مميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في كروم على الحاسوب والهاتف!

أعلنت جوجل عن أكبر تحديث في تاريخ متصفح كروم، حيث كشفت في 18 سبتمبر 2025 عن دمج قدرات الذكاء الاصطناعي عبر حزمة جديدة من المزايا التي تستند إلى منصة Gemini. يهدف التحديث إلى جعل التصفح أكثر ذكاءً وأمانًا وفاعلية، مع تقديم أدوات متقدمة تساعد المستخدم على إنجاز المهام المعقدة وتقليل الوقت الضائع في التفاصيل التكرارية.

المستخدمون على أنظمة ويندوز وماك في الولايات المتحدة سيبدأون في تلقي تحديث Gemini داخل كروم بالإنجليزية. وتخطط الشركة لتوفير الميزة عبر تطبيقات الهاتف أيضًا، حيث سيستطيع مستخدمو أندرويد تفعيل Gemini بضغطة زر على زر الطاقة، بينما سيتم دمجه مباشرة في الإصدار القادم على iOS. كذلك، سيتاح للشركات عبر منصة Workspace بدعم أمني مخصص.

الجيل الجديد من Gemini لا يكتفي بالإجابة عن الأسئلة أو تلخيص الصفحات، بل يمتد إلى تنفيذ مهام عملية مثل حجز المواعيد أو إتمام طلبات الشراء مباشرة في المتصفح. هذه القدرات الوصفية، والتي تُعرف بالـ"agentic capabilities"، تضع المتصفح على مسار جديد: من أداة للاستعراض إلى منصة أتمتة متكاملة.

يُعزّز التحديث قدرات الحماية عبر "Enhanced Protection" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي باتت قادرة على كشف محاولات الاحتيال عبر نوافذ منبثقة أو إشعارات خادعة. ووفق جوجل، ساعدت الميزة في تقليل التنبيهات غير المرغوبة بحوالي 3 مليارات إشعار يوميًا على أندرويد. كما سيُسمح للمستخدم بتغيير كلمات المرور المخترقة تلقائيًا بضغطة واحدة عبر مواقع مدعومة مثل Spotify وCoursera.

التحول الحالي يعكس رؤية أوسع في سوق المتصفحات: لم يعد التركيز على السرعة والثبات فقط، بل أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من البنية الأساسية للتصفح. بعد أن قدمت مايكروسوفت محتوى يعتمد على Copilot في متصفح إيدج، تسعى جوجل لتثبيت موقعها من خلال دمج عميق مع Gemini، وهو ما قد يرسم ملامح المنافسة في السنوات المقبلة. وبالنظر إلى أن المستخدم العربي يتزايد اعتماده على أدوات الأتمتة والبحث الذكي، فإن هذه الخطوة مرشحة لإعادة تعريف تجربة التصفح محليًا ودوليًا. يمكن ربط ذلك بالاتجاه العام الذي شهدناه مع تحديث المساعدات الصوتية بالذكاء الاصطناعي، مما يؤكد أن الأنظمة لم تعد أدوات منفصلة، بل تدخل في سباق تكاملي لكسب ولاء المستخدم.

ويبقى السؤال ما إذا كان دمج الذكاء الاصطناعي سيُنظر إليه كعامل تعزيز للكفاءة والأمان، أم كمدخل جديد لإثارة مخاوف حول الخصوصية واعتماد المستخدم المتزايد على الخوارزميات. لكن الواضح أن المتصفح التقليدي في طريقه للتحول إلى مساعد رقمي متكامل. في النهاية، نجاح هذه التجربة لن يتحدد بما تقدمه الخوارزميات فقط، بل بقدرة الناس على تقبلها كجزء طبيعي من روتينهم الرقمي اليومي.