ذكاء اصطناعي

من صورة ثابتة إلى فيديو نابض بالحياة… إيلون ماسك يطلق أداة Grok الجديدة

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أطلق إيلون ماسك ميزة Grok لتحويل الصور إلى فيديوهات نابضة بالحياة ببساطة وسلاسة.

تعزز Grok قدرة المستخدمين على الإبداع البصري عبر دمج الخيال البشري بالذكاء الاصطناعي.

تطمح منصة X إلى تقديم تجربة إبداعية فورية تجمع بين المحادثة والفن المصنوع بالذكاء الاصطناعي.

يوفر Grok 4 مجانًا عالميًا، مع وجود قيود للاستخدام اليومي وتطوير مستمر للخدمة.

تهدف التقنيات الجديدة إلى تحويل كل مستخدم إلى صانع محتوى بصري بكلفة شبه معدومة.

في لحظة يتقاطع فيها الخيال بالواقع، قرر إيلون ماسك أن يمنح الذكاء الاصطناعي بعدًا جديدًا في الإبداع البصري. فبينما اعتدنا على الأدوات التي تولّد الصور أو تكتب النصوص، أصبحت الصورة نفسها الآن بداية قصة متحركة. هذه هي روح ميزة Grok الجديدة التي تحول الصور الثابتة إلى مقاطع فيديو نابضة بالحياة، بخطوة بسيطة يشبه سحرها أول مرة جرّب فيها المستخدمون الذكاء الاصطناعي وهو يرسم ما يتخيلونه بالكلمات.


Grok تدخل مرحلة التعبير البصري الكامل

ميزة تحويل الصور إلى فيديوهات تمثل انتقال Grok من أداة مساعدة في الكتابة والرسم إلى مساحة سردية بصرية متكاملة. لم يعد المستخدم مضطرًا للانتقال بين تطبيقات متعددة أو تعلم أدوات معقدة، فبلمسة مطوّلة على صورة يمكنه ببساطة كتابة ما يريد أن “يحدث” داخلها، لتتولى المنصة صنع الحركة والسياق. هذه الخطوة تعكس فهمًا متزايدًا لدور البساطة في تبنّي التقنيات الجديدة؛ فكلما قل الجهد المطلوب لخلق تجربة إبداعية، اتسعت الدائرة لمن يجرّبها.


الخيال البشري شريك الذكاء الاصطناعي لا منافسه

ما يثير الاهتمام أن Grok لا تفرض على المستخدم حدودًا فنية صارمة، بل تبني فوق خياله. حين كتب ماسك نفسه جملة “أضف حبيبًا ويتحولان إلى دمى مابِتس” كانت النتيجة تعبيرًا مرحًا عن كيفية دمج الذكاء الاصطناعي للغرابة الإنسانية مع الحس الجمالي التقني. هذه التوليفة تظهر أن التقنية الجديدة لا تنوي استبدال الخيال البشري، بل مضاعفة قدرته على التعبير، وكأن الذكاء الاصطناعي صار أداة لحكاية الأفكار المجنونة التي كانت تظل حبيسة المخيلة.


منصة X تتحول إلى مختبر تجريبي للإبداع

إتاحة الميزة مباشرة داخل تطبيق X وعلى أنظمة iOS وAndroid تعني أن ماسك يراهن على جعل الحضور الإنساني داخل الشبكة أكثر حيوية وإبداعًا، بعيدًا عن النصوص والصور الجامدة. من خلال هذا التوجه، تسعى X إلى أن تكون منصة تجمع بين الزمن الفوري للمحادثة والتعبير الفني المصنوع بالذكاء الاصطناعي، مما يعيد تعريف مفهوم المشاركة الرقمية نفسها.


المجانية المشروطة وطبقات الوصول

رغم أن Grok 4 أصبح متاحًا مجانًا لكل المستخدمين في العالم، بما في ذلك المنطقة العربية، إلا أن قيود الاستخدام اليومي تبقي التجربة ضمن نطاق التجربة الموجهة. فالمستويات المدفوعة ليست مجرد وسيلة للربح، بل طريقة لضبط حركة المستخدمين وتطوير الخدمة عبر بيانات حقيقية ومتنوعة. هنا يتضح أن اقتصاد الذكاء الاصطناعي يقوم على التوازن بين الإتاحة الواسعة والابتكار المستدام.


إشارات مبكرة إلى شكل الإعلام القادم

ذو صلة

من خلال دمج النصوص، الصور، والفيديوهات المولدة تلقائيًا داخل سياق واحد، قد نكون أمام بدايات منصة إعلامية هجينة، حيث يصبح كل مستخدم صانع محتوى بصري بتكلفة شبه معدومة. هذا التطور يفتح أسئلة حول حقوق المحتوى، والتمييز بين الإبداع البشري والاصطناعي، لكنه أيضًا يمنح فرصًا لأساليب سرد جديدة تعتمد على التفاعل لا على الاستهلاك.

ما تقدمه Grok اليوم ليس مجرد أداة ترفيهية، بل رؤية لعلاقة جديدة بين الإنسان والآلة، علاقة تقوم على التعاون لا التنافس. ربما سيأتي يوم تصبح فيه الذكريات الرقمية التي نصنعها بهذه التطبيقات أجمل وأصدق من الصور الثابتة نفسها، لأن فيها لمسة من خيالنا ولحظة من دهشتنا التي لا يقدر الذكاء الاصطناعي وحده على صنعها.

ذو صلة