ذكاء اصطناعي

Claude يتحدى المستحيل: ذكاء اصطناعي يحول الدردشة إلى إبداع بلا حدود عبر Canva

محمد كمال
محمد كمال

3 د

شهد اليوم دمج روبوت كلود مع منصة كانفا لتصميم الرسومات دون مغادرة الدردشة.

يستفيد المشتركون من "الوصلات التلقائية" لتحويل المحادثات إلى تصاميم والصور إلى مقاسات مطلوبة.

الخدمة تدعم جوجل درايف وسلاك مما يعزز تكامل العمل وسرعة الإنتاج دون معرفة تقنية واسعة.

يستطيع كلود فهم السياق ومواصلة التنفيذ بدقة، مضيفاً قيمة للإنتاج الإبداعي والمحتوى البصري.

شهد عالم الذكاء الاصطناعي اليوم قفزة نوعية جديدة مع إعلان شركة أنتروبيك (Anthropic) عن دمج روبوت المحادثة الشهير كلود (Claude) مع منصة التصميم العالمية كانفا (Canva). هذا الدمج المبتكر يتيح للمستخدمين إنشاء وتحرير التصاميم، وتغيير مقاس الصور، وتحميل القوالب التجارية—all من داخل واجهة المحادثة الخاصة بكلود. تخيل أن تطلب من مساعدك الرقمي تصميماً جديداً أو تعديلاً على عرض تقديمي، فينفذ ذلك فوراً بدون أن تغادر مربع الدردشة.

المستخدمون الذين لديهم اشتراكات مدفوعة في كلود وكانفا سيتمكنون من البدء في الاستفادة من هذه الميزة عبر دليل "الوصلات التلقائية" الذي أطلقته أنتروبيك حديثاً. الفكرة هنا ليست مجرد نقل كلام إلى صور—بل انتقال الذكاء الاصطناعي من مجرد الرد على النصوص إلى خوض غمار العمل الإبداعي وتسهيل الإنتاج اليومي، سواء كنت تعمل في التسويق الرقمي أو إدارة المحتوى أو حتى التعليم عن بُعد.


محادثات تتحول إلى تصاميم: جسر جديد بين الإبداع والدردشة

ما يميز الخدمة الجديدة هو سهولة الاستخدام. يكفي أن تطلب من كلود، باللغة التي تفضلها، "جهز لي عرض مبيعات جديد" أو "حول ملاحظاتي إلى تصميم لمنشور على إنستغرام"، حتى تبدأ عملية إعداد القالب مباشرة على كانفا. ويمكن أيضاً طلب ملخصات للوثائق أو ملء قوالب العلامة التجارية تلقائياً بمحتوى معين فقط عبر التعليمات النصية. هذا الدمج يعتمد على بروتوكول Model Context Protocol (MCP) الذي طورته أنتروبيك، حيث يعمل كجسر موحّد بين برامج الذكاء الصناعي وتطبيقات الإنتاج المتنوعة.

وما يزيد الخدمة تميزاً هو دعمها لخدمات أخرى أيضاً، مثل جوجل درايف وسلاك ونوشن وسترايب، ما يجعل تجربة المستخدم أكثر تكاملاً وقوة. وبفضل هذه الإمكانيات أصبح بمقدور الشركات، ولا سيما فرق التسويق والشركات الناشئة، توفير الوقت وتسريع عملية إنتاج المحتوى البصري وتعديل الملفات وكل ذلك دون الحاجة لأي معرفة تقنية عميقة. وهذا ينعكس مباشرة على جودة الإنتاج وسرعة تسليم المشاريع بفضل التكامل الفوري بين المحادثة والتصميم.


مديرتك الرقمية تعي السياق: تعاون حقيقي مع الذكاء الاصطناعي

تشير أنتروبيك في إعلانها الأخير إلى أن سر قوة التجربة يكمن في الفهم العميق للسياق. غالباً ما يُطلب من المستخدمين إعادة شرح تفاصيل مشروعاتهم عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يؤدي لإهدار الوقت وانقطاع تدفق الأفكار. أما الآن، فكلود بات قادراً على الاحتفاظ بسياق المحادثة ومتابعة الطلبات بذكاء، ليصبح أشبه بزميل عمل رقمي على دراية تامة باحتياجاتك وأسلوبك الخاص.

هذا التطور يربط بين موجة جديدة من ذكاء الأعمال والتحكم المباشر في التطبيقات. ولعل اللافت أن منصة كانفا نفسها أدخلت كلود إلى منظومتها الداخلية منذ منتصف عام 2024، حيث أشارت إلى أن نحو 65% من موظفيها يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لإتمام المهام يومياً، ضمن مقاربة تهدف لتمكين الجميع من الاستفادة من تقنيات الذكاء، وعدم الاكتفاء بمورّد واحد فقط.


من شات إلى شريك إبداعي

ذو صلة

الانتقال من واجهات المحادثة إلى التحكم التفاعلي المباشر في التطبيقات يوضح كيف لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مساعد بسيط، بل أضحى شريكاً في التخطيط والتنفيذ وحتى الإخراج النهائي للأعمال. وشهادة مديرة حلول الذكاء الاصطناعي لدى كانفا تلخص الإقبال الكبير: "كان لدينا موظفون يطالبون بحسابات كلود—حرفياً!"

البقاء في قلب التطور بهذا المشهد الرقمي المتسارع يتطلب ربما توسيع دائرة المرادفات في مثل هذا السياق، كاستخدام تعابير مثل "المساعد الإبداعي الرقمي" أو "المحرك الذكي للإنتاج"، وكذلك قد يكون من المفيد ربط فكرة التعاون بمرادف "الشراكة الرقمية" لتعزيز الفكرة. وربما تضييق محور الفقرة الأخيرة على زاوية التغيير الثقافي في بيئة العمل، وإضافة جملة تربط بين الطموحات التقنية والتأثير الإبداعي اليومي. بهذه الخطوات، يرسّخ كلود مكانته كجسر ذكي بين الدردشة البسيطة وأتمتة الإنتاج البصري الاحترافي—حيث يصبح الذكاء الاصطناعي فعلاً في خدمة الخيال والإنتاج معاً.

ذو صلة