ديب سيك تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديد في منافسة قوية مع علي بابا وأوبن أي آي

3 د
أطلقت ديب سيك نموذج DeepSeek-V3.
2-Exp كمحاولة لتقديم ذكاء اصطناعي اقتصادي وفعّال.
يركز النموذج الجديد على آلية Sparse Attention لتقليل استهلاك الطاقة ومعالجة النصوص الطويلة.
يشمل التطوير خفض أسعار واجهات البرمجة بنسبة 50% لتوسيع قاعدة المطورين.
تسعى الصين لمنافسة النماذج الأمريكية والأوروبية عبر تحسين الكفاءة وتقليل التكلفة.
معايير الأمان والانفتاح العلمي تبقى موضوعًا حاسمًا في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي.
أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" DeepSeek عن نموذجها الجديد DeepSeek‑V3.2‑Exp بوصفه إصدارًا تجريبيًا يمهّد لجيلها القادم من البنى اللغوية الضخمة. ويأتي هذا الإطلاق ليعيد رسم ملامح المنافسة في سوق النماذج مفتوحة المصدر، خصوصًا أمام العملاقين علي بابا عبر سلسلة Qwen وOpenAI الأميركية.
كفاءة أعلى ومعالجة أطول للنصوص
وفق ما نشرته الشركة على منصة Hugging Face، يرتكز النموذج الجديد على آلية DeepSeek Sparse Attention، وهي ميزة تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة الحسابية وتحسين الأداء في معالجة السلاسل النصية الطويلة. وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لتوجه تقني متصاعد في بناء "ذكاء اصطناعي اقتصادي" يعتمد على تقليل التكلفة دون المساس بجودة النتائج.
يشكّل هذا التطوير مرحلة انتقالية تصفها الشركة بأنها "خطوة متوسطة نحو المعمارية القادمة"، في إشارة إلى مشروع أوسع قد يُطلق خلال عام 2026 ليمثل الجيل الرابع من أنظمة ديب سيك. وقد ترافقت هذه الخطوة مع إعلان رسمي عن خفض أسعار واجهات البرمجة (API) بنسبة 50%، في محاولة واضحة لتوسيع قاعدة المطورين وتسريع اعتماد منتجات الشركة خارج الصين.
ما الذي يميّزه عن الإصدارات السابقة؟
- تحسين ملحوظ في إدارة الذاكرة أثناء التدريب لتقليل زمن الاستجابة.
- كفاءة أعلى في معالجة النصوص الطويلة، عبر توزيع انتباه النموذج بشكل انتقائي.
- دعم موسع لتطبيقات الترجمة والاستدلال اللغوي في الوقت الحقيقي.
- تكامل مبدئي مع بيئة تطوير برمجيات مبنية على واجهات Python وRust.
"يمثل DeepSeek‑V3.2‑Exp خطوة نحو الجيل المقبل من الذكاء الاصطناعي الاقتصادي عالي الأداء"، ذكرت الشركة في بيانها الرسمي.
هذا النهج يعكس مسارًا مختلفًا عن نماذج الشركات المنافسة، إذ تركز ديب سيك على تقنيات Sparse Attention بدل توسيع عدد الوسائط أو زيادة حجم البيانات فحسب. ويتقاطع هذا التوجه مع ملاحظات سابقة لمسؤولي أبحاث في القطاع حول ضرورة "تعظيم الكفاءة قبل السعة"، وهي الفلسفة التي تبنّتها شركات مثل Anthropic وMistral في أوروبا.
الصين في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي
تأتي هذه الخطوة في وقت تتسارع فيه وتيرة إطلاق النماذج الصينية لمجاراة التطورات الأميركية والأوروبية. فبعد نجاح نموذج Qwen‑2.5 من علي بابا في السوق المحلي، تبحث الشركات الصينية عن موقعها في خارطة الذكاء الاصطناعي العالمي، مستفيدة من انخفاض تكاليف البنية التحتية وتنوع قواعد البيانات المحلية.
غير أن التحدي الحقيقي لديب سيك لا يكمُن فقط في تقنيات النمذجة، بل في بناء نظام بيئي يتكامل مع أدوات المطورين عبر الحدود. فإطلاق نموذج رخيص وسريع لن يكون كافيًا إن لم يترافق مع منظومة شفافة وموثقة ومفتوحة للمراجعة المجتمعية، وهو ما تطالب به مجتمعات المصادر المفتوحة منذ فترة.
ما التالي في المشهد القادم؟
تتوقع مؤشرات السوق الأولية أن تواصل ديب سيك نهج "الاختبارات العامة" قبل الإطلاق الكامل للجيل الرابع، مع توسيع الدعم للغات إضافية. وإذا ما نجح النموذج في خفض التكلفة التشغيلية إلى النصف فعلًا، فقد يُصبح خيارًا مغريًا للشركات الناشئة التي تبحث عن بدائل محلية أكثر مرونة من خدمات OpenAI أو Google Cloud.
يبقى السؤال المفتوح: هل يمكن للشركات الصينية أن توازن بين السعي لهيمنة تجارية وبين المحافظة على معايير الأمان والانفتاح العلمي؟ الإجابة عن ذلك ستحدّد ملامح المرحلة التالية من سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، حيث لم يعد التفوق يُقاس بحجم المعمارية فحسب، بل بمقدار الابتكار المتاح للجميع.