2 مليار دولار من إنفيديا لإيلون ماسك؛ تدفع xAI بقيادة إيلون ماسك لمنافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي!

أكّد تقرير نشرته وكالة بلومبرغ أنّ شركة الذكاء الاصطناعي xAI المملوكة لإيلون ماسك أغلقت جولة تمويلية ضخمة وصلت إلى 20 مليار دولار، بينها نحو ملياري دولار من شركة Nvidia، في خطوة جديدة تعزز سباق التمويل الهائل لشركات تطوير الذكاء الاصطناعي العملاقة.

وفقًا للمصادر التي نقلت عنها بلومبرغ، فإنّ التمويل الجديد يجمع بين أسهم وقروض، ويرتبط باستخدام وحدات معالجة الرسوميات (GPU) من Nvidia داخل مركز بيانات xAI المسمى Colossus 2 في مدينة ممفيس الأمريكية. ويُتوقّع أن يشكل هذا المركز أحد أكبر مواقع المعالجة الخاصة بتعلّم الآلة والتدريب العميق في أمريكا الشمالية، ما يجعله عنصراً جوهرياً في استراتيجية Musk لتوسيع قدرات الشركة الحوسبية.

ورفضت كل من Nvidia وشركة xAI التعليق على تفاصيل الصفقة، غير أنّ توقيتها يأتي في لحظة تشهد فيها صناعة الذكاء الاصطناعي طفرة غير مسبوقة من الاستثمارات. خلال الأشهر القليلة الماضية، وقّعت OpenAI اتفاقًا طويل الأمد مع AMD لتوريد رقائقها لمعالجة مهام التدريب، بينما وقّعت Meta تمويلاً بقيمة 29 مليار دولار لمراكز بياناتها، وجمعت Oracle حزمة ديون تبلغ 38 مليار دولار لإنشاء بنية سحابية جديدة.

يُظهر الاستثمار الأخير أنّ سباق الذكاء الاصطناعي لم يعد يدور فقط حول تطوير النماذج، بل حول من يمتلك القدرة الأكبر على تشغيلها. فخلال عام 2025 وحده، بلغ حجم إصدارات الديون للشركات التقنية في أسواق السندات الأمريكية نحو 157 مليار دولار، بزيادة تقارب 70٪ عن العام الماضي، معظمها موجّه إلى تمويل منصات الذكاء الاصطناعي والبنية الحاسوبية الخاصة بها. هذه الأرقام تُبرز التحوّل من "مرحلة النموذج" إلى "مرحلة البنية" التي قد تحدد مستقبل الصناعة بأكملها.

وتشير تقارير سابقة إلى أنّ xAI جمعت نحو 10 مليارات دولار في جولة سابقة هذا العام، ما يعني أنّ الشركة تضاعف رأس مالها تقريبًا في أقل من عام واحد. هذه الوتيرة تعكس شدة المنافسة في القطاع، حيث أصبح الوصول إلى وحدات معالجة الرسوميات المخصصة للتدريب العميق أزمة عالمية بين الشركات الكبرى، خاصة مع احتكار Nvidia لأكثر من 80٪ من السوق.

في ظل هذا التمويل الضخم، يبدو أن xAI تراهن على الجمع بين خبرة ماسك في الصناعات الثقيلة وشبكة نفوذه في تسلا وX وSpaceX لتكوين منظومة ذكاء اصطناعي ذات بنية مستقلة جزئيًا عن عمالقة الحوسبة السحابية. هذا التوجه يعكس رغبة متزايدة في “السيادة التقنية”، حيث تسعى الشركات إلى امتلاك عتادها بدلاً من الاعتماد على بنية أمازون أو مايكروسوفت، ما يفتح الباب أمام عصر جديد من مراكز البيانات الخاصة الموجهة لتطوير النماذج.

أما على المدى القريب، فيُتوقع أن تُستخدم هذه الجولة في توسعة قدرات Colossus 2 لتدريب نماذج لغوية وصورية تنافس ما تقدمه OpenAI وAnthropic، وربما لتطوير منتجات خاصة داخل منظومة X.com. ومع استمرار الطلب المتصاعد على القدرات الحاسوبية، ستكون العلاقة بين xAI وNvidia اختبارًا حقيقيًا لقدرة السوق على تلبية احتياجات النمو الحالية دون المساس باستقرار سلاسل التوريد.

في النهاية، لا يتعلق الأمر بالأرقام وحدها، بل بمستقبل خارطة السيطرة على الذكاء الاصطناعي العالمي. فبينما تعزز Nvidia حضورها كمحركٍ أساسيّ لكل المشاريع الكبرى، يجرب ماسك مرة أخرى القيام بما فعله في الفضاء والسيارات: بناء بنية تحتية من الصفر لتغيير قواعد اللعبة. السؤال الآن ليس من سيصل أولاً، بل من سيتمكن من الحفاظ على سرعته عندما يسخن السباق أكثر.