Bluesky توزّع شارات الثقة… لكن من يحقّق في التحقق؟

4 د
أطلقت "بلوسكاي" نظامًا جديدًا للتحقق من هوية المستخدمين بعلامة توثيق زرقاء.
يتميز نظام التوثيق بإعطاء صلاحيات لجهات مستقلة "موثوق بها"، مثل "نيويورك تايمز".
قدّم المستخدمون استفسارات حول معايير التوثيق وأسبقية توثيق مؤسسات دون أخرى.
تخطط بلوسكاي للسماح لمزيد من المؤسسات بالمشاركة في المستقبل.
لا يزال النظام القديم للتحقق بالنطاق مستمرًا كتكميل للعلامة الزرقاء.
في خطوة لافتة أثارت كثيرًا من النقاش والتساؤلات بين المستخدمين، أطلقت شبكة التواصل الاجتماعي "بلوسكاي" نظامها الجديد للتحقق من هوية المستخدمين، أو ما يعرف بنظام "علامة التوثيق الزرقاء"، على غرار ما كان موجودًا في تويتر سابقًا قبل التحول إلى الاشتراكات المدفوعة التي انتهجها إيلون ماسك.
كيف يعمل نظام بلوسكاي الجديد؟
بحسب المعلومات التي أعلنتها بلوسكاي مؤخراً، فإن الهدف الأساسي من هذا النظام هو التأكيد على أن الحسابات الخاصة بالشخصيات المعروفة هي بالفعل حساباتهم الحقيقية والمصادق عليها، مما يساعد المستخدمين في تحديد موثوقية وأصالة ما يتم تداوله على المنصة.
ولكن الاختلاف الأبرز في استراتيجية بلوسكاي يكمن في المسار الذي اتخذته، والذي يميل إلى اللامركزية. بمعنى أن منصة بلوسكاي لا تحتكر عملية التحقق، بل منحت صلاحيات التوثيق لعدة مؤسسات مستقلة سمتها "الجهات الموثّقة الموثوقة" أو "Trusted Verifiers".
وأوضحت الشركة أن العملية حاليًا محدودة ومقيّدة، حيث سيتم اختيار عدد محدد من المؤسسات التي يمكنها إصدار العلامات الزرقاء، وكمثال عملي معروف، فإن صحيفة نيويورك تايمز حصلت على صلاحية إصدار العلامة الزرقاء لصحفييها، ولكن لغاية الآن لم تعلن الشركة عن كافة الجهات التي منحتها هذا الحق، أو حتى تفاصيل كيفية اختيار هذه الجهات.
هل سيتم فتح المجال أمام المزيد من المؤسسات للمشاركة؟
مديرة بلوسكاي "جاي غرابر" أوضحت أن هذه الخطوة لا تزال في مراحلها الأولى، وأن المجموعة الأولى من الجهات الموثوقة تتكون من مؤسسات إعلامية ومنافذ إخبارية كبرى، وقد أشارت أيضًا إلى خطة مستقبلية لإطلاق نموذج استمارة يمكن من خلالها تقديم طلبات رسمية للجهات الراغبة في الحصول على صلاحية التحقق من المستخدمين، لكنها لا تزال غير جاهزة ولم يُعلَن وقت طرحها بالتحديد.
حيرة وتساؤلات من المستخدمين
داخل المجتمع الرقمي وعلى منصات مثل ريديت وتويتر وبلوسكاي نفسها، ظهرت الكثير من التساؤلات بين المستخدمين. البعض عبّر عن قلقه حول معايير اختيار الحسابات المرشحة للتوثيق؛ لأن الشركة لم تقدم بعد إرشادات واضحة تبين المعايير الدقيقة التي ستُعتمد في تحديد المستخدمين الجديرين بهذه العلامة.
كذلك، هناك استفسارات حول بطء عملية التحقق والتفاوت في منح العلامة الزرقاء لوسائل إعلام دون أخرى في هذه المرحلة التجريبية المبكرة من النظام الجديد؛ على سبيل المثال تم توثيق حسابات مؤسسات إعلامية كبيرة مثل CNN وبلومبيرغ، بينما ما زالت مؤسسات أخرى مثل MSNBC وبوليتيكو دون علامة توثيق حتى الآن.
فهل هذا يعني أن هناك تفضيلات؟ ليس بالضرورة. ربما تعود هذه الفروقات إلى بطء عمليات التحقّق في مراحلها الأولية.
النظام القديم للتحقق باسم المجال الخاص بالحسابات باقٍ ومستمر
وحول النظام السابق الذي يعتمد على نطاق الانترنت الخاص بالمستخدم (Domain Verification)، أكدت بلوسكاي استمراره وذكرت أن أكثر من 270 ألف مستخدم استفادوا من هذه الطريقة سابقًا. وأوضحت أن هذا النظام القديم سيكون بمثابة طبقة إضافية مكملة لنظام العلامة الزرقاء الجديدة وغير إلزامية، مع تشجيع المنصة للمستخدمين المشهورين والمؤسسات الإعلامية على استخدامه كوسيلة مساعدة لتأكيد حساباتهم.
تساؤل مهم: ماذا لو حدث إساءة استخدام من جهات التحقق؟
المستخدمون أيضًا طرحوا تساؤلات حول احتمال إساءة أي جهة من "الجهات الموثوقة" للصلاحيات الممنوحة لها، كتلقي الأموال لقاء التوثيق مثلاً. ردًا على ذلك، أشار مدير التقنية في بلوسكاي بول فريزي إلى أن هناك إمكانيات لدى الشركة للتدخل وإلغاء هذه الصلاحيات إذا لزم الأمر، مع الاعتراف بعدم وجود سياسة واضحة للتعامل مع مثل هذه الحالات في الوقت الراهن.
لماذا اختارت بلوسكاي "علامة الصح" التقليدية؟
تساءل بعض المستخدمين حول سبب اختيار الشركة "علامة الصح" الزرقاء التقليدية بدلًا من رمز يتماشى أكثر مع هويتها مثل "الفراشة الزرقاء" التي اقترحها المستخدمون بشكل مرح في تعليقاتهم. وأوضح الفريق التقني لـبلوسكاي أنه تم تجربة ألوان عدة من العلامات ولكن علامة الصح الزرقاء كانت هي الأكثر تناسقًا مع هوية الموقع الحالية وأكثر وضوحًا للمستخدمين باعتبارها علامة متعارف عليها عالمياً كرمز للثقة والتوثيق.
أخيرًا.. رغم ما قدمته بلوسكاي من إيضاحات حول نظام التوثيق الجديد، لا تزال هناك الكثير من النقاط والتفاصيل التي تحتاج إلى كشف وتوضيح أكبر في الفترات القادمة، خصوصًا فيما يتعلق بالمعايير الدقيقة لمن يستحق التوثيق، والسرعة في التطبيق، وكيف يمكن تفادي حالات سوء الاستخدام المحتملة. وحتى توفر الشركة هذه التفاصيل، يبقى المستخدمون في حالة انتظار وترقب لما ستكشف عنه التطورات المقبلة في هذه التجربة الجديدة والمختلفة كليًا داخل عالم المنصات الاجتماعية الرقمية.