ذكاء اصطناعي

OpenAI تبدأ طرح ميزة الدردشات الجماعية لمستخدمي ChatGPT حول العالم

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

تختبر OpenAI ميزة جديدة في ChatGPT للدردشة الجماعية في دول آسيا.

الهدف هو فهم التفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي في محادثات جماعية متعددة الأصوات.

تضمن الخصوصية عبر دعوات خاصة مع ضوابط لحسابات المستخدمين دون 18 عامًا.

تسمح النماذج الجديدة بالمزيد من التفاعلات الاجتماعية مثل الإيموجي وإنشاء الصور.

الخطوة تكشف عن تحول ChatGPT إلى منصة تفاعلية متقدمة ليست مجرد أداة فردية.

بينما تتسارع وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي حول العالم، اختارت OpenAI أن تقترب خطوة جديدة من الحياة الاجتماعية لمستخدميها، ولكن هذه المرة داخل «غرف الدردشة الجماعية» لتطبيق ChatGPT. في اليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وتايوان بدأ اختبار ميزة تجريبية تمنح المستخدمين فرصة الحديث والتعاون في مجموعات، لا مع الذكاء الاصطناعي فقط، بل أيضًا مع بعضهم بعضًا في مساحة رقمية واحدة.


تجربة جماعية لاختبار السلوك الإنساني مع الذكاء الاصطناعي

الميزة الجديدة تفتح الباب أمام نمط مختلف من التفاعل، إذ يمكن لمجموعة تضم ما بين شخصين إلى عشرين شخصًا إنشاء محادثة مشتركة مع ChatGPT للمناقشة أو العصف الذهني أو حتى الدراسة. يمكن لأي عضو استدعاء الذكاء الاصطناعي عبر الوسم «@ChatGPT»، ليقدم الملاحظات أو الإجابات المطلوبة في الوقت الحقيقي. الهدف المعلن من التجربة ليس نشر أداة اجتماعية فحسب، بل فهم الكيفية التي يتعامل بها البشر عندما يصبح الذكاء الاصطناعي طرفًا بين عدة أصوات بشرية.


حماية الخصوصية وسط التفاعل الجماعي

رغم تشارك المحادثات بين الأعضاء، تؤكد OpenAI أن ذاكرة المستخدمين الخاصة ستبقى محفوظة على نحو منفصل، وأن المجموعات ستكون عبر الدعوة فقط. يمكن للمشاركين مغادرة المجموعة بأي وقت، كما وُضعت ضوابط إضافية لحسابات المستخدمين دون 18 عامًا تشمل تصفية المحتوى والرقابة الأبوية. هذه التفاصيل تكشف أن الشركة تسعى إلى اكتساب الثقة بينما تختبر بيئة شبه اجتماعية، من دون أن تقترب كثيرًا من إخفاقات منصات التواصل التقليدية في موضوع الحماية.


التطور الطبيعي لشخصية ChatGPT

تعلّمت النماذج الجديدة في ChatGPT – وتحديدًا GPT‑5.1 Auto – كيف تقرأ الموقف الجماعي: متى تتحدث ومتى تصمت. كما باتت قادرة على التفاعل بالإيموجي وإنشاء صور مخصصة لأعضاء المجموعة. هذه اللمسات الاجتماعية الصغيرة تُظهر تحوّل المساعد الشخصي إلى شخصية افتراضية أقرب إلى عضو فريق عمل أو زميل دراسة، لا مجرد روبوت يجيب على الأسئلة.


من أداة فردية إلى منصة مشتركة

هذا التوجه ينسجم مع مسار آخر لدى OpenAI في العامين الأخيرين، حيث تسعى لتحويل ChatGPT من مجرد واجهة نصية إلى منظومة تفاعلية قادرة على إنشاء تطبيقات داخلية وإدارة المتصفحات وحتى التسوق عبر المحادثة. ومع كل إضافة، تتقلص المسافة بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الاجتماعية التي اعتدناها في تطبيقات مثل تيك توك أو سلاك، لكن بالسلوك التنظيمي ذاته: موازنة الكفاءة بالتواصل الإنساني.


لماذا تهم هذه الخطوة؟

قد تبدو الدردشة الجماعية مجرد ميزة إضافية، لكنها تعكس سؤالًا جوهريًا عن حدود الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. فحين يدخل ChatGPT إلى محادثة بين عدة أشخاص، يبدأ في التأثير على ديناميكيات الحوار نفسها: من يتحدث أولًا؟ من يقود الفكرة؟ وكيف تتشكل القناعة الجماعية؟ هذه التجارب الصغيرة قد تحدد الشكل القادم للتفاعل بين الإنسان والآلة في بيئات العمل والتعليم.

ذو صلة

إذا نجح هذا الاختبار في آسيا، فربما نرى خلال فترة قريبة نسخة عالمية من ChatGPT تحمل ملامح منصات النقاش الجماعي، لكنها مدعومة بذكاء يفهم السياق ويحرص على الكلمة المناسبة في الوقت المناسب. إنها بداية لتجربة تفتح سؤالًا جديدًا حول مستقبل التواصل: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح جزءًا من حوار إنساني دون أن يسرق روح الإنسان منه؟

ذو صلة