ذكاء اصطناعي

تفوق شات جي بي تي يتواصل في عالم الذكاء الاصطناعي وجيميني من غوغل يدخل سباق المنافسة بقوة

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

تواصل ChatGPT احتفاظها بموقعها القوي رغم صعود جيميني في السوق.

ارتفعت حصة جيميني من زيارات أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ إلى 13.

.

التكامل مع منتجات قائمة وسهولة الوصول عوامل حاسمة لصعود جيميني.

المنافسة بين منصات الذكاء الاصطناعي ستُحسم في مجال القيمة المضافة للمستخدم.

تواصل منصة ChatGPT إحكام قبضتها على سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم أن منافسها الرئيسي «جيميني» من غوغل بدأ يزاحمها بجدية على الصدارة. وفقًا لبيانات Similarweb، شهدت حصة جيميني من زيارات أدوات الذكاء الاصطناعي ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام واحد، حيث قفزت من 6.5٪ إلى 13.7٪، في حين تراجعت حصة ChatGPT من 87.1٪ إلى 73.8٪ خلال الفترة نفسها.


تغير التوازن في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي

هذا التحول اللافت لا يعني فقط أن السوق أصبح أكثر تنافسية، بل يكشف أيضًا عن مدى نضج المستخدمين وفضولهم لتجريب بدائل جديدة. فبعد سنوات من هيمنة شبه مطلقة، بدأت «أوبن إيه آي» تلمس نتائج دخول لاعبين كبار إلى الميدان، مثل غوغل التي أعادت تسمية منصتها إلى «جيميني» ودمجتها بعمق في منظومة خدماتها السحابية ومحرك البحث.

في المقابل، يحتفظ ChatGPT بقاعدة جماهيرية ضخمة، وبقدرة استيعاب عالية للتحديثات المستمرة مثل دعم الذاكرة السياقية وتكاملات الطرف الثالث. لكن صعود جيميني يوحي بأن «سهولة الوصول» و«قوة التكامل مع منتجات قائمة» أصبحت عوامل حاسمة في جذب المستخدمين والمؤسسات.

  • جيميني ضاعف حصته السوقية في عام واحد.
  • ChatGPT ما يزال متفوقًا لكن بوتيرة هبوط مستمرة.
  • أدوات أخرى مثل DeepSeek وPerplexity وGrok تحافظ على نسب محدودة بين 2٪ و4٪.
  • نمو عام في حركة المرور على خدمات الذكاء الاصطناعي بنسبة تفوق 20٪.

«المرحلة المقبلة لن تحددها القدرة التقنية فقط، بل التجربة المتكاملة التي تقدمها المنصات للمستخدم».


بين صدارة الذكاء الاصطناعي وموجة التخصيص القادمة

التحركات الأخيرة من غوغل وأوبن إيه آي لا تأتي في فراغ، بل ضمن سباق أوسع يشمل مزودي خدمات مثل «كلود» من Anthropic و«كوبilot» من مايكروسوفت. ورغم أن أرقامهم لا تزال متواضعة (أقل من 4٪ مجتمعين)، فإن تنامي الاهتمام بتجارب المستخدم المخصّصة قد يعيد توزيع الحصص المستقبلية.

تُظهر البيانات أيضًا أن مفهوم الأداة الواحدة في طريقه إلى الزوال. فالمستخدمون يتنقلون اليوم بين منصات مختلفة وفق السياق: كتابة، تحليل بيانات، أو بحث بصري. وهذا السلوك المتقاطع يفرض على المطورين إعادة التفكير في استراتيجيات التكامل وتوسيع اللغات المدعومة، خاصة بعد ازدياد الطلب على المحتوى العربي في هذه الأنظمة، كما يمكن ملاحظته في تحديث الذاكرة الأخير لـ ChatGPT.

ذو صلة

في النهاية، يبدو أن المنافسة الحقيقية في الذكاء الاصطناعي لم تبدأ بعد، بل تُبنى ملامحها الآن على أسس الثقة، وسياق الاستخدام، ومدى موثوقية البيانات. وإذا كانت جولات الصراع السابقة دارت حول الأداء، فإن الجولات القادمة ستُحسم في مجال «القيمة المضافة» للمستخدم. والسؤال الذي يفرض نفسه: من سيحوّل الذكاء الاصطناعي من منصة تجريبية إلى رفيق رقمي لا غنى عنه؟

ذو صلة