اكتشف كيف نجحت في إخفاء هويتي تماماً على ويندوز 11

3 د
يعتمد ويندوز 11 على حساب سحابي مما يفتح الباب لتدفق معلومات المستخدم.
يبدي بعض المستخدمين رغبة في العودة إلى الحساب المحلي لحماية خصوصيتهم.
تخزين الملفات الشخصية على السحابة يعرض الأمان لسياسات الشركات الكبرى.
تفعيل خدمة "القياس عن بُعد" في ويندوز يساهم في جمع بيانات المستخدم.
يمكن للمستخدم أن يقترب من الخصوصية عبر اتخاذ الحذر فيما يخص التصفح والتطبيقات.
في عالم يزداد فيه القلق من التتبع الرقمي، يبدأ كثير من مستخدمي الحواسيب في البحث عن طرق يحمون بها خصوصيتهم. أحدهم قرر أن يذهب إلى أقصى حدود التخفي على نظام ويندوز 11، ليعيش تجربة "المجهول الكامل" أمام الإنترنت. ما فعله لم يكن مجرد مجموعة إعدادات، بل رحلة لاكتشاف كيف تتحول الراحة اليومية إلى مصدر للقلق التقني.
خصوصية المستخدم بين الراحة والمراقبة
يعتمد ويندوز 11، مثل كثير من الأنظمة الحديثة، على ربط التجربة الرقمية بحساب سحابي من مايكروسوفت، يتيح مزامنة البيانات والإعدادات عبر الأجهزة. يبدو ذلك عمليًا إلى أقصى حد، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب لتدفق معلومات المستخدم نحو خوادم الشركة. الموقع الجغرافي، الإعدادات، وحتى تفضيلات التطبيقات تصبح جزءًا من ملف رقمي يُعرفنا أكثر مما نتخيل.
الحساب المحلي: خطوة صغيرة تحمي الكثير
بعض المستخدمين وجدوا أن العودة إلى الحساب المحلي، غير المرتبط بالسحابة، تمنحهم درجة من الحرية يصعب توفرها في بيئة الإنترنت المترابطة. لم تعد هذه الخطوة سهلة كما في السابق، إذ جعلت مايكروسوفت تجاوز تسجيل الدخول بالحساب السحابي أكثر تعقيدًا، لكن من يضع الخصوصية أولوية يجد في هذه الصعوبة مجرد تفصيل عابر في طريق طويل نحو التحكم الذاتي.
السحابة.. راحة مشروطة بثقة غير مضمونة
تُعد خدمات مثل OneDrive أو Google Drive امتدادًا طبيعيًا لاستخدامنا اليومي، إلا أن تخزين الملفات الشخصية على خوادم بعيدة يجعل الأمان رهينة لسياسات الشركات. بديل أكثر هدوءًا هو إنشاء وحدة تخزين منزلية عبر NAS بسيط أو قرص خارجي مهيأ للشبكة، بحيث تبقى البيانات في مجالك المادي بعيدًا عن الأطراف الأخرى.
كيراسة التصفح أول بوابة للهوية الرقمية
المتصفح اليوم هو نافذة العمل والحياة الاجتماعية والتسوق والترفيه، وهو أيضًا البوابة التي تجمع أكبر قدر من البيانات عن سلوكنا. لذلك ظهرت متصفحات تركّز على حماية الهوية، مثل Brave أو Firefox أو DuckDuckGo، التي تحجب أدوات التتبع والإعلانات الموجهة. اعتماد هذه المتصفحات يجعل المستخدم أكثر وعيًا بما يقدمه في كل نقرة.
خفايا التتبع في خدمات ويندوز
تفعيل خدمة "القياس عن بُعد" أو Telemetry في ويندوز يُعد من أهم قنوات جمع البيانات التي تعتمد عليها مايكروسوفت لتحسين الأداء. لكن ما يُرسل لا يقتصر على الأعطال التقنية، بل يشمل أنماط الاستخدام وتفاعل المستخدم مع النظام. يمكن تقليص هذا الجمع أو إيقافه كليًا عبر إعدادات المجموعة في نسخة ويندوز الاحترافية، وهو خيار لا يعرفه كثير من المستخدمين رغم فعاليته.
توازن ضروري بين الحذر والاستخدام
التحول إلى إعدادات الخصوصية الصارمة لا يعني العيش في عزلة رقمية، بل إدارة متزنة بين الأمان والكفاءة. حتى أكثر الإجراءات تشدّدًا لا تلغي الحاجة إلى الحذر في التصفح أو التفكير قبل تثبيت أي تطبيق. التقنية تمنحنا الأدوات الكفيلة بالحماية، لكنها لا تحمينا من التسرع في استخدامها.
ربما لا يمكن لأي مستخدم أن يصبح "شبحًا رقميًا" بالكامل، لكن يمكنه أن يقترب من ذلك عبر الوعي بما يحدث خلف الشاشة. في النهاية، الخصوصية ليست إعدادًا في نظام التشغيل بقدر ما هي موقف يومي تجاه الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا.









