ذكاء اصطناعي

تعرّف على أسرار النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أبل تطلق حزام "Dual Knit Band" لتحسين راحة نظارة "فيجن برو".

المعالج الجديد M5 يحسن الأداء ولكن الحزام هو الحدث الأبرز هذا الشهر.

الحزام الجديد يوازن الوزن ويوفر راحة أكبر بدون تغييرات في العتاد.

المستخدمون فضلوا التجربة الإنسانية على التحديثات التقنية البحتة.

السعر الباهظ لا يجذب زبائن جدد، لكن يغير فلسفة أبل المستقبلية.

في اللحظة التي يضع فيها المستخدم نظارة «فيجن برو» على رأسه، يشعر بوزن المستقبل على جبهته حرفيًا. تجربة غامرة، نعم، لكنها لم تكن مريحة. بعد أشهر من الشكاوى وتعديلات المستخدمين بأنفسهم، قررت أبل أخيرًا أن تستمع جيدًا — ليس بتغيير التكنولوجيا داخل النظارة، بل بما يلتف حولها: الحزام.


راحة الرأس قبل قوة المعالج

الإصدار الجديد من «فيجن برو» يأتي هذا الشهر بمعالج M5 أسرع قليلًا، لكن الحدث الحقيقي يكمن في الحزام الجديد الذي أسمته أبل «Dual Knit Band». إنه اعتراف ضمني بأن مشكلة الجهاز لم تكن في العتاد أو البرمجيات، بل في تجربة الاستخدام اليومية. بعد عام من الانتقادات حول الألم والضغط والتعب، أعادت أبل التفكير في الأساسيات: كيف يمكن وضع حاسوب على الوجه دون أن يصبح عبئًا وثقلًا؟


تصميم يعيد التوازن

الحزام الجديد أثقل قليلًا، لكن ذلك الوزن الإضافي ليس سلبيًا. فالتبطين الأعمق والحشوات المعدنية الخلفية تعمل مثل أثقال موزونة تخلق توازنًا أفضل بين الجبهة والخلف، وهو تفصيل صغير لكنه يغيّر التجربة كليًا. كثيرون ممن جربوه تحدثوا عن شعور بخفة الرأس رغم بقاء الجهاز نفسه بوزنه الكامل. إنها المفارقة التي تصنعها الهندسة الجيدة: كيف يمكن للوزن الزائد أن يمنح راحة أكثر؟


ثماني سنوات من التطوير... ودقيقة من الارتداء

أنفق مهندسو أبل ثماني سنوات في تطوير «فيجن برو»، وفق تقارير بلومبرغ، لكن إصلاح مشكلات الراحة احتاج فقط إلى لحظة صادقة مع المستخدم. لقد اكتشفت الشركة أن التكنولوجيا التي تُلبس تحتاج إلى حسّ إنساني بقدر ما تحتاج إلى معالج قوي. المستخدم لا يهتم بعدد الترانزستورات بقدر ما يهتم بمدى خفة رأسه بعد عشرين دقيقة من الاستخدام.


المحتوى الثانوي: ثمن الراحة

بسعر 99 دولارًا للحزام منفصلًا، تبدو أبل وكأنها تبيع الحل الذي كان يجب أن يكون افتراضيًا منذ البداية. ومع ذلك، لا يتوقع أن يجذب هذا المكون الجديد زبائن جدد، لأن السعر الكلي للجهاز لا يزال عائقًا حقيقيًا. لكن في المقابل، يمثل الحزام الجديد تحولًا في فلسفة الشركة تجاه أجهزتها المستقبلية القابلة للارتداء، حيث الراحة لم تعد ملحقًا بل جزءًا من المنتج نفسه.


من تعديل المستخدم إلى نضج التجربة

خلال العام الماضي، ملأ المستخدمون الإنترنت بأفكارهم لصنع أحزمة بديلة، من شركات ملحقات إلى أدوات طبية، في مشهد ذكّر بصناعة حلول لما لم تقدمه الشركة رسميًا. والآن يأتي هذا الحزام كمنعطف رمزي: أبل تعترف بأن ابتكارها يحتاج لتعاون بشري وتجربة ميدانية حقيقية. التقنية التي تحيط بالوجه لا يمكن أن تُصمم في مختبر مغلق فقط، بل على رؤوس المستخدمين أنفسهم.

ذو صلة

الراحة كواجهة جديدة للتقنية

في النهاية، لا يمكن للحزام وحده أن يجعل «فيجن برو» أداة يومية بعد. لكنه يوضّح كيف تتجه التكنولوجيا نحو مرحلة جديدة، حيث تتراجع المواصفات أمام الإحساس البشري. المستقبل القابل للارتداء لن يُقاس فقط بعدد البكسلات أو سطوع الشاشة، بل بمدى نسيان المستخدم أنه يرتدي جهازًا أصلًا.

ذو صلة