عنا، إذا علمناه السياق." – باحث في السلامة الرقمية
تحالف غير مسبوق بين القطاعين العام والخاص
من النادر أن نرى شركات تكنولوجيا تدخل بهذه الشفافية في تعاون مباشر مع أجهزة حكومية أمنية. هذا التعاون يعكس إدراكاً متنامياً بأن المخاطر لم تعد مقتصرة على التطبيقات العسكرية أو النووية، بل تشمل كل لوحة مفاتيح تتصل بالشبكة. ولعلها المرة الأولى التي نرى فيها خوارزمية تُصمم بمعرفة الذين يحمون المختبرات ذاتها من تسرب المعرفة الحساسة.
الجدل بين الحماية والسيطرة
مع ذلك، تثير الخطوة خلافًا واسعًا بين خبراء الذكاء الاصطناعي. هناك من يرى أنها ضرورة أخلاقية تقي العالم من طموحات مدمّرة، فيما يحذر آخرون من أن التعليمات الأمنية قد تتحول إلى سلاح رقابي يقيّد البحث العلمي الحر. وفي الحالتين، يبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة تتحد فيها الدقة التقنية مع السياسة في معركة غير مرئية على حدود المعرفة.
ما بعد النووي: مسؤولية الذكاء المقبل
ما فعلته Anthropic قد يكون سابقة ترسم نهجًا لأجيال قادمة من النماذج الذكية التي تدرك أن قوتها يجب أن تُستخدم بحذر. ربما سنرى مستقبلًا تصبح فيه الشراكات بين مطوري الذكاء والمؤسسات الحكومية قاعدة لا استثناء. لكن ذلك يطرح تساؤلاً أعمق: هل ينبغي أن نحمي الذكاء الاصطناعي من البشر، أم نحمي البشر من الذكاء ذاته؟









