آبل تتفاوض لاستحواذ محتمل على خبرات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في شركة برومبت

3 د
تجري آبل محادثات لضم فريق "برومبت إيه آي" لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي.
تركز المفاوضات على نقل الأصول البرمجية والموارد البشرية دون الاستحواذ الكامل.
تساهم الصفقة في دعم منصة HomeKit بالتقنيات الذكية لتحليل المشاهد المنزلية.
يدل التحرك على اهتمام بقدرات الذكاء الاصطناعي المدمجة محليًا لأجهزة آبل.
أفادت تقارير حديثة أن شركة آبل تجري مفاوضات متقدمة لضم فريق المهندسين والتقنيات الخاصة بشركة "برومبت إيه آي" (Prompt AI) المتخصصة في الرؤية الحاسوبية، في خطوة تهدف لتعزيز قدرتها الداخلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعرف البصري، دون الحاجة إلى الاستحواذ الكامل على الشركة الناشئة.
تركيز على المواهب لا على الملكية
بحسب تقرير CNBC، تتركز المفاوضات حول نقل فريق برومبت الهندسي والأصول البرمجية إلى آبل مباشرة، بدلًا من تنفيذ عملية استحواذ تقليدية تشمل الكيان التجاري بالكامل. وأبلغت إدارة برومبت موظفيها خلال اجتماع داخلي في 9 أكتوبر 2025 أن الصفقة قيد الإنهاء، طالبة منهم الحفاظ على سرية النقاشات خلال الفترة الانتقالية.
تُظهر هذه الخطوة توجهًا متزايدًا لدى الشركات التقنية الكبرى نحو شراء الخبرات البرمجية والفرق المتخصصة بشكل انتقائي، وهي مقاربة سبق أن اعتمدتها آبل في مجالات مشابهة، مثل استحواذها على فرق تعمل في شريحة الذكاء الاصطناعي للصور في أعوام سابقة، لدعم منظومة Vision Pro ومنتجاتها المنزلية الذكية.
وداع لتطبيق «سيمور» وتركيز جديد على المنزل الذكي
تأسست برومبت عام 2023 على يد الباحثين تيت شياو وتريفور داريل من مختبر الذكاء الاصطناعي في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، وبعد حصولها على تمويل أولي بقيمة 5 ملايين دولار، طورت منتجها الرئيسي «سيمور» (Seemour)، الذي يربط الكاميرات المنزلية الذكية بتقنيات التعرف على الأشخاص والحيوانات والأجسام، ويرسل تنبيهات نصية للمستخدمين عند اكتشاف نشاط غير مألوف.
غير أن الشركة أقرت في وقت لاحق بأن نموذجها التجاري لم يحقق استدامة مالية رغم نجاح التقنية، وقررت وقف التطبيق وحذف بيانات المستخدمين التزامًا بسياسة الخصوصية. وتشير مصادر التقرير إلى أن هذه التقنيات، إلى جانب فريق التطوير الأساسي، سيتم دمجها ضمن قسم HomeKit التابع لآبل، مما قد يمنح الشركة دفعة ملموسة في تطوير منتجات الرؤية الذكية داخل منظومتها المنزلية.
صفقات صغيرة.. تأثير كبير
في السنوات الأخيرة، شهد سوق الذكاء الاصطناعي سلسلة من الصفقات “الهادئة” تركز على المواهب والتقنيات الدقيقة أكثر من الصفقات العملاقة. فعلى سبيل المثال، استثمرت ميتا نحو 14.3 مليار دولار في "سكيل إيه آي"، فيما رتبت غوغل صفقة بقيمة 2.4 مليار دولار لضم أصول مرتبطة بـ"Windsurf". إلا أن خطوة آبل تبدو موجهة نحو بناء قدرات طويلة المدى داخل أجهزتها وخدماتها بدلًا من التوسع الأفقي السريع.
- نقل الكفاءات بدل الاستحواذ الكامل لتقليل التكلفة والبيروقراطية.
 
- تعزيز قدرات HomeKit في التعرّف البصري وتحليل المشاهد داخل المنزل.
 
- التخلص من التطبيقات المستقلة لصالح التكامل الكامل داخل منظومة آبل.
 
- اكتساب خبرة أكاديمية عميقة من باحثي مختبر بيركلي للذكاء الاصطناعي.
 
ما وراء التحرك: تعزيز الذكاء الاصطناعي داخل الأجهزة
يشير توقيت الصفقة إلى رغبة آبل في تسريع بناء نموذج ذكاء اصطناعي يعمل محليًا على الأجهزة (On-device AI) لتقليل الاعتماد على السحابة، وهو توجه تحرص الشركة على ربطه بالخصوصية وكفاءة الطاقة. ويُحتمل أن تسهم تقنيات برومبت في دعم هذه الرؤية، خصوصًا فيما يتعلق بمعالجة الصور والفيديوهات محليًا ضمن النظام الأمني للمنزل.
رغم أن مبالغ الصفقة لم تُعلن، يؤكد مسارها أن صراع شركات التقنية لم يعد فقط على هياكل الشركات، بل على جودة الأشخاص الذين يبنون الجيل القادم من واجهات الذكاء الاصطناعي. وقد يكون تأثير مثل هذه التحركات أقل ظهورًا في العناوين العاجلة، لكنه غالبًا ما يُقرر شكل الابتكار القادم داخل كل منزل وجهاز.









