سقوط شبكة أدعية مزيفة تولّدها الذكاء الاصطناعي في البرازيل

3 د
فككت الشرطة البرازيلية شبكة احتيال تبيع نصوصًا روحية مزيفة عبر تقنيات متنكرة.
استهدفت الشبكة 35 شخصًا وأنشأت مركز اتصال لاستغلال المؤمنين روحانيًا عبر المكالمات والتواصل الاجتماعي.
سبب استغلال الثقة توسع العمليات وزيادة عدد الضحايا والمبالغ المدفوعة لقاء النصوص المزعومة.
تواجه العصابة تهم الاحتيال والتآمر، والنيابة العامة تدعو الضحايا لتقديم بلاغاتهم.
تبرز القضية التحديات القانونية المرتبطة باستخدام الأنظمة الذكية لإنتاج نصوص دينية مقنعة.
أعلنت الشرطة المدنية في ريو دي جانيرو عن تفكيك شبكة احتيال رقمية كانت تبيع نصوصًا روحية مزيفة صممت عبر أنظمة توليد نصوص رقمية متقدمة، مقابل نحو 50 ريالًا برازيليًا (10 دولارات) للقطعة. وجاءت العملية بعد عامين من تتبع النشاط الذي انطلق من مدينة نيلوبوليس ضمن منطقة بايكسادا فلومينينسي.n
تطوّر الخداع الديني عبر الإنترنت
كشفت التحقيقات أن الشبكة المكونة من 35 شخصًا أدارت مركز اتصال مخصصًا لاستهداف فئات مؤمنة عبر قنوات التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية. وكان أفرادها يتواصلون مع ضحاياهم مدّعين القدرة على تقديم نصوص روحانية مصممة خصيصًا لكل شخص، بادّعاء قدرتها على الشفاء أو جلب البركة.n
وفق تقرير نقلته محطة «سي أن أن البرازيل»، فإن بعض الضحايا تأثروا بالنصوص التي تلقوها إلى درجة أنهم عادوا لشراء مزيد من تلك النصوص بأسعار أعلى، مؤمنين بأنهم يتلقون عونًا روحيًا حقيقيًا. ومع ازدياد حجم الأموال المتداولة، توسعت الشبكة في نشاطها لتشمل مئات الحالات الموثقة.n
اعتمدت العصابة على تقنيات توليد النصوص الرقمية لتخصيص محتواها بشكل شبه مطابق لشخصية كل ضحية، بالاستناد إلى بيانات يتم جمعها أثناء المحادثات الأولى. وقد مكّنها هذا المستوى من التخصيص من كسب ثقة بعض العملاء وإقناعهم بالدفع مقابل «تجارب روحية استثنائية» مزعومة.n
يشير مختصون في أمن المعلومات إلى أن مثل هذه الأساليب تمثل نموذجًا حديثًا لـ«هندسة الوعي» الرقمي، حيث تُستخدم أدوات تحليل اللغة والسلوك لتكوين رسائل مقنعة. وتوضح هذه الحادثة المخاطر الاجتماعية المرتبطة بتكامل الأدوات الرقمية في الأنشطة العاطفية أو الدينية من دون رقابة أو وعي رقمي كافٍ.n
تداعيات قانونية وتقنية أوسع
وجّهت النيابة العامة البرازيلية للموقوفين تهم الاحتيال والتآمر الجنائي، مع دعوة الضحايا لتقديم بلاغاتهم رسميًا. وتعمل السلطات على تحليل البرمجيات وأجهزة الاتصال المضبوطة لتحديد مدى استخدام موارد رقمية خارجية أو واجهات توليد لغوي مستضافة على خوادم أجنبية.n
يرى محللون أن القضية تمثل اختبارًا جديدًا للإطار القانوني الذي ينظّم التعامل مع إنتاج النصوص عبر الأنظمة الذكية، خاصةً في المجالات التي تمس الاعتقاد أو المشاعر. ويمكن الاطلاع على تقرير سابق حول اتجاهات الاحتيال الرقمي ووسائل مكافحته لمزيد من الخلفية حول هذا النوع من الجرائم.n
nأما من الناحية التقنية، فإن الجمع بين تحليل البيانات اللغوية واستهداف المستخدمين عبر قنوات التواصل يطرح تساؤلات حول مستوى الحماية الواجب توفره في المنصات الرقمية الكبرى، ومدى مسؤوليتها عن الحد من أنماط الاستغلال العاطفي أو الديني التي تحدث عبرها.n
من المتوقع أن تدفع هذه القضية المؤسسات البرازيلية والعالمية إلى مراجعة أطر التحقق من المحتوى المخصص وتأصيل مفاهيم الشفافية الرقمية. ومع توسع استخدام الأنظمة اللغوية المتقدمة في مختلف المجالات، يصبح تعزيز الثقافة التقنية لدى المستخدمين أحد خطوط الدفاع الأساسية ضد استغلال الثقة.n









