ذكاء اصطناعي

مليار مستخدم بالغ حول العالم يعتمدون على ChatGPT في حياتهم اليومية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

عدد مستخدمي ChatGPT النشطين شهريًا وصل إلى 700 مليون في يوليو.

يتجاوز ChatGPT 800 مليون مستخدم أسبوعيًا، بنمو هائل في عام واحد فقط.

يعالج ChatGPT حوالي 2.

5 مليار رسالة يوميًا، بمتوسط 29 ألف استفسار في الثانية.

المنصة أصبحت أداة أساسية للتعليم والدعم في الشركات الناشئة.

يزداد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كمساعد تعليمي رغم التحديات القانونية.

يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يقتصر بعد على حدود المختبرات أو التجارب التقنية الخاصة، إذ تجاوزت تطبيقاته نطاق التبني الفردي إلى مستوى الاستخدام الجماعي. فقد كشفت دراسة مشتركة بين OpenAI وجامعتي ديوك وهارفارد، نُشرت خلال الشهر الماضي، أن عدد مستخدمي ChatGPT وصل إلى 700 مليون مستخدم نشط شهريًا في يوليو، أي ما يعادل قرابة 10% من سكان العالم البالغين. وفي تحديث لاحق، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، إن عدد المستخدمين الأسبوعيين ارتفع إلى 800 مليون مستخدم وفق ما نقلت Business Insider. هذا الإيقاع المتسارع في التوسّع يعيد رسم مشهد العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي.


تسارع غير مسبوق في انتشار المساعدات الذكية

منذ إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022، شهد العالم واحدًا من أسرع معدلات التبني التكنولوجي في التاريخ الحديث. فمن تطبيق تجريبي يعتمد على "النماذج اللغوية الضخمة" (LLMs)، إلى أداة يومية يعتمد عليها الملايين لأغراض الكتابة، والترجمة، والتعلم، والتطوير البرمجي. وفي الوقت الذي استغرق فيه الإنترنت سنوات لتصل خدماته إلى مليارات المستخدمين، يبدو أن الذكاء الاصطناعي نجح في بلوغ هذا الرقم خلال أقل من ثلاث سنوات.

تقديرات الدراسة تشير إلى أن النمو الذي حققته المنصة يفوق أي منتج رقمي آخر من حيث سرعة الانتشار العالمي. وتشير الأرقام إلى أن ChatGPT كان يعالج بحلول يوليو أكثر من 2.5 مليار رسالة يوميًا، بمعدل يناهز 29 ألف استفسار في الثانية الواحدة، وهو رقم يتجاوز بكثير حجم التفاعل مع معظم شبكات التواصل أو محركات البحث الحديثة.

  • 700 مليون مستخدم نشط شهريًا في يوليو الماضي.
  • 800 مليون مستخدم أسبوعيًا بنهاية العام.
  • 29 ألف استفسار في الثانية حول العالم.
  • نمو بنسبة 700% خلال عام واحد فقط.

وراء الأرقام: استخدام يومي يعيد تعريف العمل والتعليم

ما يثير الاهتمام ليس الرقم في ذاته، بل اتساع دوائر استخدام ChatGPT في الحياة اليومية. فقد أصبح المنصة الأبرز في المساعدة على إنجاز المهام الأكاديمية، والتحرير اللغوي، ودعم فرق التطوير بالشركات الصغيرة والناشئة. كما تزايد اعتماد الجهات التعليمية على الذكاء الاصطناعي كمساعد تعليمي شخصي رغم استمرار الجدل حول معايير الأمان والخصوصية.

في المقابل، فإن توسع المنصة بهذا الشكل يسلط الضوء على تحديات التنظيم القانوني ومكافحة الاستخدام المضلل للمحتوى المُولّد عبر النماذج اللغوية. وترى دراسات عدة أن المرحلة القادمة ستشهد تركيزًا أكبر على ضمان شفافية البيانات وآليات الاسترجاع المعزز بالمعرفة (RAG) لتقليل الأخطاء وتحسين موثوقية الإجابات.

بالنسبة للأسواق المنافسة، يظل الفارق واضحًا: منصة Grok التابعة لـxAI تمتلك نحو 65 مليون مستخدم نشط شهريًا فقط، في حين تقتصر قاعدة مستخدمي Claude وPerplexity AI على نحو 30 مليون لكل منهما. هذه الفوارق تبرز موقع ChatGPT كأكثر واجهة ذكاء اصطناعي جماهيرية حتى الآن، رغم صعود المنافسين بسرعة.



الذكاء الاصطناعي من التجربة إلى البنية التحتية

تسارع نمو ChatGPT لا يغيّر قواعد المنافسة في سوق أدوات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يلهم شركات التقنية الكبرى لإعادة التفكير في كيفية تقديم الخدمات الرقمية ذات الطابع "المولّد". ومع إدماج النماذج اللغوية في أنظمة التشغيل ومحركات البحث، يتجه العالم نحو مرحلة جديدة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي جزءًا من البنية التحتية اليومية للتفاعلات الرقمية.


«هذه السرعة في الانتشار لا سابقة لها في تاريخ التكنولوجيا الحديثة» – من ورقة الباحثين في جامعة هارفارد وديوك بالتعاون مع OpenAI.

ذو صلة

اللافت أن هذا التحول يوازي نقلة مشابهة في الوعي الجمعي تجاه استخدام التقنية؛ فالتعامل مع نموذج لغوي لم يعد يثير الدهشة كما كان قبل عامين، بل أصبح جزءًا من روتين إنتاج المحتوى وإدارة المعرفة. وهذا بحد ذاته يفتح تساؤلات حول مستقبل مهارات العمل والتعليم في عالم يعتمد أكثر على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

قد يكون الرقم "10%" دلالة رمزية أكثر منه إحصائية، لكنه في الواقع يؤشر إلى بداية مرحلة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي مكوّنًا طبيعيًا في التجربة الإنسانية اليومية – مرحلة لا تحددها التقنية بقدر ما يعيد البشر تعريفها بالتبني والاستخدام.

ذو صلة