إيلون ماسك يستقبل أحدث حاسوب ذكاء اصطناعي فائق الأداء من إنفيديا في مقر سبيس إكس

3 د
إيلون ماسك تلقى نموذجه الأول من الحاسوب الفائق المصغّر «NVIDIA DGX Spark» في تكساس.
الجهاز يتميز بذاكرة موحدة 128 غيغابايت وقوة معالجة تصل إلى بيتافلوب واحد.
يتيح تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا دون الحاجة إلى اتصال سحابي دائم.
يهدف الجهاز إلى دعم الباحثين والمطورين خارج حدود المختبرات التقليدية.
هذا التطور يعزز مفهوم "الحوسبة المحمولة" في عصر الذكاء الاصطناعي المتقدم.
في مشهدٍ جمع عوالم الفضاء والحوسبة المتقدمة، تلقّى إيلون ماسك أول نموذج فعلي من الحاسوب الفائق المصغّر «NVIDIA DGX Spark» في مقر شركة سبيس إكس بمدينة ستاربَيس في تكساس. الجهاز الجديد الذي قدّمته يدًا بيد المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، يُمثّل أحدث خطوة في محاولات الشركة نقل قدرات الحوسبة الفائقة إلى خارج مراكز البيانات التقليدية.
حاسوب بحجم كتاب... بقدرات مركز بيانات
يأتي «DGX Spark» بتصميم لا يتجاوز حجم ورقة أوريغامي وسُمك كتاب فخم، لكنه يحتوي على 128 غيغابايت من الذاكرة الموحّدة وقوة معالجة تصل إلى بيتافلوب واحد للذكاء الاصطناعي، وهي قدرة كانت قبل أعوام محصورة في مراكز بيانات كاملة. بحسب المدونة الرسمية لإنفيديا، يسمح هذا الأداء بتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي تحوي حتى 200 مليار معلمة محليًا، دون اتصال سحابي دائم.
الجهاز موجّه إلى الباحثين والمطورين والمنتجين المبدعين الذين يحتاجون إلى أداء فائق أينما كانوا، وليس فقط خلف جدران المختبرات. ويأتي مُجهّزًا بكامل حزمة برامج إنفيديا للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مكتبات التدريب والتفريع، والنماذج المُسبقة، وخدمات NIM المصغّرة التي تسهّل بناء تطبيقات توليدية ونظم عاملية (Agentic AI) بسرعة.
من مختبرات البيانات إلى مكاتب المبدعين
التسليم لإيلون ماسك يحمل رمزية واضحة: الجمع بين أسرع تطوير للصواريخ في التاريخ وأصغر حاسوب فائق في العالم. فبينما تواصل سبيس إكس اختبار نسخها الجديدة من «ستارشيب»، يُراهن ماسك على تعزيز قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي داخل منظومة شركاته المتعددة، من المركبات ذاتية القيادة إلى مصانع الروبوتات.
- تجهيز بذاكرة موحدة 128 غيغابايت.
 
- قدرة تشغيل نماذج حتى 200 مليار معلمة.
 
- وزن لا يتجاوز 1.2 كغ.
 
- يتوافر تجاريًا في 15 أكتوبر عبر موقع إنفيديا الرسمي.
 
- شراكات تصنيع مع شركات مثل Dell وASUS وLenovo وMSI.
 
هذه المنظومة الجديدة لا تُقدِّم مجرد منتج للمحترفين، بل محاولة لإعادة تعريف مفهوم «الحوسبة المحمولة» في عصر الذكاء الاصطناعي. فبينما تعتمد أغلب تطبيقات النماذج التوليدية على الاتصال السحابي، يأتي «Spark» ليقدّم سيناريو يعمل فيه المطوّر أو الفنان أو الباحث محليًا دون قيود الشبكة أو حدود البنية التحتية.
أثر أوسع على مشهد الحوسبة والذكاء الاصطناعي
بانتقال الذكاء الاصطناعي إلى أجهزة مكتبية مصغّرة، يبدو أن إنفيديا تتحرك نحو مرحلة «اللامركزية الحوسبية» التي طال انتظارها. التركيز على الأداء المحلي يقلّل من استهلاك الطاقة في مراكز البيانات ويمنح المستخدمين المستقلين مساحة ابتكار أوسع. وفي المقابل، يثير ذلك تحديات تتعلق بالأمان وتوحيد الإصدارات ودعم البنية البرمجية على نطاق واسع.
«تسليم أصغر حاسوب فائق بجانب أكبر صاروخ في العالم» – جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا
يُتوقع أن تمتد عمليات التسليم إلى مختبرات جامعية في أريزونا واستوديوهات فنية في كاليفورنيا ومراكز أبحاث روبوتية في أوروبا خلال الأسابيع التالية، ما يشير إلى خطة توزيع واسعة تتخطى النطاق الأمريكي. ويمكن متابعة الإعلانات التفصيلية عبر صفحة إنفيديا للأخبار المرتبطة بمنتجات DGX.
ما بين الذكاء الصناعي والفضاء... ملامح حقبة جديدة
ما حدث في تكساس لا يبدو مجرد تسليم رمزي، بل لحظة تكثّف فيها مساران تقنيان يعيدان رسم حدود الممكن: الفضاء والذكاء الاصطناعي. فإذا كانت الحوسبة الفائقة بدأت يومًا في خدمة مراكز أبحاث الصواريخ، فإنّها اليوم تعود إلى حيث انطلقت ولكن بأحجام يد تحملها مطور واحد. ومع اتساع رقعة الأجهزة القادرة على تشغيل نماذج ذكية محليًا، قد نشهد قريبًا موجة تطبيقات توليدية تعمل بلا سحابة، وبكفاءة أقرب إلى ما كان حكرًا على المؤسسات الكبرى. ليس من المبالغة القول إن إنفيديا وضعت هنا حجر الأساس لعصر «الحوسبة الفائقة الشخصية» التي تتقاطع فيها سرعة الصاروخ مع ذكاء الشريحة.









