إطلاق نموذج كلود سونيت 4.5 المبتكر على منصة فيرتكس AI

أعلنت جوجل كلاود بالتعاون مع Anthropic عن الإتاحة العامة لنموذج **Claude Sonnet 4.5** عبر منصة Vertex AI، ليصبح أحدث الإصدارات المتوفرة من عائلة Claude وأكثرها قدرة على تنفيذ مهام معقّدة تشمل كتابة الأكواد البرمجية، التنسيق بين الوكلاء الذكيين، ومعالجة مشاريع طويلة الأمد في مجالات حساسة مثل الأمن السيبراني والتمويل. الإعلان تم في أواخر سبتمبر 2025، ليؤكد استمرار المنافسة على صدارة سوق نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

النموذج صُمم ليعمل بسلاسة لفترات زمنية ممتدة دون فقدان التسلسل أو تشويش السياق، وهي نقطة ضعف طالما وُجهت إلى الأنظمة السابقة التي كانت تواجه صعوبة في متابعة سير مهمة واحدة لساعات. إلى جانب ذلك، تم تعزيز قدرات النموذج في أربعة مجالات رئيسية: البرمجة، البحث، مايوصف بـ "استخدام الحاسوب بالنيابة عن المستخدم"، وتطبيقات الأمن الرقمي.

أحد الأبعاد اللافتة هو أن النماذج لم تعد تُستخدم بغرض المساعدة اللحظية فقط، بل أصبحت أقرب إلى شريك عمل قادر على تنفيذ مهمة كاملة من البداية حتى النهاية، سواء كان إعداد تقرير مالي تفصيلي أو فحص ثغرات في البنية التحتية الرقمية لشركة.

شارك عدد من العملاء الأوائل بتجاربهم مع Claude Sonnet 4.5 على جوجل كلاود. شركة Augment Code قالت إن مساعدها البرمجي أصبح قادراً على فهم قواعد برمجية واسعة النطاق والمساعدة في تطويرها بكفاءة، بينما لفتت منصة spring.new إلى أن بناء تطبيقات مخصّصة باستخدام نماذج Claude اختصر وقت التطوير من ثلاثة أشهر إلى ساعتين تقريبًا. أما شركة الاتصالات الكندية TELUS فقد أكدت أن دمج النموذج في منصتها Fuel iX ساعد مهندسيها على استدعاء أدوات متكاملة داخل Google Cloud مثل GKE وCloud Run بسهولة.

من الواضح أن هذه الشراكة تضع Anthropic وجوجل في موقع أقوى بمواجهة تحركات لاعبين آخرين مثل OpenAI ومايكروسوفت، خاصة أن Vertex AI أصبح يقدم مزيجًا بين منصة موحدة وقوة نموذج قادر على تشغيل عمليات معقدة. يشير ذلك إلى سباق متسارع نحو تمكين المؤسسات من إدخال الذكاء الاصطناعي في دورة عملها اليومية دون الحاجة إلى بناء بنية تحتية خاصة.

اللافت أن الإعلان يأتي بعد أشهر من تركيز الشركات على وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI agents)، وهو ما يجعل خطوة توفير نموذج مثل Sonnet 4.5 خطوة تكاملية أكثر منها استعراضية. فالمعادلة لم تعد تتعلق بسرعة الاستجابة فقط، بل بمدى عمق الإنجاز في المهمات المركبة وطول النفس في المتابعة عبر جلسات عمل طويلة.

هذا التطور يعكس مسارًا واحدًا: أن الذكاء الاصطناعي يسير تدريجيًا نحو مرحلة "العمل المستقل" داخل مؤسسات الأعمال، وليس مجرد دعم فردي. والسؤال هو: أي من الشركات والقطاعات سيسارع إلى استثمار هذه القدرات قبل الآخرين ليرسّخ تفوقًا يصعب اللحاق به؟