ذكاء اصطناعي جديد من Cash App يساعدك على تتبع أموالك وحل مشاكلك المالية

بينما تُعيد الشركات التقنية التفكير في علاقتها بالمستخدم بعد موجة الذكاء الاصطناعي التي غيّرت شكل تعاملنا مع التطبيقات اليومية، أطلقت «كاش آب» تحديثها الخريفي الذي جاء حاملاً مزيجًا من الذكاء والتحليل المالي واللمسة الإنسانية. التحديث لا يقتصر على أرقام أو واجهات جديدة، بل قد يغيّر طريقة فهم المستخدم لأمواله اليومية بفضل مساعد افتراضي يفهم أسئلته ويقترح عليه حلولًا عملية.

تقدّم «كاش آب» ضمن هذا التحديث مساعدها الذكي الجديد «ماني بوت» القادر على تحليل أنماط الإنفاق والدخل وتقديم اقتراحات للحفاظ على التوازن المالي، بل وحتى توجيه المستخدم نحو الادخار أو الاستثمار. يستطيع المستخدم أن يسأل المساعد أسئلة مباشرة مثل «ما مصاريفي الشهر الماضي؟»، ليحصل على إجابة مبنية على بيانات حقيقية وتحليل لحظي.

هذه الخطوة تُبرز التحوّل من مجرد تطبيق مصرفي إلى أداة تتعايش مع المستخدم في قراراته المالية اليومية، وتمنحه رؤية أعمق لتصرّفاته المالية أكثر من أي كشف حساب تقليدي.

تواصل الشركة المالكة، «بلوك» بقيادة جاك دورسي، التوجه نحو تبني مدفوعات البيتكوين كجزء من التجربة اليومية. فالتطبيق سيسمح باكتشاف المتاجر التي تقبل البيتكوين على خريطة جديدة، مع إمكانية الدفع باستخدام الدولار وتحويله لحظيًا إلى بيتكوين عبر شبكة Lightning. يبدو أن الهدف هو جعل التعامل بالعملات الرقمية آمنًا وسلسًا دون الحاجة لأن يكون المستخدم خبيرًا في التقنية المالية.

كما تخطط «بلوك» لإتاحة إرسال واستقبال العملات المستقرة مستقبلًا، مما يعزز مكانة التطبيق كجسر عملي بين النقود التقليدية والاقتصاد اللامركزي.

أعادت الشركة تصميم برنامج المكافآت ليصبح أكثر مرونة، تحت اسم «كاش آب غرين»، حيث يتأهّل المستخدمون الذين ينفقون 500 دولار شهريًا أو يتلقون إيداعات تتجاوز 300 دولار للحصول على مزايا مثل رفع حدود الاقتراض، وتغطية مجانية للسحب على المكشوف، وعائد سنوي يصل إلى 3.5% على المدخرات.

بهذا النظام، لا تقتصر العلاقة بين المستخدم والتطبيق على التحويلات والدفع، بل تتحوّل إلى علاقة مالية متبادلة توفر حوافز للاستمرار والاستخدام النشط.

يُتيح التحديث أيضًا حسابات للمراهقين بعائد مماثل للمستخدمين الكبار ومن دون حد أقصى للرصيد، وهو توجه يعكس انفتاح الشركة على جيل جديد يتعامل مع المال عبر واجهة رقمية منذ سنواته الأولى، ما يشير إلى تحوّل في ثقافة الاستقلال المالي المبكر بفضل التطبيقات المالية الذكية.

كما وسّعت الشركة خدمة «كاش آب بورو» لتشمل 48 ولاية أمريكية، مع إدماج بعض مزايا «اشتر الآن وادفع لاحقًا» الخاصة بـ«أفتر باي» داخل التطبيق ذاته.

أن يضيف تطبيق للدفع الشخصي مساعدًا ذكيًا قادرًا على التحليل والمحادثة يعني أن مرحلة جديدة بدأت في عالم الخدمات المالية. فبدلاً من أن يبحث المستخدم عن المعلومات داخل القوائم، أصبحت المعلومات نفسها تتحدث إليه، تذكّره وتفهم عاداته وتمنحه اقتراحات مدعومة بالبيانات.

التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والتمويل يفتح الباب لأسئلة أخلاقية وتنظيمية، لكنّه أيضًا يحمل وعدًا بعلاقة أكثر وعيًا بين الإنسان وماله. ومع دخول مفاهيم مثل العملات المشفّرة، والإقراض الفوري، والمساعدة الذكية في تطبيق واحد، تبدو «كاش آب» وكأنها تعيد رسم حدود البنك الشخصي في العصر الرقمي.