Critterz: أول فيلم ذكاء اصطناعي من إنتاج OpenAI

3 د
شركة OpenAI تطلق مشروعًا لإنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
يستخدم المشروع أنظمة مثل "دال-إي" لابتكار الصور والشخصيات، بالتعاون مع كتّاب سيناريو.
يهدف إلى تقليل تكاليف الإنتاج مع الحفاظ على جودة عالية تناسب الشاشة الكبيرة.
المشروع أثار جدلاً حول حقوق النشر وتأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة السينما.
قد تؤدي التجربة إلى تحول جذري في مجال إنتاج الأفلام السينمائية والرسوم المتحركة.
بينما تزدحم الساحة السينمائية بالتقنيات الحديثة، ها هي شركة OpenAI تخطو خطوة جريئة بمحاولة إنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل يعتمد بشكل محوري على الذكاء الاصطناعي. لكن هذه ليست تجربة نمطية لصور متحركة غريبة الأطراف، بل مشروع طموح يهدف إلى تقديم فيلم سينمائي ذو جودة عالية وتكاليف أقل كثيرًا من نظرائه في هوليوود. المشروع الذي يحمل اسم "Critterz" يثير منذ الآن الكثير من الفضول، والحماس، وحتى الجدل.
لطالما أبهرتنا استوديوهات هوليوود من ديزني إلى وورنر براذرز بأعمال ضخمة استلزمت ميزانيات خرافية وآلاف الساعات من العمل. لكن تجربة OpenAI تختلف جوهريًا، إذ تستعين بأنظمة الذكاء الاصطناعي مثل "دال-إي" DALL-E في إنتاج الصور والشخصيات، ليتم دمجها مع لمسة الكتّاب البشريين الذين شاركوا في كتابة أفلام شهيرة مثل "Paddington in Peru". أما الأصوات، فيُسجّلها ممثلون حقيقيون، لتتداخل بذلك الجوانب الإبداعية البشرية مع قدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة في التصميم والإخراج والتلوين. وهذا الدمج يقدم رؤيا جديدة داخل صناعة السينما، فيسعى المشروع لتقليل التكاليف بشكل ملحوظ—مع الحفاظ على مستوى فني يليق بالشاشة الكبيرة.
بالانتقال إلى تفاصيل العمل الجديد، ربما يُدهشك أن بداية مشروع "Critterz" كانت عبارة عن فيلم قصير للغابات وحيواناتها الناطقة طُوّر في 2023 بشكل تجريبي. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تقرّر توسيعه نحو فيلم طويل سيصدر العام القادم ليكون نموذج اختبار قوي لمدى جودة وفعالية هذا النهج. ما يميز هذا المشروع أن السيناريو تمت صياغته بأيدٍ بشرية متمرسة، ليراعي الحبكة والسرد وجاذبية الشخصيات، في حين تأتي الآلة لتكملة ما يبدأه الإنسان. يربط ذلك بين الطابع الابتكاري لهذا العمل واحتمال تغييره لقواعد اللعبة داخل أسواق الرسوم المتحركة والعروض العائلية، حيث يرجى منه تقديم منتج ذو جودة عالية بتكلفة منخفضة.
ولكن، وكما هي الحال مع كل ما هو جديد في عالم السينما، قد لا يمر دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا المضمار بدون اعتراضات. كثير من الفنانين والمبدعين سبق وأبدوا قلقهم من تغوّل تقنيات مثل "دال-إي" و"ميدجورني"، خاصة مع تصاعد قضايا حقوق النشر مؤخراً، حيث رفعت استوديوهات عالمية دعاوى ضد شركات الذكاء الاصطناعي بتهم انتهاك الملكية الفكرية. من جانب آخر، علّق البعض على استخدام الذكاء الاصطناعي في تعديلات الأفلام أو تحسين الأصوات، كما حدث مع ممثلين عالميين مثل أدريان برودي. كل ذلك يوضح أن قطار التطوير لا يسير فقط على سكة الإبداع، بل يصطدم أحيانًا بجدار التشريعات والمعايير الأخلاقية.
ومع تصاعد الزخم، يترقّب المهتمون كيف ستؤثر تجربة "Critterz" على مهنة كتابة السيناريو، وأداء الممثلين، وأدوار الفنانين في مجال الرسوم المتحركة. فإذا أثبت الذكاء الاصطناعي جدارته في الإخراج السينمائي وإنتاج أفلام طويلة تمكنها المنافسة في دور العرض، فقد نشهد تحولاً جذريًا في شكل الإنتاج السينمائي، مع دخول مصطلحات مثل التوليد الآلي للصور، والمعالجة الذكية للأصوات، والمؤثرات البصرية الذكية ضمن أبجديات هوليوود اليومية.
في ختام المشهد، تبدو مغامرة OpenAI خطوة حاسمة يمثل نجاحها—أو إخفاقها—محطة فاصلة في رحلة السينما نحو المستقبل. فبين شغف الابتكار ومخاوف التشريع، تبقى تجربة فيلم "Critterz" عنوانًا لسؤال كبير: هل سينجح الذكاء الاصطناعي في خلق سحر جديد على الشاشة الفضية دون أن يفقد اللمسة الإنسانية؟ وحدها الأشهر القادمة كفيلة بتقديم الجواب، بينما تبقى صناعة الفن السابع تترقب بحذر وحماس انطلاقة عهد جديد.