ChatGPT يشخّص مرضًا غامضًا خلال ثوانٍ… بعد 5 سنوات من فشل الأطباء!

4 د
استطاع ChatGPT تشخيص مشكلة طبية مستعصية وحلها بسرعة غير متوقعة.
قام الذكاء الاصطناعي باقتراح تمرين بسيط أعاد الفك إلى وضعه الطبيعي.
الحدث أثار نقاشات واسعة حول دور الذكاء الاصطناعي في الطب والتشخيص.
يثير النجاح الحديث تساؤلات عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
تخيل أنك تعاني من ألم حاد في الفك لمدة تزيد عن خمس سنوات، تطرق خلالها أبواب العشرات من الأطباء وتخضع للفحوصات الدقيقة والأشعة المتكررة دون جدوى. هذا هو واقع أحد الأشخاص الذي قلب حياته رأسًا على عقب حادث مثير: استطاع روبوت الدردشة ChatGPT، المدعوم بالذكاء الاصطناعي من شركة OpenAI، تشخيص المشكلة واقتراح حل عملي في أقل من دقيقة—لتنتهي المعاناة الطويلة في لحظة واحدة وتبدأ مناقشات متوهجة في أوساط وادي السيليكون حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في طب الفرد وتقديم النصائح الصحية.
لقد كان صاحب القصة يعاني من ألم غامض في الفك مصحوب بصوت تصادم مفاجئ كلما حرك فكه. رغم زياراته المتعددة إلى عدد من الأطباء المتخصصين وإجرائه فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ظلت أسباب هذا الألم مجهولة. حتى أنه فكر في أن تكون إصابة قديمة من رياضة الملاكمة هي السبب، لكن جميع المساعي الطبية لم تأتِ بنتيجة حاسمة. هذا الإحباط دفعه أخيرًا للاستعانة بتقنية جديدة: ChatGPT.
ماذا فعل ChatGPT ليغير مجرى القصة؟
عند استخدام ChatGPT، شرح المريض حالته بالتفصيل وانتظر النتيجة بتردد. فجاء الرد سريعًا ودقيقًا على نحو غير متوقع: يرى البرنامج أن هناك احتمالية لانزلاق بسيط في قرص الفك المفصلي، لكنه ما يزال قابلًا للحركة. واقترح ممارسة تمرين بسيط من أجل إعادة القرص إلى مكانه الطبيعي. للمفاجأة الشديدة، وبعد دقيقة واحدة فحسب من تنفيذ التمرين، اختفى الصوت المزعج وبدأ الألم في التلاشي تدريجيًا.
هنا تلاشت سنوات المعاناة أمام سحر الذكاء الاصطناعي، وأصبح الحدث في قلب النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي ووسط المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية.
وهذا يربط بين التجربة الشخصية ودور التقنية الجديدة في إحداث تحول في المفهوم التقليدي للعلاج الطبي.
من استغراب الأطباء إلى انبهار وادي السيليكون
قصة النجاح الطبية مع ChatGPT لم تمر مرور الكرام، فقد سارع رائد الأعمال ريد هوفمان، المؤسس المشارك لشركة لينكدإن وإحدى أبرز الشخصيات في وادي السيليكون، إلى مشاركة القصة ووصفها بالدليل الساطع على "تفوق الذكاء الاصطناعي في أحيان كثيرة".
ويؤكد أن الحدث ليس مجرد مصادفة بل مؤشر صريح على دخول حلول الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT إلى ميادين الطب العملي، بل وتفوقها أحيانًا على الخبرة الطبية البشرية، ما يفتح عيون الجمهور على إمكانية الذكاء الاصطناعي في التشخيص السريع وتقديم حلول فعّالة بصفة شخصية وفورية.
ويعزز ذلك حماس المتابعين في وادي السيليكون لرؤية الذكاء الاصطناعي لا كأداة تقنية جامدة، بل كشريك ذكي يستطيع دعم البشر في اتخاذ قراراتهم الصحية والمهنية بل وحتى العاطفية.
ومن هنا نصل إلى نقطة أخرى جوهرية وهي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد محرك بحث متطور أو وسيلة ميكانيكية، بل بات أقرب لمستشار رقمي يمكن الاعتماد عليه في جوانب الحياة اليومية المختلفة.
انفتاح الأجيال الصاعدة على الذكاء الاصطناعي
يتبين من حديث رئيس شركة OpenAI، سام ألتمان، أن هناك تحول ثقافي واضح في طريقة التفاعل مع ChatGPT؛ فالكبار ما زالوا يميلون لاستخدام الروبوت الذكي كمحرك بحث فائق التطور، بينما الشباب يتخذونه مرشدًا شخصيًا وموجهًا يقدم نصائح مصممة خصيصًا تبعًا لاحتياجات كل فرد. سواء تعلق الأمر باختيار التخصص الجامعي أو التعامل مع الخلافات في مقر العمل أو حتى تخطي صدمات العلاقات العاطفية، أصبح ChatGPT شريكًا دائمًا في يوميات الكثيرين، يقدم دعمًا نفسيًا وعمليًا مباشرًا.
هذا التغير يتطلب فهمًا جديدًا لما يعنيه التواصل مع الذكاء الاصطناعي: إنه ما عاد أداة تجيب على أسئلة منفصلة فقط، بل يستوعب سياق حياتك، يتذكر خططك وعلاقاتك وأهدافك، ثم يصوغ نصائح فورية وملائمة دون حكم أو تحيز.
ولعل القصة التي أشعلت النقاش تثبت أن المستقبل قد يتحول فيه الذكاء الاصطناعي من إضافات تقنية هامشية إلى صديق مقرب لملايين المستخدمين حول العالم، يُسهم في تحسين الصحة وجودة الحياة.
في سياق كل هذا الزخم الحديث، يمكننا أن نسأل أنفسنا: هل نحن على بوابة عصر جديد يعتمد فيه الناس على الذكاء الاصطناعي كشريك في الرعاية الصحية واتخاذ القرار؟
لقد أعاد هذا الحدث المثير لفت الانتباه إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي المذهلة في حل ألغاز كان يُظن أنها عصية على الحل. تسلط هذه الواقعة الضوء على قفزة نوعية في علاقة الإنسان مع البرمجيات الذكية، وتضعنا جميعًا أمام سؤال جوهري: هل تقلب التقنية الجديدة موازين الطب التقليدي؟ بين انبهار التقنيين في وادي السيليكون وتردد الخبراء الصحيين، يبقى الواقع أن ChatGPT وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبح لديهم القدرة—بفضل الخوارزميات، البيانات الضخمة، التشخيص عن بعد والحوسبة السحابية—على إحداث فرق حقيقي في حياة الأفراد اليومية. فهل سنشهد قريبًا ثورة في الممارسات الطبية وتقديم النصائح، أم يبقى الإنسان هو الحكم الأهم في صحتنا ومستقبلنا؟ الأيام وحدها ستحمل الجواب، لكن الأكيد أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح حاضرًا في تفاصيل يومياتنا الصحية أكثر مما نتخيل.