ذكاء اصطناعي

إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية تمنع الشركات من استيراد بطاقات RTX

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

منعت بكين شركات "علي بابا" و"بايت دانس" من شراء رقائق "إنفيديا".

يهدف القرار إلى تعزيز الاعتماد على الرقائق الصينية المحلية.

يتزامن الحظر مع سباق عالمي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

يمثل القرار تسارعًا لفك الارتباط التكنولوجي بين الصين وأمريكا.

تقنيات التصنيع الداخلي كمعالجات "هواوي" قد تسد الفجوة تدريجيًا.

تصاعدت وتيرة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة بعد أن أصدرت هيئة تنظيم الإنترنت في بكين قرارًا يمنع كبرى الشركات التقنية مثل "علي بابا" و"بايت دانس" من شراء رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة "إنفيديا". القرار يعكس تحولًا استراتيجيًا متعمدًا يهدف إلى تعزيز الاعتماد على الرقائق المحلية، خاصة مع وصول بعض المعالجات الداخلية إلى مستويات أداء تضاهي نظيراتها الأميركية.


منع متسارع يعكس تصعيدًا تكنولوجيًا

مصادر نقلتها صحيفة "فاينانشال تايمز" أكدت أن إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية (CAC) أبلغت الشركات الكبرى بوقف طلباتها واختباراتها لشريحة RTX Pro 6000D، التي كانت مصممة خصيصًا للسوق الصينية. يأتي هذا التوجيه بعد سلسلة قيود سابقة استهدفت شريحة H20، الأكثر تطورًا من "إنفيديا" والمخصصة أيضًا للصين.

المؤشرات تشير إلى أن السلطات الصينية رأت أن منتجات الرقائق المحلية لم تعد متأخرة عن تلك الأميركية، وأنها باتت قادرة على المنافسة، بل وربما تجاوزها، ضمن الحدود التي تسمح بها ضوابط التصدير الأميركية.

  • حظر صريح على شراء شريحة RTX Pro 6000D من "إنفيديا".
  • تعليق كافة الاختبارات والمشتريات الجارية من قبل الشركات الكبرى.
  • انتقال الضغط الرسمي نحو تعزيز المعالجات المحلية.
  • مراجعة قانونية أفضت لاتهام "إنفيديا" بانتهاك قواعد مكافحة الاحتكار.

لماذا هذا القرار الآن؟

يتزامن الحظر مع سباق عالمي على تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، الذي بات يُنظر إليه على أنه معركة أمن قومي واقتصادي. الصين تسعى إلى كسر الاعتماد العميق على الواردات الأميركية، خصوصًا مع القيود المتزايدة على تصدير الرقائق من الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته، يتيح القرار فرصة نادرة أمام شركات التصميم والتصنيع المحلية لاختبار نفسها في بيئة تنافسية عالية.


"الرسالة الآن واضحة: المستقبل يجب أن يُبنى بموارد محلية قادرة على الصمود أمام أي قيود خارجية".

على الجانب الآخر، يُتوقع أن تتأثر شركات التقنية الصينية في المدى القصير، إذ أن البنية القائمة على وحدات معالجة الرسوميات من "إنفيديا" ما زالت تشغّل جزءًا كبيرًا من أنظمة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن بكين تراهن على أن تقنيات التصنيع الداخلي مثل معالجات "هواوي أسند" أو الشرائح المطورة على أيدي شركات ناشئة في شنغهاي يمكنها سد الفجوة تدريجيًا.


انعكاسات على مشهد المنافسة العالمية

ذو صلة

تتجاوز أهمية القرار بعده المحلي، إذ يمثل إشارة قوية إلى تسارع فك الارتباط التكنولوجي بين بكين وواشنطن. هذه الخطوة قد تدفع الشركات الأميركية إلى البحث عن أسواق بديلة، في الوقت الذي تسعى فيه بعض شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في آسيا وأوروبا لاقتناص فرص من فراغ السوق الصيني. وربما يعيد هذا التوجه رسم مسار الابتكار العالمي، كما حدث في قضايا سابقة مرتبطة بالحرب التجارية بين الطرفين (انهيار التعاون بين ARM وهواوي مثال بارز).

قد يرى البعض في هذه التطورات دليلًا على أن صناعة الرقائق لم تعد مجرد قطاع اقتصادي، بل أصبحت ساحة صراع جيوسياسي يعكس موازين القوى. وفي حين أن القرارات التنظيمية تتبدل مع التحولات الجيوسياسية، فإن ما يحدث اليوم في الصين قد يرسم مستقبلًا مختلفًا لكيفية بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي عالميًا - بين من يعتمد على التكامل العابر للحدود، ومن يصر على الاكتفاء الذاتي مهما كانت التكاليف.

ذو صلة