كلود الجديد من أنثروبيك: زميلك الذكي الذي يبرمج بلا توقف لمدة 30 ساعة

4 د
أطلقت شركة Anthropic نموذج Claude Sonnet 4.
5، مؤكدةً أنه الأفضل في البرمجة.
يُسجل النموذج 77.
2% في معيار SWE-bench، متفوقًا على إصدارات OpenAI الأحدث.
تابع تنفيذ المهام البرمجية لأكثر من 30 ساعة، مميزًا نفسه بالموثوقية العالية.
رغم كفاءة Claude، تتفوق OpenAI في الأسعار، مما يشكل ضغطًا على القرار التجاري للشركات.
تعكس المنافسة تسارعًا في تبني الشركات للذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من بنيتها التحتية.
أعلنت شركة Anthropic من سان فرانسيسكو عن إطلاق نموذجها الجديد Claude Sonnet 4.5، مؤكدة أنه "الأفضل في مجال البرمجة" بعد أن تمكن من تحقيق نتائج غير مسبوقة في اختبارات الأداء على مشاريع برمجية معقدة. اللافت في الإعلان أن النموذج قادر على متابعة مهام الترميز المستمرة لما يتجاوز 30 ساعة متواصلة، وهو ما يفتح الباب أمام استخدامات عملية واسعة للشركات التي تعوّل على الأتمتة عالية الموثوقية.
تفوق ملحوظ في معايير الاختبار
النموذج سجل 77.2% على معيار SWE-bench Verified المخصص لتقييم كفاءة الأنظمة في إصلاح الشيفرات البرمجية، متجاوزًا حتى أحدث إصدارات OpenAI مثل GPT-5. كما أظهر تحسنًا لافتًا في اختبار OSWorld، حيث ارتفعت درجته من 42.2% في الإصدار السابق Claude Sonnet 4 إلى 61.4%، وهو مؤشر على سرعة تطور قدرات النماذج في التعامل مع أنظمة التشغيل والبرمجيات الواقعية.
- أداء برمجي غير مسبوق مقارنة بالمنافسين. - متابعة تنفيذ مهام طويلة حتى 30 ساعة بلا انقطاع. - تقدم في التفاعل مع واجهات البرامج (OSWorld). - تحسّن في اختبارات الأمان ضد هجمات "حقن الأوامر".
الجدل حول الأسعار وتركيز العملاء
رغم أن قدرات النموذج متقدمة، فإن المنافسة مع OpenAI دخلت مرحلة أكثر حساسية بفعل الأسعار. تشير التقارير إلى أن API الخاص بـ GPT-5 يقدم تكلفة أقل بسبع مرات في بعض الحالات مقارنة بخدمة Claude، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الشركات عند اختيار المزود. ورغم ذلك، حافظت Anthropic على أسعارها السابقة (3 دولارات لكل مليون Token إدخال و15 دولارًا للإخراج)، معتبرة أن القيمة تكمن في الأداء والاستقرار على المدى الطويل.
لكن ما يثير التساؤلات حقًا هو اعتماد الإيرادات بشكل كبير على تطبيقين أساسيين هما Cursor و GitHub Copilot، إذ يشكلان معًا أكثر من 1.4 مليار دولار من دخل الشركة. هذا التركّز في قاعدة العملاء قد يبدو مخاطرة في حال أعادت الشركات النظر في شراكاتها بسبب الأسعار أو الخدمات البديلة.
"Sonnet 4.5 يقدّم أفضل أداء برمجي متاح حاليًا"، بحسب متحدث باسم Anthropic.
من سباق النماذج إلى سباق التبني
إطلاق Claude Sonnet 4.5 يأتي بعد سبعة أسابيع فقط من إصدار GPT-5، ما يعكس سرعة وتيرة سباق النماذج اللغوية الكبرى. لكن ما يبدو أهم من المنافسة التقنية هو التحول الكبير في سلوك المؤسسات: فقد تضاعف إنفاقها على واجهات برمجة النماذج ليبلغ 8.4 مليار دولار خلال ستة أشهر فقط، وفق بيانات Menlo Ventures. هذا الاتجاه يكشف أن الشركات باتت ترى الذكاء الاصطناعي في موقع أقرب إلى "البنية التحتية" لا مجرد أداة تجريبية.
في السياق نفسه، يثير التنافس الحالي أسئلة استراتيجية حول ما إذا كان العامل الحاسم للمستقبل سيكون الأداء المستمر أم الكلفة التشغيلية. ففي حين يميل العديد من قادة التقنية إلى تفضيل النموذج الأحدث بفضل كفاءته، فإن أسعار GPT-5 المغرية قد تقود إلى موجة تحول مفاجئ. ومن الجدير الإشارة إلى أن أكثر من ثلث المؤسسات فقط تبدي استعدادًا للانتقال إلى مزود مختلف، ما يمنح Anthropic فرصة للاستفادة من ثقة الزبائن الراسخة حتى الآن.
ويذكر أن المنافسة الراهنة تأتي في سياق عالمي أكثر اتساعًا، حيث أعلنت Anthropic خططًا لتوسيع وجودها الدولي عبر مضاعفة فرقها خارج الولايات المتحدة، في وقت تواجه فيه تكاليف قانونية مرتبطة بتسوية حقوق النشر بلغت 1.5 مليار دولار. مثل هذه المعطيات تبرز عمق الرهانات التي لم تعد مقتصرة على الأداء التقني وحده بل تشمل الجوانب التنظيمية والقانونية أيضًا.
مستقبل العمل مع الذكاء الاصطناعي
القدرة على إنجاز مهام برمجة متصلة لأكثر من 30 ساعة ربما تبدو للوهلة الأولى إنجازًا مختبرًا تقنيًا، لكنها تعكس تحولًا عمليًا في كيفية بناء البرمجيات وإدارة فرق التطوير. إذا استطاعت النماذج تجاوز معضلة الأسعار وتوفير اعتماد طويل الأمد، فقد تصبح أشبه بـ "زميل افتراضي" يعمل بسلاسة مع المطورين، مما يعيد تعريف أدوار البشر في دورة الإنتاج البرمجي. ويبقى السؤال الأهم: هل يفضّل قادة التقنية الأداء المتفوق مهما كانت كلفته، أم أن ضغط الميزانيات سيقود إلى تبنٍ أكثر حذرًا للنماذج المتنافسة؟ ما يتضح اليوم أن سباق الذكاء الاصطناعي يدخل مرحلة جديدة، قوامها ليس فقط من يكون الأسرع، بل من ينجح في أن يصبح الخيار الأكثر استدامة للشركات حول العالم.









