ذكاء اصطناعي

آبل تعتمد الذكاء الاصطناعي للكشف عن إشعارات ضغط الدم بأسلوب مبتكر

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أطلقت آبل ميزة صحية في Apple Watch Series 11 لتنبيه بارتفاع ضغط الدم المحتمل.

تعتمد الميزة على خوارزميات ذكاء اصطناعي بدلاً من أجهزة قياس تقليدية.

تعمل هذه الخوارزميات بدمج معدل ضربات القلب ومستويات النشاط اليومي.

يمثل إدخال الذكاء الإصطناعي خطوة نحو مستقبل الصحة الرقمية المتكامل.

أعلنت شركة آبل عن ميزة صحية جديدة في ساعة Apple Watch Series 11، تتيح للمستخدمين تلقي إشعارات في حال رصد مؤشرات لاحتمالية ارتفاع ضغط الدم. المثير أن هذه الخاصية لا تعتمد على حساس ضغط دم مدمج، بل على خوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل بيانات الاستشعار الحيوي بشكل غير مباشر. الطرح الجديد جاء متزامنًا مع بدء طرح الجهاز في الأسواق العالمية يوم الجمعة.


ذكاء اصطناعي بديل لأجهزة القياس التقليدية

طوال سنوات، ارتبطت قدرة الأجهزة الذكية على تتبع الصحة بقيود العتاد المادي مثل الحساسات الطبية الدقيقة، وهو ما حدّ من دقتها أو فرض تكاليف باهظة. مع التحديث الجديد، تسعى آبل إلى تجاوز هذا التحدي باعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة للتنبؤ، بدلًا من الاعتماد التقليدي على أجهزة قياس ضغط الدم المنفصلة.

الميزة تعتمد على خوارزميات تعلّم آلي تم تدريبها على أنماط واسعة من بيانات المستخدمين، مثل معدل ضربات القلب، تباين نبضات القلب، ومستويات النشاط اليومي. ومن خلال دمج هذه المعطيات، يمكن للنظام التنبؤ باحتمالية وجود ضغط دم مرتفع وإطلاق تنبيه وقائي للمستخدم لاتخاذ الخطوة اللازمة.

- إشعارات فورية مرتبطة بمؤشرات حيوية دون الحاجة لجهاز قياس ضغط الدم التقليدي - اعتماد دائم على بيانات الاستشعار الموجودة أصلًا في الساعة - توفير وقائي للمستخدمين يتيح لهم مراجعة الطبيب مبكرًا - دعم مبدئي محدود لأسواق مختارة، مع توسع مرتقب لاحقًا


السياق الصحي والتجاري للتحديث

إدخال الذكاء الاصطناعي في تتبع ضغط الدم يمثل خطوة تعكس اتجاهًا متناميًا في دمج تقنيات الأتمتة التنبؤية في أجهزة المستهلك اليومية. لكن في المقابل، يثير هذا التوجه نقاشًا حول مدى دقة النتائج مقارنة بالأدوات الطبية المعتمدة، خصوصًا أن إشعارات الساعة ليست مقياسًا طبيًا رسميًا. الشركة أشارت في تصريحاتها أن الخاصية تهدف إلى تقديم تنبيه مبكر وليس تشخيصًا بديلًا.

من الناحية التجارية، يمثل هذا الاتجاه محاولة لتعزيز قيمة الساعة الذكية أمام منافسين مثل سامسونغ وفِتبت، حيث باتت التطبيقات الصحية عامل جذب رئيسي للمستهلكين. في وقت سابق، رأينا كيف دفعت إضافات مثل استشعار النوم أو قياس الأكسجين في الدم مبيعات الساعات الذكية إلى مستويات جديدة (تقرير عن دور الذكاء الاصطناعي في أجهزة فيتبت).


"الهدف هو توفير تذكير مبكر يتيح للمستخدم اتخاذ قرار صحي أفضل، وليس استبدال الطبيب أو الأجهزة الطبية"


ماذا يعني ذلك لمستقبل الصحة الرقمية؟

ذو صلة

دمج الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر يفتح الباب أمام مفهوم جديد للرعاية الصحية الرقمية: أجهزة المستهلك قد تتحول إلى خط دفاع أول، ترصد المخاطر المبكرة وتوجه المستخدم نحو الاستشارة الطبية الصحيحة. ومع زيادة الاعتماد على تقنيات مثل "RAG" (الاسترجاع المعزز بالمعرفة) وتحليلات البيانات المتقدمة، من المتوقع أن نشهد انتشار ميزات مشابهة في مجالات أخرى مثل رصد أمراض القلب أو السكري.

لكن يبقى السؤال الأساسي: هل سيمنح المستخدمون ثقتهم الكاملة في إشعارات تستند إلى تحليل تقني غير مباشر، أم سيتعاملون معها فقط كجرس إنذار مبدئي؟ الإجابة قد تحدد مستقبل العلاقة بين الأجهزة الذكية والقطاع الطبي، وربما تعيد تعريف الحدود بين ما هو "أداة استهلاكية" وما هو "أداة صحية معتمدة".

ذو صلة