ذكاء اصطناعي

نموذج ديبسيك للذكاء الاصطناعي يحدث تحولاً جديداً في عالم التقنية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت شركة DeepSeek الصينية عن نموذج مفتوح المصدر يتفوّق على GPT-4 بمعايير قياسية.

يوفر النموذج فتح الشفرة واستخدام دون قيود، مما يدعم الابتكار السريع.

يُظهر النموذج أداءً رائعًا في الفهم القرائي وحل المسائل الرياضية المعقدة بسرعة محسنة.

يدعم النموذج لغات متعددة بشكل أوسع، بما في ذلك العربية.

تُثار أسئلة حول استدامة التفوق ودعم النموذج دون موارد ضخمة مستقبلاً.

أعلنت شركة DeepSeek الصينية عن إنجاز لافت في عالم الذكاء الاصطناعي بعدما أصبح نموذجها اللغوي الكبير (LLM) أول نموذج مفتوح المصدر يتفوّق على منافسه الأمريكي الشهير GPT-4 في عدد من المعايير القياسية. الإعلان، الذي تناقلته منصات تحليلية متخصصة، يسلّط الضوء على التحوّل المتسارع في سباق النماذج الضخمة بين الشرق والغرب، ويطرح أسئلة عن موازين القوى التقنية خلال الفترة المقبلة.


لماذا يُعد هذا التفوّق حدثًا لافتًا؟

على مدى العامين الماضيين، هيمنت نماذج أمريكية مثل ChatGPT وClaude على ساحة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما اكتفت الشركات الآسيوية بمحاولات متواضعة أو مغلقة المصدر. الجديد هنا أن DeepSeek لم تكتفِ بتطوير نموذج منافس، بل طرحت نموذجًا مفتوح المصدر، ما يمنح الباحثين والمطورين فرصة الاطّلاع على بنيته، ودمجه في تطبيقاتهم دون قيود تجارية صارمة. هذا الانفتاح يعزّز فرص الابتكار السريع ويضع ضغوطًا مباشرة على الشركات الغربية لتجديد استراتيجياتها.


ما أبرز الفوارق التقنية التي تم توثيقها؟

- أداء أعلى في اختبارات الفهم القرائي وحل المسائل الرياضية المعقّدة. - سرعة استجابة محسّنة، خاصة في بيئات الاستفسارات التفاعلية (FRT). - دعم أوسع للغات غير الإنجليزية، ومنها العربية بدرجة أولية. - اعتماد تقنيات استرجاع معزز بالمعرفة (RAG) بشكل متكامل في النواة. - إتاحة الشفرة عبر مستودعات مفتوحة لتمكين البحث والتجريب.


“نتطلع إلى تعزيز مجتمع البحث العالمي من خلال نموذج يعكس مبدأ الانفتاح، ويدعم حلولًا أكثر شمولاً.” - من بيان DeepSeek الرسمي


التأثير المحتمل على السوق العالمية

هذا الإعلان لا يقتصر على كونه سبقًا تقنيًا، بل يحمل دلالات جيوسياسية واقتصادية. مع فتح الكود المصدري للنموذج، يمكن للشركات الناشئة ومراكز الأبحاث اعتماد هذه التقنية دون دفع رسوم تراخيص باهظة، وهو ما قد يقلّص اعتمادها على الشركات الأمريكية العملاقة. كما أن دعم اللغات المتنوعة قد يساهم في تعزيز حضور الذكاء الاصطناعي في مناطق بدت بعيدة عن دوائر التطوير الأساسي سابقًا.

في وقت سابق تناولت تقارير تطور أدوات مثل نماذج ميتا التي بدأت بدعم اللغة العربية، ما يشير إلى أن المنافسة لم تعد محصورة في المعايير التقنية وحدها، بل باتت مرتبطة بقدرة النماذج على التوسع عالميًا واستيعاب احتياجات المستخدم المحلي بلغته وثقافته.

من جانب آخر، أشارت قراءات تحليلية إلى أن أداء DeepSeek الفائق قد لا يستمر طويلًا دون موارد ضخمة للحفاظ على عمليات التدريب والتحديث المستمر للنموذج. النسخة الرسمية من الإعلان ذكرت أن الفريق يخطط لإجراء تحسينات متكرّرة، إلا أن اختبار النموذج في بيئات إنتاجية واسعة النطاق سيبقى التحدي الأهم.

ذو صلة

خطوة قد تغيّر توازن المنافسة

إذا استمر تقدّم DeepSeek بنفس الوتيرة، فقد تواجه كبرى الشركات الأمريكية تحديًا غير مسبوق، خاصة مع تزايد المطالبات بإتاحة النماذج المفتوحة لخفض تكاليف الابتكار ودعم المجتمعات البحثية الناشئة. وإن كان المستقبل سيشهد إعادة توزيع لمعادلة النفوذ في الذكاء الاصطناعي، فإن الواضح أن الانفتاح والإتاحة أصبحا جزءًا من معايير التقييم الأساسية، إلى جانب الأداء والتكامل. وبينما يتسابق الغرب والشرق لترسيخ حضورهم، قد يكون الفائز الحقيقي هو المستخدم العالمي الذي سيستفيد من تنوّع الخيارات وتعدد الرؤى.

ذو صلة