ذكاء اصطناعي

خرائط Google تدخل عصر الذكاء الاصطناعي: أنشئ مشاريعك التفاعلية بنفسك!

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

غوغل تطلق أدوات ذكية تجعل خرائطها منصة للإبداع والتجربة البرمجية الحديثة.

يوفر الذكاء الاصطناعي كتابة مشاريع برمجية بمجرد أوامر وصفية بسيطة.

تُجيب الخرائط عن أسئلة واقعية باستخدام ميزة Grounding Lite.

يمكّن MCP Server المبرمجين من التفاعل السريع مع وثائق Google Maps API.

غوغل تدمج Gemini لتحسين التفاعل الصوتي والمرئي أثناء القيادة في "خرائط غوغل".

في مشهد التقنية المتسارع نحو الذكاء الاصطناعي التفاعلي، قررت غوغل أن تجعل خرائطها أكثر من مجرد أداة ملاحة أو استكشاف جغرافي، بل منصة للإبداع البرمجي والتجربة الذكية. بإطلاقها مجموعة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي المدمجة مع نماذج «Gemini»، تفتح الشركة الباب أمام المطورين والمستخدمين لتصميم مشاريع تفاعلية على «Google Maps» بأوامر وصفية بسيطة، ليصبح بناء التطبيقات المعتمدة على الخرائط أقرب إلى محادثة ذكية منه إلى عملية ترميز تقليدية.


ذكاء يولّد الأكواد على الخارطة

تقدّم غوغل ما تسميه «Builder Agent»، وهي أداة تتيح كتابة فكرة المشروع بلغة بشرية مثل «أنشئ جولة في الشوارع» أو «اعرض الفنادق الصديقة للحيوانات»، ليقوم الذكاء الاصطناعي بإنتاج الكود المناسب تلقائيًا. يمكن بعد ذلك تعديل المشروع أو اختباره أو تصديره وفق مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بالمستخدم. هذه النقلة تعيد تعريف العلاقة بين المبرمج والخريطة؛ فبدلاً من قراءة مئات الصفحات من التوثيق البرمجي، أصبح الحصول على نموذج أولي تفاعلي مسألة ثوانٍ فقط.


خريطة تستجيب للسياق والأسئلة

إلى جانب أداة البناء، تطرح غوغل ميزة «Grounding Lite» المبنية على معيار Model Context Protocol الذي يسمح لواجهات الذكاء الاصطناعي بالارتباط بمصادر بيانات خارجية. النتيجة خريطة قادرة على الإجابة عن أسئلة واقعية مثل «ما أقرب متجر بقالة لي؟» مع تمثيل بصري لحل السؤال في واجهة شبيهة بعرض القوائم أو الخرائط أو المشاهد الثلاثية الأبعاد. إنها خطوة تجعل التفاعل مع بيانات المكان أقرب إلى حوار مدعوم بالفهم البصري والمكاني في آن واحد.


مساعد الكود الجديد وفلسفة الفتح للمطورين

ضمن الحزمة الجديدة، تبرز أداة «MCP Server» التي تعمل كوسيط بين مطور الذكاء الاصطناعي ووثائق واجهات «Google Maps». هذه الأداة تتيح طرح الأسئلة مباشرة على المستندات التقنية والحصول على الإجابات في زمن قصير، ما يختصر الجهد المطلوب لتعلّم بيئة «Maps API». ومع دعم «Gemini» عبر الأوامر في واجهة سطر الأوامر الخاصة بغوغل، يتحول تطوير التطبيقات الجغرافية إلى عملية مدعومة بالذكاء الحدسي، يمكن فيها استدعاء البيانات المكانية أو المرئية من خلال محادثة واحدة.


الذكاء الاصطناعي في خدمة التنقّل اليومي

التحول لا يقتصر على المطورين. فغوغل بدأت بإدماج «Gemini» مباشرةً في تطبيق «خرائط غوغل» للمستخدمين، ليتمكنوا من التفاعل صوتيًا أثناء القيادة أو عند البحث عن وجهات جديدة دون لمس الهاتف. كما أضافت الشركة في الهند تنبيهات الحوادث وحدود السرعة في الوقت الفعلي، مما يجعل القيادة تجربة أكثر أمانًا وسلاسة تعتمد على تحليل الذكاء الاصطناعي وتغذية بيانات المجتمع المحلي.


بين حرية الإبداع ومسؤولية الاستخدام

من منظور أوسع، تمثل هذه الخطوات جزءًا من رؤية غوغل لتحويل منتجاتها إلى منظومات مفتوحة تتفاعل مع الذكاء الاصطناعي بمعايير موحدة. ومع ذلك، فإن هذا الانفتاح يطرح تحديات تتعلق بالخصوصية وسلامة البيانات، خصوصًا عندما تتحول المواقع الجغرافية إلى نقاط بيانات غنية بالمعنى والسياق. إن ربط النماذج اللغوية الضخمة بمعلومات دقيقة عن العالم الواقعي يعني وجوب وضع معايير أخلاقية وتقنية تواكب هذا المستوى من الاندماج.

ذو صلة

يبدو أن غوغل تراهن على مستقبل تكون فيه الخرائط منصّة للإنتاج لا مجرد وسيلة عرض. فكما غيّرت واجهات البرمجة حياتنا الرقمية قبل عقد، قد تغيّر أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة طريقة تعاملنا مع المكان ذاته. بين حدود الواقع ونصوص الأكواد، تنشأ اليوم خريطة جديدة للعالم—خريطة تصممها الكلمات.

ذو صلة